كلّما هطلت الأمطار على الحرم الشريف في مكة المكرمة، تمتلأ وسائل التواصل الاجتماعي بصور الصواعق الرعدية التي تضرب أعلى برج الساعة، مُشكلة وميض لامع يخترق الأفق المُتلبد بالغيوم ويرسم في السماء لوحات بانورامية شبيهة بأغصان الشجر والشعب المرجانية، لكن هل تساءلت يومًا عن لماذا يضرب البرق برج الساعة فقط؟
يحتوي ساعة مكة، المُثبتة فوق مجمع أبراج البيت ضمن فندق فيرمونت غربي مكة المكرمة، على 800 قضيب ثابت و20 موصلاً للصواعق يتم تمديدها تلقائياً لحماية الساعة والأضواء من البرق، لذلك يضرب البرق الهلال فقط فوق برج الساعة.
تلتصق القضبان بأعلى نقطة في برج الساعة وتجذب الصاعقة، وبمجرد أن تضرب الصاعقة، يقوم القضيب بتوجيه ملايين الفولتات من الطاقة بأمان عبر كابلات النحاس أو الألومنيوم إلى الأرض، وبالتالي حماية البرج من زيادة الطاقة الهائلة.
وتُعد أبراج الساعة مجمع مملوك للحكومة السعودية ويضم سبعة فنادق عالمية تُطل على الحرم المكي مباشرة.
كما يضم مجمع برج ساعة مكة مباني سكنية للمقيمين لفترات طويلة، ومركز أبراج البيت للتسوق، وفندق خمس نجوم تديره فنادق ومنتجعات فيرمونت لحجاج الحج، ويتوفر أكثر من ألف مكان لوقوف السيارات في المبنى.
وتعد هذه الأبراج جزءًا من مشروع وقف الملك عبد العزيز الذي يهدف إلى تحديث المدينة من خلال تلبية احتياجات حجاجها.
يُطلق عليه أيضًا اسم “برج ساعة مكة الملكي” وهو رابع أطول مبنى وسادس أطول مبنى قائم بذاته في العالم.
شهدت سماء مكة المكرمة مساء الأربعاء، 27 سبتمبر، عاصفة مطرية تزامن معها أصوات الرعد والتي دوت بأصوات عالية، فيما أضاء البرق السماء لامست إحداها برج الساعة الشاهق، القريب من الحرم المكي.
ونجحت عدسات المصورين في توثيق المشهد المهيب، حين انقضت صاعقة برقية على برج الساعة مُشكلة شجرة أو شعبًا مرجانية في السماء استمرت لعدة ثوانٍ، حين تحولت الومضات الزرقاء إلى اللون الأرجواني.
ولقيت مشاهد الفيديو التي وثقت لحظة إصابة صاعقة برق على برج الساعة الشاهق في مكة المكرمة، تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء رأوا بأنها صورة واضحة لعظيم صُنع الخالق سبحانه وتعالى، ذلك الإبداع الذي تجلّت فيه قدرة الله جل جلاله، يدعو للتفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
وكشف المصور الحربي بأنه اضطر إلى الارتقاء إلى موقع مرتفع من أجل الحصول على مشهد واضح للصاعقة البرقية، وقال: “رصدت الفيديو من منطقة مرتفعة، بالتحديد في حي الزاهر من أعلى قمة، حيث كانت الصواعق تتوالى على قمة برج الساعة”.
ويضيف: “بعد التقاط المقطع استخدمت نمط التصوير البطيء (سلو موشن)؛ لأخرج بلقطة الصورة الجميلة، التي بدت فيها الصاعقة كما لو كانت شجرة بفروع وأغصان من البرق”.