ماذا يحدث عندما ترتدي ملابس النوم طوال اليوم؟
إذا كان هناك شيء واحد تعلمناه هذا العام فهو أن ارتداء ملابس رسمية أثناء العمل من المنزل أمر مبالغ فيه للغاية. لماذا ترتدي ملابس العمل في وقت يمكنك فيه أن تجلس أمام حاسوبك وأنت ترتدي ملابس النوم؟
في مقال نشره موقع “بيور وار” الأميركي، تنقل الكاتبة ليندسي تشامبيان رأي الأخصائية النفسية والمديرة التنفيذية في معهد “نيوبورت” جينيفر دراغونيت بشأن ما إذا كان ارتداء ملابس النوم يؤثر على أدمغتنا وعلى نفسيتنا.
أقل إنتاجية
قضينا جميعا وقت العمل في التسكع بين أرجاء المنزل بملابس النوم. ولكن هل يمكن أن يمنعك اختيار هذا النوع من الملابس من القيام بجميع المهام الموكولة لك في العمل؟
تقول دراغونيت إن “ما قد يعتبره الكثيرون غير مهم يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تضاؤل حماسك وإنتاجيتك. فالجسم يربط هذا النوع من الملابس بوقت النوم أو الراحة”. وبارتداء ملابس مريحة، قد يبدأ دماغك في الشعور بالكسل. وإذا كنت تعمل من المنزل، عليك أن تحرص على الفصل بين حياتك المهنية والمنزلية.
وتضيف دراغونيت أنه “من المثالي أن يكون لديك مساحة مخصصة للعمل، ومن المهم أيضا عدم ترك العمل يتغلغل في صلب حياتك المنزلية. لذلك، يمكن أن يساعدك تغيير الملابس في تحديد مؤشر نفسي بين وقتك الخاص ووقت العمل”.
تفقد تقديرك لذاتك
ماذا لو ذهبت إلى الأوبرا مرتديا سروالا رياضيا، في وقت كان فيه كل من حولك يرتدون فساتين وبدلات رسمية؟ من المحتمل أنك ستلازم مقعدك دون حراك، وستشعر أنك مثل الغبي والغريب بينهم. يوضح هذا المثال كيف أن ارتداء ملابس مدروسة يمكن أن يساعد في تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك وشعورك طوال اليوم.
وفقا لبحث أجرته البروفيسورة كارين باين من جامعة هيرتفوردشاير في إنجلترا، أكد المشاركون أن ملابسهم تؤثر على نفسياتهم، قائلين إنهم إذا كانوا يرتدون ملابس غير رسمية، فإنهم يشعرون بارتياح، ولكن إذا ارتدوا ملابس لحضور اجتماع أو مناسبة خاصة، يمكن أن يغير ذلك الطريقة التي يمشون بها ويضبطون بها أنفسهم”.
وتضيف باين “لست مضطرة لارتداء سترة أو حذاء بكعب عال قبل إجراء مكالمة فيديو مع رئيسك على تطبيق زوم، إذ يمكنك ارتداء قميص أنيق بأزرار ووضع قلادتك المفضلة. وهذا من شأنه أن يرسل رسالة إلى عقلك وجسدك مفادها أنك تنوين تحسين عملك، مما قد يؤثر بدوره على احترامك لذاتك”.
يجعل العمل أقل متعة
بحسب دراسة تحدثت عنها دراغونيت، فإن ارتداء ملابس أجمل قد يغير بالفعل مشاعرنا حول وظائفنا، موضحة أن “الناس يشعرون بأنهم أكثر موثوقية وجدارة بالثقة وأكثر كفاءة عند ارتداء الملابس الرسمية للعمل، وأكثر ودية مع الناس عند ارتداء الملابس غير الرسمية أو الملابس العادية”.
يؤثر على نومك
ترى الأخصائية دراغونيت أن “ارتداء ملابس النوم طوال اليوم وعدم الالتزام بجداول يومنا المعتادة للعمل يمكن أن يتسبب بحدوث خلل في ساعتنا البيولوجية الداخلية ويؤدي إلى مشاكل في النوم، إلى جانب انخفاض الطاقة والمزاجية”، وتقول إن “كل هذه الأعراض يمكن أن تؤدي إلى تعرضنا لمشاكل في الصحة العقلية مستقبلا”.
يشعرك بالكسل
أشارت الكاتبة إلى أن هناك وقتا ومكانا مخصصين لارتداء ملابس النوم، وإذا كنت تتوق إلى يوم لا تفعل فيه شيئًا سوى التمدد على الأريكة ومشاهدة التلفزيون، فافعل ذلك.
تقول دراغونيت إن “البقاء في ملابس النوم يمكن أن يجعلنا نشعر بالكسل، ولكن كما هي الحال مع جميع الأشياء، فإن الاعتدال هو الحل، وقد يكون يوم لا نفعل فيه شيئا هو بالضبط ما نحتاجه من وقت لآخر”.
المصدر: الجزيرة نت