لماذا نلجأ للككاو والحلويات عندما نصاب بأزمة عاطفية أو نفسية؟
يُقبل الكثيرون على تناول الحلويات أو الأطعمة الكربوهيدراتية أو الشوكولاتة بصورة أكثر من الطبيعي عندما يمرون بحالات اكتئاب أو توتر، وذلك لأن هذه الأطعمة تؤثر بشكل كبير على المستوى العاطفي عند الإنسان.
ونشر موقع ديلغام التركي تقريرا للكاتبة نانسي شيميلبفينينغ قالت فيه إنه ليست هناك حاجة لكي نحرم أنفسنا من الأكلات التي نحبها، ولكن يجب أن نفهم السبب وراء الرغبة فيها في مثل هذه الحالات لكي يبقى النظام الغذائي متوازنا ومغذيّا، فالتعلم بشكل أفضل عن العلاقة بين الطعام والحالات المزاجية يمكن أن يزيد من السيطرة على هذه الرغبة.
لماذا تريد أن تأكل كثيراً؟
وذكرت الكاتبة أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من وتيرة وشدة الرغبة في تناول الطعام، ومن أشهرها الإجهاد النفسي أو العاطفي، وتناول عدد من الأدوية، والاختلالات الهرمونية (خاصة أثناء الحمل أو الدورة الشهرية)، ومشاكل الصحة الجسدية والعقلية (مثل مرض السكري من النوع الأول، والاكتئاب، واضطرابات الأكل، وما إلى ذلك).
نظرية السيروتونين
وتبين الكاتبة أن هذه النظرية تفسر الرغبة في تناول الطعام من خلال عدم توازن مادة السيروتونين في الدماغ وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب، حيث تعمل هذه المادة كناقل عصبي ينظم الحالة المزاجية، ولهذا عندما تشعر بالاكتئاب فأنت تنجذب عادة إلى الوجبات التي تزيد من إنتاج السيروتونين في جسمك، مثل الأطعمة السكرية وعالية الكربوهيدرات، وهو ما أثبتته العديد من الأبحاث العلمية.
الرغبة في تناول الشوكولاتة
تحفز الشوكولاتة إنتاج المواد الأفيونية الطبيعية في الدماغ التي تمنحنا شعورا بالنشوة. وتحتوي الشوكولاتة كذلك على الزانثين والثيوبرومين التي لها خصائص مسببة للإدمان. وإذا كانت مشروبات مثل القهوة والشاي تحتوي على مادة الثيوبرومين، فإن الشوكولاتة تبقى أغنى مصدر لهذه المادة.
وتحتوي الشوكولاتة كذلك على التيرامين و”فينيثيلامين”، وهما من الأمينات الحيوية التي تسبب زيادة نسبة السكر في الدم وضغط الدم، وزيادة اليقظة والشعور بالرضا.
ويشار إلى مركب “فينيثيلامين” على أنه “دواء الحب”، لأنه يسرع من معدل النبض مما يعطي شعورا مشابها للوقوع في الحب.
كيفية التعامل مع الرغبة القوية في تناول الطعام؟
وحذرت الكاتبة من العواقب الجسدية السلبية لاستهلاك الكثير من السكر عند التعامل مع التوتر على المدى الطويل، رغم أنه يمكن أن يجعل الإنسان يشعر بالرضا في وقت تناوله للسكريات، كما حذرت من عواقبه العاطفية والتي قد تزيد من أعراض الاكتئاب خاصة لدى من يشعرون بالذنب عند الشعور بالرغبة في تناول الطعام أو “عدم القدرة على مقاومته”.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك عدة طرق للتعامل مع العوامل التي تسبب الاكتئاب بخلاف الرغبة في تناول الطعام، حيث ذكرت بعضا منها:
- تقبل السلوك الشخصي
في حالة ما إذا كانت الرغبة في الطعام ناتجة عن الشعور بالملل، يمكن الاعتماد على وجبات خفيفة صحية تكون في متناول اليد.
- القيام بأنشطة وتنظيم الأكل
يمكن ممارسة الرياضة عند مقاومة الرغبة في تناول الطعام، وذلك لأن النشاط البدني المنتظم يحفز إفراز الإندورفين الذي “يجعلك تشعر بتحسن” في المزاج.
يجب فهم احتياجات الجسد، فقد يكون الشعور بالعطش وليس الجوع هو السبب في الرغبة في تناول الطعام، ولكن إذا تم شرب الماء وبقي الشعور بالجوع فلا بد من التوقف والتفكير فيما يجب أكله، حيث قد لا يكون الطعام الذي تريده في تلك اللحظة هو الذي يحتاجه جسمك فعلا.
- الوعي باحتياجات الجسم
عند التوقف عن الأكل لفترة طويلة فإن الجسم يبحث عن مصادر سريعة للطاقة وهو ما يفسر الرغبة القوية في تناول الحلوى في هذه الحالة، ولكنها لا تحقق الشعور السريع بالشبع ما يجعل استهلاكها أكبر بكثير من الاحتياج المطلوب، ولهذا يُنصح بتناول الأطعمة المغذية التي توقف الإحساس بالجوع وتمنح الجسم الطاقة التي يحتاجها.
كما يجب اختيار الأطعمة والوجبات الخفيفة التي يستهلكها الجسم بوعي بدلا من تناولها بدون تفكير طوال اليوم، فلا يوجد طعام سيئ في حد ذاته، ولكن يتم تحديد تأثير الأطعمة على الصحة من خلال كميتها وتكرار تناولها.
استشر الطبيب
إذا لم تنجح جهود التحكم في الرغبة في تناول الطعام، فيمكن استشارة الطبيب حول هذا الموضوع، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون الشغف ببعض الأطعمة باستمرار مؤشرا على وجود مشكلة صحية.
المصدر : الصحافة التركية