لماذا يتواجد الكحول في مستحضرات العناية بالبشرة؟

قد تفاجأ عندما تقرأ مكونات مستحضرات العناية بالبشرة كالصابون والمرطبات والمستحضرات الأخرى، لتجد الكحول من ضمنها! فمن المعروف أن للكحول القابلية على تهييج وتجفيف البشرة. وفي الآونة الأخيرة، هناك جدل حول مدى أهمية وجود الكحول في منتجات العناية بالبشرة.. هل يجب أن نتجنبها تمامًا؟ هل هي مقبولة بكميات معينة؟ في السطور التالية تعرف إلى أنواع الكحول في مستحضرات العناية بالبشرة ومدى أمانها على الجلد.

الغرض من الكحول في منتجات العناية بالبشرة

يمكن العثور على الكحول في مجموعة متنوعة من منتجات العناية بالبشرة، بما في ذلك المكياج والمستحضرات والعطور ومنتجات الحلاقة والعناية بالفم ومنتجات البشرة والشعر، وفقًا للجهة المسؤولة عن تنظيم تلك المنتجات CosmeticsInfo.org.

ووفقًا لتعريف إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، فإن هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواد الكيميائة الكحولية، لها أسماء مختلفة ولها تأثيرات متنوعة على الجلد، مثلا، بعضها لديه القدرة على تجفيف البشرة وجعلها أكثر عرضة للتهيج والاحمرار، بينما يساعد البعض الآخر في ترطيبها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الكحول في تلك المنتجات سيجعل المنتج أكثر أناقة وخفة، ويمكن للكحول أيضًا تحسين المظهر العام للمنتج وجعله يُمتص بشكل أسرع. كما أن الكحول تعتبر مادة حافظة، على الرغم من أنها ليست المادة الحافظة الرئيسية، حيث توجد مكونات أخرى تؤدي هذا الدور بشكل أفضل.

أسماء الكحول في قوائم مكونات العناية بالبشرة

في ما يلي بعض الطرق التي سترى بها المواد الكحولية مدرجة على ملصقات مكونات العناية بالبشرة:

– كحول الإيثيل Ethyl Alcohol
يُعرف هذا النوع أيضًا باسم الإيثانول أو الكحول المحببة، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء.
– الكحول المتحوَّلة الصفات (Alcohol Denat)
لتجنب دفع الضرائب على الكحول في مستحضرات التجميل، تستخدم الشركات نوع الكحول المتحول أو متحور الصفات، وهو مكون يجعل طعمه مرًا لدرجة أنك لن ترغب أبدًا في شربه. وقد تجد هذا النوع تحت العديد من الرموز في مستحضرات العناية، بما في ذلك كحول الميثيل وكحول SD (أو 3-A و 30 و 39-B و 39-C و 40-B و 40-C).
– كحول الأيزوبروبيل Isopropyl Alcohol
ربما تعرف هذا النوع من خلال الاسم المألوف الأكثر شيوعًا له: كحول فرك اليدين وتوجد عادة في منتجات العناية بالأظافر والشعر والبشرة. ولها خاصية الشد ومضادة للرغوة ومذيبة للأوساخ.
– كحول الميثيل أو الميثانول
توجد هذه النوعية من الكحول في منتجات الاستحمام بصورة خاصة.
– كحول البنزيل
هي الكحول الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه والشاي، وعادة ما تتوفر في الصابون ومستحضرات التجميل والمنظفات ومنتجات الشعر.
– كحول السيتيل أو اللانولين Cetyl أو Stearyl أو Cetearyl أو Lanolin
هذه الأنواع عبارة عن كحول دهنية، ما يجعلها مختلفة تمامًا عن الكحوليات التقليدية المستخدمة في العناية بالبشرة. ويمكنك العثور عليها في منعمات الشعر وكريم الأساس ومكياج العيون ومرطبات البشرة ومنظفاتها، حيث تساعد على الترطيب.

هل الكحول في منتجات العناية بالبشرة جيد أم سيئ؟

هناك إيجابيات وسلبيات لاستخدام الكحول في مستحضرات العناية بالبشرة. على سبيل المثال، يمكن للكحول أن تذيب الدهون والأوساخ على البشرة. لكن، عليك التفكير في نوع بشرتك والهدف من استخدام تلك المنتجات قبل تطبيقها على جلدك. على سبيل المثال، إذا كانت بشرتك دهنية للغاية، فقد يساعد المنتج المحتوي على الكحول في تقليل الزهم الذي يسد المسام. ولكن، إذا كانت بشرتك جافة أو حساسة أو كنت تعاني من الأكزيما أو الحساسية الجلدية، فإن المنتج نفسه الذي يحتوي على الكحول سيجفف بشرتك. وبالنسبة لأنواع البشرة العادية، من غير المرجح أن تسبب الكحول مشكلة لبشرتك.

