لولا يكسر العزلة ويبدأ جولة أوروبية وسط جدل الحرب الأوكرانية
بعد العزلة خلال ولاية سلفه جايير بولسونارو، بدأ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، السبت، زيارة للبرتغال لإعادة الروابط مع قوة الاستعمار السابقة، لكن البلدين عبرا عن موقفين متباينين حول الحرب في أوكرانيا.
ورغم الجدل الذي أثارته تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها الغربيين، أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في لشبونة رفضه المشاركة في النزاع، ورغبته في المساهمة في إيجاد “حل تفاوضي” بين كييف وموسكو.
وصرح للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا أنه “في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع”، وأوضح “إننا بحاجة ملحة لمجموعة دول تجلس إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا وروسيا في آن”، مشدداً على أن “البرازيل لا تريد المشاركة في الحرب بل تريد إرساء السلام”.
وقال الرئيس البرتغالي: “يرى الرئيس لولا أن الطريق لتحقيق سلام دائم وعادل يفترض إعطاء أولوية لطريق التفاوض. أما موقف البرتغال فيختلف إذ ترى لشبونة أن الطريق إلى السلام يفترض مسبقاً حق أوكرانيا في أن تكون قادرة على الرد على الغزو الروسي”.
ويريد لولا الذي عاد إلى السلطة بعدما حكم البرازيل بين عامي 2003 و2010، وضع بلاده في قلب الأحداث الجيوسياسية العالمية ويحاول أن يلعب دوراً متوازناً منذ بداية ولايته الجديدة، وزار في فبراير(شباط) الماضي واشنطن للقاء نظيره الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، ومؤخراً الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل.
ولكن لولا أثار جدلاً كبيراً بعدما أعلن في بكين أن على واشنطن التوقف عن تشجيع الحرب في أوكرانيا وعلى الاتحاد الأوروبي أن “يبدأ بالحديث عن السلام”، وانتقدت واشنطن بشدة هذه التصريحات واتهمته بـ”تكرار الدعاية الروسية والصينية”.
وكذلك، أكد الرئيس البرازيلي مجدداً أن البلدين يتحملان مسؤولية الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير(شباط) 2022، وأجرى لولا الإثنين الماضي محادثات في برازيليا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي “شكر” للبرازيل “مساهمتها” في البحث عن حلّ للنزاع، و”الفهم الممتاز لنشأة هذا الوضع” في أوكرانيا.
ودعي الرئيس البرازيلي إلى كييف “ليفهم الأسباب الحقيقية وجوهر” الحرب، وأعلن من لشبونة أنه سيرسل مستشاره الرئيسي في السياسة الخارجية سيلسو أموريم للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي أول رحلة له إلى أوروبا منذ عودته إلى السلطة، اختار الرئيس اليساري القيام بزيارة دولة مدتها 4 أيام إلى القوة الاستعمارية السابقة التي انفصلت عنها البرازيل العام 1822K وقال لولا: “إنها زيارة خاصة ستمثل إطلاق حوارنا الثنائي”، وبمناسبة القمة التي عقدت السبت وهي الأولى منذ 7 سنوات، من المقرر توقيع حوالي 12 اتفاقاً ثنائياً في مجالات الطاقة والعلوم والتعليم والسياحة خصوصاً.
وبعد غد الإثنين، بعد لقاء مع رواد أعمال قرب بورتو(شمال)، سيشارك لولا في تسليم أعرق مكافأة في الأدب باللغة البرتغالية وهو جائزة كاموينش للمغني والكاتب البرازيلي الشهير شيكو بواركي، وهذا الأخير المعروف بالتزامه اليساري والمعارض للديكتاتورية العسكرية البرازيلية (1964-1985)، فاز بالجائزة العام 2019، لكن الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو رفض توقيع الوثائق اللازمة لتسليمه الجائزة رسمياً.
وقبل أن يتوجه إلى مدريد لزيارة تستمر يومين، سيلقي لولاً خطاباً في البرلمان البرتغالي الثلاثاء المقبل خلال جلسة تسبق إحياء الذكرى الـ 39 لثورة القرنفل التي أنهت نظاماً دكتاتورياً استمر 48 عاماً.