لماذا يصاب البالغون بـ”الحمى القرمزية” رغم إصابتهم بها في الطفولة؟
الحمى القرمزية هي مرض شديد العدوى يصيب الأطفال خاصة، لكنه يمكن أن ينتقل أيضا للبالغين. السؤال هو لماذا يحتمل أن يصاب البالغون بالحمى القرمزية رغم إصابتهم بها في طفولتهم؟ هذه بضع خطوات قد تقيك هذا المرض المعدي.
الحمى القرمزية
يشيع بين الناس أن الإصابة بالحمى القرمزية أثناء الطفولة يمكن أن تقي المرء من الإصابة بها مدى الحياة، هذا صحيح، ولكنه محدد بنوع المكوّرات العقدية التي سببت الإصابة أول مرة، ولسبب وجود أنواع مختلفة من المكورات العقدية، فإنّ إصابات جديدة يمكن أن تصيب المرء في أي وقت ولمرات متعددة، وهذا يفسر لماذا يصاب الناس مراراً بهذه الحمى.
لا يوجد لقاح ضد الحمى القرمزية
حتى الآن لا يوجد لقاح ضد الحمى القرمزية التي تصيب الأطفال والتي تصيب البالغين، والسبب هو التنوع الكبير في مجاميع المكوّرات العقدية المسؤولة عن نشر المرض.
طبقاً للمركز الاتحادي للثقافة الصحية في ألمانيا، فإنّ واحداً من كل خمسة إلى عشرة أشخاص يحمل بكتيريا الحمى القرمزية لكنه لا يصاب بها. هؤلاء الناس هم مصدر عدوى للآخرين بالبكتيريا التي يحملونها غالباً من خلال قطرات اللعاب الدقيقة التي تتناثر من أفواههم خلال الكلام، أو من خلال سعالهم أو عطاسهم، والتي قد يستنشقها الآخرون، فيصابوا بالمرض.
أعراض الحمى القرمزية
طبقاً لموقع مايو كلينك الطبي الأمريكي، فإنّ أعراض الحمى القرمزية تشمل ما يلي:
*طفح جلدي أحمر. ويشبه حروق الشمس ويبدأ ظهوره في الوجه أو الرقبة ثم ينتشر على الجذع والذراعين والساقين. وإذا ضغط على الجلد المصاب، فسيصبح لونه شاحبًا.
*خطوط حمراء. عادة ما تصبح طيات الجلد حول الفخِذ والإبِطين والمِرفَقين والركبتين والرقبة حمراء داكنة بدرجة أكبر من الطفح الجلدي المحيط.
*احمرار الوجه وظهور حلقة شاحبة حول الفم.
*لسان الفراولة، وتعني أنّ لسان المصاب تنتابه الحمرة وتظهر فيه أورام بشكل نتوءات، وغالبًا ما يكون مُغَطًّى بطبقة بيضاء في وقت مبكر من الإصابة.
إلى متى يبقى المصابون بالحمى القرمزية مصدر عدوى؟
إذا خضع المريض لعلاج بالمضادات الحيوية فلأنه وبعد 24 ساعة من بدء العلاج لن يعود مصدراً للعدوى، أما إذا لم تستخدم المضادات الحيوية في العلاج، فسيبقى المصاب مصدر عدوى يهدد الآخرين لنحو 3 أسابيع بعد ظهور الأعراض، كما كشف تقرير نشر على موقع t-online.deالألماني.
لذا فإن الأطفال والبالغين الذين يشتبه في إصابتهم بالمرض، أو المصابون به بالفعل لا يسمح لهم بزيارة المدارس ودور الحضانة لبعض الوقت. وبالمثل، فإنّ العاملين في المدارس ورياض الأطفال يمنعون من الحضور إليها تجنباً لأن يكونوا مصدر عدوى للأطفال، والطبيب المعالج هو من يحدد للمصاب متى يحق له العودة إلى عمله.
خلاصة القول هنا أنّه لا يوجد سبيل للوقاية من مرض الحمى القرمزية، فالبكتيريا المسؤولة عنه تتطاير من أفواه المصابين في كل مكان، وما يبقى هو جهاز المناعة المسؤول، فذوو أنظمة المناعة الضعيفة أكثر عرضة لالتقاط البكتيريا والجراثيم من غيرهم ومن كل الأنواع، ويُنصح هنا بالمحافظة على غذاء متوازن وتمارين مناسبة، كما أنّ سلامة جهاز المناعة تتحقق بتجنب المواد التي تضعف هذا الجهاز، ومنها المخدرات والكحول والتدخين.
المصدر: مايو كلينك