وقد أثارت بعض البحوث المخاوف، نظرًا لأن الكحول تعزز تغلغل وامتصاص المكونات الأخرى للجلد، فقد يكون الجلد أكثر عرضة لامتصاص الملوثات السامة أو الضارة في المنتج. لكن، على الرغم من الجدل، فإن وجود الكحول بشكل عام ليس شيئًا يدعو للخوف، طالما أنك تشتري منتجًا يحتوي على القليل من الكحول وتستخدمه لفترات قصيرة.

تتبع موقع الكحول في قائمة المكونات

يمكنك التعرف على كمية الكحول الموجودة في المنتج عن طريق فحص مكان وجودها (التسلسل) بالنسبة لبقية المكونات في قائمة المكونات. فإذا كانت الكحول من المكونات العليا فهذا يعني أن تركيزها عاليا، ومن المحتمل أن تسبب الجفاف. ومع الاستخدام المزمن، يمكن أن تؤذي حاجز الجلد الذي يحتفظ بالرطوبة ويمنع المهيجات من الدخول للجلد، ما يؤدي إلى احمرار الجلد والتهابه.

والمكان المناسب لظهور الكحول هو أدنى قائمة المكونات. مثلا، في المركز السادس، فعندها لا تكون مركّزًة بدرجة كافية لاختراق حاجز بشرتك. ويوصى بعدم استخدام المنتجات التي تحتوي على الإيثانول والميثانول والكحول الإيثيلية والكحول المشوهة وكحول الأيزوبروبيل وكحول SD وكحول البنزيل، لا سيما إذا كانت هذه المنتجات مدرجة في أعلى المكونات، حيث يمكن أن تسبب مشكلة للبشرة الجافة.

وإذا تم تصنيف المنتج على أنه “خالٍ من الكحول”، فهذا معناه أنه لن يحتوي على الكحول الإيثيلية، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء. لكن، إذا وجدت أن منتجك يحتوي على كحول دهنية مثل كحول سيتيل أو ستيريل أو سيتريل أو لانولين، فلا تقلق لأن هذه فئة مختلفة تمامًا.

 أنواع الكحول المفيدة للعناية بالبشرة

فئة أخرى من الكحول هي الكحوليات الدهنية. وهي تشمل كحول سيتي، وستيريل، وسيتيريل Cetyl أو Stearyl أو Cetearyl، المشتقة من الدهون. وغالبًا ما توجد الكحوليات الدهنية في المستحضرات المنظفة والمرطبات كمكثفات ومستحلبات. فهي ليست مزعجة ويمكن أن تكون مفيدة، نظرًا لقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة في الجلد وتشكيل حاجز وقائي لا يستطيع الماء اختراقه.

ثم هناك كحول اللانولين Lanolin المشتقة من الصوف. فعلى الرغم من أنها قد تسبب التهاب الجلد التماسي، لكنها قد تكون لطيفة على الكثير من أنواع البشرة، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Drugs in Dermatology. حيث بحثت الدراسة في تطبيق مرهم التئام الجروح المحتوي على كحول اللانولين المركبة على ما يقرب من 500 شخص، ولم يظهر أي منهم حساسية تجاه المنتج.

مكونات أخرى يمكن أن تهيج بشرتك

إذا وجدت أن بشرتك حساسة تجاه المنتجات التي تحتوي على الكحول، ففكر في أن مصدر التهيج قد لا يكون الكحول على الإطلاق، بل قد تسبب بعض المواد الحافظة الأخرى، مثل البارابين والعطور، وفقًا لـDermNet NZ التهيج والاحمرار والتحسس. ولمعرفة ما إذا كان منتجك يحتوي على بارابين، ابحث عن المكونات التي تنتهي بـ”-بارابين”، مثل ميثيل بارابين وبوتيل بارابين.

وقد أظهرت دراسة نُشرت في 2018 في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، أن صبغات الشعر واستخدام المناديل المبللة على وجهك يمكن أن تؤدي أيضًا إلى حدوث تهيج. قد يكون من الصعب أن تعرف بالضبط ما الذي يسبب التحسس لجلدك. وفي هذه الحالة سيكون من المفيد التحدث مع طبيب الأمراض الجلدية لنصحك بالمنتجات المفيدة لك حسب نوع بشرتك ومشكلتك.