مئات آلاف الحجاج يتوافدون إلى مكة استعداداً لأداء المناسك
توافد مئات الآلاف من المؤمنين إلى مكة المكرمة، استعدادا للبدء بمناسك فريضة الحج لهذا العام 1445 هجري، اعتبارا من الغد.
وفي المسجد الحرام، الأكبر في العالم، بدأ الحجاج الذين يرتدون لباس الإحرام الأبيض، بالصلاة والطواف حول الكعبة المشرفة لدى وصولهم. وبحسب السلطات السعودية، فقد وصل 1.2 مليون شخص من الخارج، من دون احتساب المتواجدين من داخل المملكة.
وكان وزير الحج السعودي توفيق الربيعة، حذر من أنه لن يتم التسامح مع «أي شعارات سياسية»، مع تخصيص الحج للعبادة فقط.
وإلى جانب الحج، هناك أيضا مناسك العمرة التي تكون بقصد الزيارة ويمكن أداؤها على مدار العام، وقد جمعت 13.5 مليون معتمر في العام الماضي، مع سعي السلطات للوصول إلى 30 مليون معتمر بحلول العام 2030.
ورغم ذلك، فإن استقبال هذا العدد من المسلمين في مساحات صغيرة يعد «إنجازا لوجيستيا»، كما يؤكد البروفيسور في جامعة برينستون الأميركية برنارد هيكل.
ومواكبة للتطورات الحديثة، والوصول إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي في الحرمين، ظهر الروبوت التوجيهي الذكي في المسجد الحرام، ليقدم خدمات الإفتاء بالترجمة الفورية بـ(11) لغة عالمية، والرد على استفسارات السائلين الشرعية، في أحدث نقلة نوعية تشهدها رئاسة الشؤون الدينية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن رئاسة الشؤون الدينية وضعت استثمار التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مرتكزا محوريا في إستراتيجياتها، من خلال تعزيز الروبوتات الذكية لتوجيه الحجاج والمعتمرين بكيفية أداء المناسك والإفتاء، وتقديم الفتوى عن الحرمين إلكترونيا، بما يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية، ومراعاة التيسير في الفتوى فيما لا يخالف نصا أو إجماعا قطعيا، ولا ينطوي على تتبع الرخص، ومراعاة أسلوب الخطاب في الفتوى واتصافه بالسعة والتسامح وآداب الاختلاف.
من جهة أخرى، دشنت المملكة العربية السعودية تجربة «التاكسي الجوي» ذاتي القيادة في المشاعر المقدسة وذلك لأول مرة في موسم الحج.
ونقلت وكالة (واس) عن وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي صالح الجاسر قوله أمس إن تدشين التجربة يأتي ضمن مبادرة منظومة النقل والخدمات اللوجستية في تطبيق أحدث تقنيات النقل المستقبلي.
وأضاف الجاسر، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، ان التجربة تعد «أحد نماذج النقل الجديدة والمبتكرة الصديقة للبيئة والتي تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتدعم استدامة قطاع النقل الحديث وتحقق أهداف استراتيجية النقل وفق رؤية (المملكة 2030)».
وذكر أن المبادرات ومشاريع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تعمل على توظيف التقنيات الحديثة والمتقدمة سواء تقنيات «التاكسي الجوي» أو السيارات الكهربائية أو القطار الهيدروجيني.
وأكد عمل وزارة النقل السعودية على تعزيز مجالات التنقل الذكي وتطوير التشريعات والقوانين والأنظمة التي تمكن من توظيف التقنيات الحديثة إلى جانب توفير بيئات تجريبية للعمل على توسيع إدخال مختلف تقنيات النقل المستقبلي.
ونقلت وكالة (واس) عن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج قوله إن «التاكسي الجوي» يعد إحدى أهم مبادرات تمكين التنقل الجوي المتقدم، إذ يمتاز استخدام أنماطه بتقليص مدة تنقل الركاب داخل المناطق المكتظة خاصة للحالات الطارئة وسهولة نقل البضائع والمستلزمات الطبية وسرعة إنجاز مهام المراقبة والتفتيش من خلال الطائرات غير المأهولة.