ماذا تفعل كورونا بالمصابين حتى بعد شفائهم؟
ثمة أعراض شائعة لمرض “كوفيد 19″، سرعان ما يجري الانتباه إليها مثل ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس وفقدان حاستي الذوق والشم، لكن بعض المصابين بفيروس كورونا المستجد يعانون أعراضا توصفُ بالغريبة والمحيرة، عندما تنتقل إليهم العدوى.
الشابة سمر خان، مثلا، أصيبت بفيروس كورونا المستجد، خلال فصل الخريف الماضي، وهي في الخامسة والعشرين من العمر وكانت تنعم بصحة جيدة.
لكن ما إن مضت أسابيع على تشخيص الإصابة، حتى بدأت سمر التي تعيش في الولايات المتحدة، تشعر بمزيج من الأعراض الغريبة.
أصبحت سمر تعاني ضبابية في الرؤية، إضافة إلى طنين في الأذن، بينما أضحت كل الروائح بالنسبة إليها شبيهة بالسجائر أو سائل التعقيم.
ولم تقف الاضطرابات عند هذا الحد، بل شعرت سمر بوخز في الرجل، فيما بدأت يداها ترتعشان وهي تضع مسحوق التجميل حول عينيها.
وقالت الشابة إنها أصيبت أيضا بما يعرف بـ”ضباب الدماغ”، وعندما تحاول الرد على مكالمة واردة من العمل، تحس كما لو أنها خرجت للتو من التخدير العام.
وعندما كانت تناقش قضايا سياسية مع زوجها، تقول المصابة إنها لم تكن تتذكر الأشياء التي يدور حولها الحديث.
مع نهاية العام الماضي، تم تحويل الشابة التي أصيبت بكورونا إلى عيادة مختصة في الاضطرابات العصبية الناجمة عن مرض “كوفيد 19” في مدينة شيكاغو.
وكانت هذه العيادة تقول بمتابعة ومساعدة المئات ممن أبلغوا عن هذه الأعراض الغريبة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، أواخر 2019، ثم تحول إلى جائحة عالمية.
وأضحت العيادة تستقبل 60 حالة جديدة، في كل شهر، سواء عن طريق وسائل الاتصال أو بشكل شخصي، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقامت هذه العيادة بنشر دراسة مفصلة حول التأثيرات الطويلة المدى على المستوى العصبي لدى الشخص الذي يصاب بفيروس كورونا المستجد.
وشملت هذه الدراسة أناسا أصيبوا بفيروس كورونا المستجد لكنهم لم يمرضوا ولم يحتاجوا إلى دخول المستشفى لأجل تلقي العلاج من “كوفيد 19″، والشابة خان من بينهم.
ووجدت الدراسة أن 85 في المئة من هؤلاء المصابين، عانوا من أربعة اضطرابات عصبية أو أكثر مثل ضباب الدماغ والصداع والوخز وآلام العضلات والدوار.
ويوضح الباحث المختص في الأمراض العصبية، إيغور كورالنيك، أن بعض المصابين كانوا نشطين للغاية في عملهم وحياتهم، لكنهم شعروا بعجز مفاجئ عن مواصلة ما كانوا يقومون به، بكل سهولة، من جراء كورونا.
ومتوسط الأعمار وسط هؤلاء هو 43 أي أنهم ليسوا من كبار السن، وهو ما يدق ناقوس خطر بشأن تأثيرات طويلة المدى تتربص بمصابي كورونا، وما زالت غير معروفة أو لم تحظ بالانتباه الكافي.
وفي دراسة سابقة أجريت بولاية كاليفورنيا، تبين أن ثلث الأشخاص الذين عانوا أعراض كورونا على المدى الطويل، مثل قصور التنفس والسعال وألم البطن، لم يعانوا أي أعراض خلال الأيام العشرة الأولى التي تلت تشخيص الإصابة.
ومن الأمور المقلقة، أن كثيرين ممن عانوا أعراضا طويلة الأمد لم يدخلوا المستشفى بعد تشخيص إصابتهم بكورونا، أي أنهم لم يكونوا من الحالات الخطرة.
المصدر: سكاي نيوز