ماكرون يدعو إلى «أوروبا قوية» لاستعادة «استقلالها الإستراتيجي»
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الدول الأوروبية إلى صياغة استراتيجية دفاعية أوروبية «ذات مصداقية» في مواجهة «الصواريخ الروسية»، محذرا من المخاطر العسكرية والاقتصادية التي قد تجعل «أوروبا تموت» أو «تتراجع» أمام القوى العظمى الأخرى.
وقال ماكرون في خطاب شامل حول أوروبا ألقاه في جامعة السوربون في باريس «لقد تغيرت قواعد اللعبة» بسبب قوى مثل روسيا وإيران، معربا عن أسفه لـ «الصحوة التي لا تزال ضعيفة للغاية في مواجهة إعادة التسلح الواسعة في العالم».
وفي مواجهة فك الارتباط الأميركي، دعا الرئيس الفرنسي أمس إلى «أوروبا قوية» قادرة على «فرض احترامها» و«ضمان أمنها» واستعادة «استقلالها الاستراتيجي».
وتابع: «يجب أن نكون واضحين اليوم بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت، ويمكن أن تموت»، مضيفا: «الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن» لأنه «في أفق العقد المقبل، هناك خطر كبير يتمثل في إضعافنا أو حتى تراجعنا»، مشيرا أيضا إلى التدهور الاقتصادي في أوروبا مقارنة بالصين والولايات المتحدة.
فيما يتعلق بالدفاع قال ماكرون: «لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أهمية الدفاعات المضادة للصواريخ، وقدرات القصف في العمق في مواجهة أعداء غير مقيدين، لذلك فإن ما نحتاج إلى العمل عليه هو النموذج الجديد في الدفاع».
وتابع: «يجب على أوروبا أن تعرف كيف تدافع عن ما يعز عليها مع حلفائها عندما يكونون مستعدين للقيام بذلك، وبمفردها إذا لزم الأمر. لهذا السبب، ربما نحتاج إلى درع مضاد للصواريخ؟».
وأضاف أن الردع النووي الفرنسي «هو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارة الأوروبية».
ودعا الرئيس الفرنسي خصوصا إلى بناء «القدرة أوروبية في مجال الأمن والدفاع السيبراني».
كما دافع إيمانويل ماكرون عن «إعطاء الأولوية للموردين الأوروبيين في شراء المعدات العسكرية»، وأيد فكرة الحصول على قرض أوروبي لتمويل هذا الجهد الدفاعي، محذرا من أن أوروبا «ليست مسلحة ضد المخاطر التي نواجهها» في عالم «تغيرت فيه قواعد اللعبة».