ماذا تعرف عن “كنيسة التوحيد” وما علاقتها باغتيال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي؟
شهدت اليابان، يوم 8 يوليو/تموز، إحدى عمليات الاغتيال الأبرز في تاريخها المعاصر, تلك التي راح ضحيتها رئيس وزرائها الأسبق شينزو آبي، حينما كان يحاضر في مهرجان خطابي لحزبه في مدينة نارا جنوبي البلاد. وسرعان ما ألقت الشرطة اليابانية القبض على القاتل، الذي كان شاباً يدعى تيتسويا ياماغامي.
وحسب صحيفة “ديلي ميل”، عثرت الشرطة في منزل ياماغامي على أدلة إثبات تفيد تخطيطه المطول للعملية، كما صادرت أسلحة منزلية الصنع وأدوات تستخدم في صناعتها، أبرزها بندقية بـ9 فوهات يتم التحكم بها عن بعد.
وفي اعترافاته قال القاتل بأن اغتياله لآبي جاء “انتقاماً لوالدته” من جماعة دينية تدعى “كنيسة التوحيد”، كانت قد أخذت منها أموالاً طائلة بدافع التبرع أدت بعائلته إلى الإفلاس، فيما اختياره للضحية كان لظنه بوجود رابط بين رئيس الوزراء الأسبق والجماعة.
انتقاماً لأمي!
وكشفت وكالة كيودو للأنباء، بأن أسباب اغتيال شينزو آبي كانت انتقامية، ونقلت عن القاتل تيتسويا ياماغامي، قوله بأن “أمي تم جرها إلى هذه المنظمة، وقدمت تبرعاً كبيراً لصالحها، مما تسبب بتدهور حياة عائلتنا”. في إشارة إلى جماعة “كنيسة التوحيد” الدينية المسيحية.
ويعتقد ياماغامي بارتباط رئيس الوزراء الأسبق بالجماعة الدينية المذكورة. وفي وقت سابق، ذكر موقع قناة “NHK” اليابانية، أن الجاني البالغ من العمر 41 عاماً، بقتله شينزو آبي، قال إنه “يريد معارضة وتوجيه رسالة لجماعة كنيسة التوحيد التي يُزعم أن آبي كان ينتمي إليها”.
ورغم أن بلاغات الشرطة لم تعلن رسمياً عن اسم الجماعة المقصودة، عقد رئيس الفرع الياباني لـ”كنيسة التوحيد” توميهيرو تاناكا مؤتمراً صحافياً الاثنين، قال فيه إن والدة المتهم منضوية في الكنيسة، ولكنه رفض التعليق حول التبرعات التي قيل إنها قدمتها.
ما “كنيسة التوحيد”؟
تعرف “كنيسة التوحيد” أيضاً باسم “اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد”، وفيما تصنف نفسها كـ “حركة دينية وجمعية دينية غير ربحية”، يصفها آخرون بكونها طائفة دينية متطرَّفة وخطرة.
ويصب اعتقاد أتباع هذه الطائفة في أن الخالق أراد للإنسان اختبار سعادة الحب، لكن آدم وحواء فشلا في تحقيق ذلك الهدف، فساد الحب الأناني الأرضي. ومن ثم أراد الخالق ترميم ما تخرّب، بإرساله مخلّصين كثر للبشرية، من بينهم المسيح الذي لم يستطع إكمال مهمته لأنه لم يتزوج، حل الدور على مؤسس هذه الحركة لإتمام المهمة.
وتأسست هذه الكنيسة سنة 1954، على يد الراهب الكوري الجنوبي سون ميونغ مون، والذي يدَّعي بأنه “مسيح مخلص”. وتنشط هذه الكنيسة في كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. وفي سبعينيات القرن الماضي نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مقالاً تتهم فيه الكنيسة بأنها تفكك الأسر وتطلق الأزواج من بعضهم، لاعتقاد أتباعها بأن مؤسسها مون وزوجته هما الزوج الحقيقي.
وفي الثمانينيات، أثارت وسائل إعلام يابانية بأن العمل التبشيري لـ”كنيسة التوحيد” يحدث مشاكل اجتماعية خطيرة، حيث يستغل مبشرو الكنيسة هموم الناس الشخصية لدفعهم لشراء “مبيعات روحية” باهظة الثمن يذهب ريعها إلى الكنيسة، كما دفعهم لتقديم تبرعات مالية كبيرة.
وسنة 1987، أسس محامون يابانيون جمعية لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين أجبروا على اقتناء هذه “المبيعات الروحية” الباهظة. ووفقاً للإحصاءاتفقد تلقت الجمعية ومراكز المستهلك الحكومية، بين عامي 1987 و2021، أكثر من 34.5 ألف شكوى تزعم أن “كنيسة التوحيد” أجبرتهم على تقديم تبرعات كبيرة بشكل غير معقول أو شراء مبالغ كبيرة من المال تصل إلى حوالي 123.7 مليار ين ياباني.
تعليق واحد