مارتينيز يتحدث عن مهمة تطوير هوية الكرة البلجيكية
يتولى الإسباني روبرتو مارتينيز المدير الفني لمنتخب بلجيكا، مسؤولية الإشراف على الاستثمار في مدينة رياضية وبرنامج تطوير لهوية الكرة البلجيكية ينطلق من إنجازات الجيل الذهبي الذي أنهى مونديال 2018 في روسيا بالمركز الثالث.
وباحتلاله المركز الثالث حصل المنتخب البلجيكي على مكافأة قدرها 19 مليون يورو تفوق تلك الخاصة بالوصول إلى ربع النهائي، وهو الهدف الذي كان يضعه القسم المالي في الاتحاد البلجيكي.
وأسند الاتحاد لمارتينيز مهمة الإشراف على استثمار هذا المبلغ وهو العمل الذي يقوم به بجانب الإدارة الفنية للمنتخب الأول، وقال روبرتو: “إنها فرصة لوضع رؤية لكرة القدم البلجيكية للسنوات الـ15 أو الـ20 المقبلة. بلجيكا كانت في المركز الـ66 في تصنيف الفيفا وفي السنوات الـ12 الأخيرة وصلت للمركز الأول”.
وتابع: “احتمالية أن يكون هذا الجيل من لاعبي كرة القدم هو من يحافظ على هذا الاتحاد في هذا المستوى تمثل خطرا كبيرا. الشيء المهم هو التعلم والحصول على الموارد من المباريات التي تمكنا من لعبها. وبعد ذلك توفير المبنى الذي يستحقه الاتحاد والمنشآت وملاعب التدريب.. وبالتالي وضع خطط للمستقبل”.
وأبرز مارتينيز أن هذه المهمة ساهمت في بقائه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب لمدة 6 سنوات، موضحا: “كنت أحتاج إلى هذا الأمر بعد 10 سنوات في الكرة البريطانية. بدون هذا لم أكن سأتمكن من الاستمرار في الكرة الدولية 6 مواسم لأن التمكن من العمل مع الشباب وفي تطوير كرة القدم البلجيكية كان جزءا مهما للغاية”.
ترك مارتينيز إسبانيا مبكرا للغاية واتجه إلى إنجلترا حيث تشبع بتاريخ وعادات كرة القدم التي ينقلها إلى بلجيكا الآن، وهناك قام بتأسيس “قاعة مشاهير كرة القدم البلجيكية” للتعرف على نجومها وترسيخ أسمائهم في ثقافة البلاد.
كما روج لدورات في التدريب للاعبي كرة القدم في نهاية حياتهم المهنية، وقبل كل شيء، مدينة رياضية تعمل منذ نوفمبر /تشرين ثان الماضي تنقصها 3 ملاعب عشبية سيتم الانتهاء منها بنهاية العام وكل هذا بفضل أداء المنتخب في مونديال روسيا.
فقد ذهب مبلغ 16 مليون يورو من الـ19 مليون مكافأة احتلال المركز الثالث في كأس العالم، إلى الاستثمار في المنشآت والمبلغ المتبقي إلى نظام ‘Wide Angle’ الذي يقوم بتسجيل كل مباريات كرة القدم التي تقام في بلجيكا.
وأكد مارتينيز: “في مونديال روسيا كانت توقعات القسم المالي هي الوصول إلى ربع النهائي. احتلال المركز الثالث سمح لنا بالاستثمار في المرافق الجديدة بالإضافة إلى الاستثمار في مشروع Wide Angle على مدار 3 سنوات”.
وأشار: “مشروع Wide Angle عبارة عن تسجيل جميع المباريات في كرة القدم البلجيكية، على المستوى الاحترافي، ومباريات الفئات تحت 18 و21 عاما، بجانب كرة القدم النسائية وكرة القدم للهواة”.
وتابع: “الفكرة هي تطوير نفس اللغة الرياضية. على المستوى التكتيكي، قمنا بتطوير شخصية محلل الرياضة، وهو شيء كان ينقص كرة القدم البلجيكية في عام 2018. تطور مجتمع المحللين هذا بشكل كبير بحيث يمكن لكل فريق الحصول على المعلومات وتسجيل كل المباريات الموجودة في بلجيكا”.
وهذا المشروع يتعدى الرياضة، فهو يهدف إلى توليد حلم قابل للتحقيق لدى الأجيال الجديدة حتى يتمكنوا من السير على خطى مثلهم الأعلى.
وزاد: “هذا الحلم يجب أن يحظى بمدينة رياضية والآن بات لدينا مركز يمكننا فيه مناقشة المسائل الكروية ووضع خطط حتى ندعم بعضنا البعض. إنه مركز ضروري حتى نحافظ على مستوى المنتخب الحالي في العقود المقبلة”، في إشارة إلى المدينة الرياضية الواقعة في بلدة توبيز التي تبعد 20 دقيقة بالقطار من بروكسل.
لكن الاتحاد البلجيكي وروبرتو مارتينيز ليس لديهما خطط للأجيال الجديدة فقط، بل للجيل الحالي أيضا حتى يتمكن من تحقيق نجاحات من مقعد المدرب مثلما حققها على أرض الملعب.
وأوضح مارتينيز أنه جاري العمل منذ عامين على حصول اللاعبين في نهاية مشوارهم الاحترافي على دورات في التدريب.
وأضاف: “يمكن لكل لاعب في نهاية مسيرته، أن يبدأ في التفكير وتصور اللعبة من منظور المدرب. سيستمر هذا الجيل في التأثير على كرة القدم البلجيكية من خلال قدرات المدربين”.
وأتم: “المنتخب انعكاس لما هو عليه المجتمع البلجيكي. بلجيكا لديها 3 لغات رسمية، يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة فقط. ركوب الدراجات وكرة القدم جزء من حياة المواطن البلجيكي. غرفة تغيير الملابس الخاصة بالمنتخب هي انعكاس لما هو عليه المجتمع البلجيكي”.