لماذا يتضامن جمهور نادي سلتيك مع القضية الفلسطينية؟
يتساءل كثيرون عن أسباب تضامن جماهير فريق سلتيك الأسكتلندي مع القضية الفلسطينية ورفع الأعلام في معظم مباريات الفريق، وكان آخرها لافتات متضامنة مع الشعب الفلسطيني في المدرجات.
ولكن ما أسباب هذا التضامن والمؤازرة؟
تعود القضية إلى أن أسلافهم القدماء مروا بالظلم والتشرد والقهر نفسه الذي يمر به الشعب الفلسطيني، ففي القرن 19 (1845-1849) خلفت مجاعة كبرى ضربت إيرلندا نحو مليون قتيل وتركت ملايين الإيرلنديين هائمين على وجوههم ومشردين وفقراء بعد موت الأراضي الزراعية ولجؤوا بسبب الفقر والجوع ونزع ملكية الأراضي إلى مدينة غلاسكو في أسكتلندا.
غير أن حاكم غلاسكو آنذاك لم يصبر على هؤلاء المشردين، وكان يرى أنهم أدنى من مواطني غلاسكو من النواحي العرقية والثقافية وحتى الدينية (كانوا كاثوليكيين).
وبعد تدهور الأمور، أنشأ رجل دين كاثوليكي نادي سلتيك عام 1887 في محاولة لتأمين مصدر دخل لإطعام المهاجرين الإيرلنديين في غلاسكو وانتشالهم من الفقر، ليتحول هذا النادي إلى منارة أمل وظهير وداعم للمحرومين في العالم.
وتدرج جمهور سلتيك في إظهار دعمهم للقضية والشعب الفلسطينيين خلال مباريات الفريق من الشارات إلى الكوفيات حتى وصلت إلى الأعلام.
ولا يتضامن سلتيك مع الفلسطينيين فقط، بل مع أي شعب يعتقد بأنه مضطهد ويقف مع جميع مطالب الشعوب التي يظن أنها محقة، فمثلا أبدى دعمه لشعب جنوب أفريقيا ضد التطهير العرقي، ومع شعب الباسك المطالب باستقلاله عن إسبانيا، ومؤخرا مع إقليم كتالونيا الذي أعلن انفصاله عن إسبانيا، ووصل التضامن إلى حد رفع جزء من مشجعي سلتيك لافتات في إحدى المباريات ترحب باللاجئين، خاصة السوريين، وكتبوا عليها “أهلا باللاجئين.. النادي أسسه المهاجرون”.
ويبدو من خلال ما تقدم أن مواقف هؤلاء الجماهير يحركها تاريخهم ومواقف عانى منها أسلافهم، ولهذا فإن الجماهير أينما حلوا يُستهدفون من أحزاب اليمين المتطرف والنازيين والفاشيين الجديد، حتى باتت حالهم كحال الفلسطينيين في موضوع دعم الإعلام الغربي لهم.
ويكفي الإشارة إلى أن الأغنية التي ينشدها جماهير سلتيك -كتبت عام 1970- عن قصة عائلية نزعت منها أراضيها وتركت للجوع بسبب المجاعة الإيرلندية العظمى، ثم ألقي القبض على رب العائلة لأنه سرق الطعام ليطعم عائلته من الشخص الذي نزع أرضه منه، وتركت زوجته لإعالة نفسها وطفلها.
المصدر.. الوطن الكويتية