منوعات

ما أسباب إدمان العمل؟

لطالما كان الإفراط في العمل قائماً في حياتنا اليوميّة، لكنّ جائحة كوفيد-19 عزّزت من انتشاره في الآونة الأخيرة، ومع تردّي الأوضاع الماديّة وصعوبة التعايش مع ضغوطات الجائحة وتداخل الحياة العملية بالحياة الاجتماعية، اضطُرّ العديد من الأشخاص إلى العمل عن بعد، والذي يُعدّ ميزة مرنة يرغب بها الكثيرون ولا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الراهن.

وأدّى ذلك إلى تنامي ثقافة الإفراط في العمل لدى الأشخاص وبالتالي بحثهم عن فرص عملٍ، بغض النظر عمّا إذا كان هذا العمل محدود الإمكانيات طالما أنّه يسدّ احتياجاتهم بالحدّ الأدنى. وحسب رأي الأخصائيّة النفسيّة أليفا روز، أنّ الفشل في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية مردّه إلى الإفراط في العمل، وهذا يؤدّي إلى الضرر العقلي والجسدي.

وأشار استطلاعٌ أجراه موقع «سوديكسو إنكيج» (Sodexo Engage)، إلى أنّ 44.9% من الأشخاص صرّحوا أنّ الإفراط في العمل أثّر على حياتهم الشخصيّة، و37.9% عملوا طوال الليل دون نيل قسطٍ من النوم، و27.7% يتناولون العقاقير لمساعدتهم على تقليل التوتر الناجم عن العمل لفتراتٍ طويلة.

ويسعى الأشخاص جاهدين لإيجاد فرص عمل تضمن لهم حياةً كريمةً، وعندما يجدون هذا العمل، يُصبح الخوف من فقدان مصدر دخلهم الوحيد سبباً يمنعهم من الاستقالة عند مواجهتهم لضغوطات هذا العمل، وهذا الخوف هو من أكثر أسباب الإفراط في العمل شيوعاً. بيد أنّ هناك الكثير من القضايا المصيرية كالجائحة وعدم المساواة الاجتماعية وغيرها تؤدي إلى الإدمان على العمل، ولحلّ هذه المشكلة يجب التعرّف على الأعراض بدايةً، كالقلق الشديد والتعب وتعاطي الكحول أو السجائر وبشكلٍ أساسي العمل بجهد كبير.

على الرغم من أنّ بعض المشكلات كالضغوطات التي تُمارس على الموظفين من قبل مدرائهم أو المشكلات العائليّة تلعب دوراً كبيراً في الإدمان على العمل، إلّا أنّ الخوف من فقدان الوظيفة وفقدان مصدر الدخل هي الأسباب الأكثر شيوعاً لهذا الإدمان. لذلك يوصي أخصائيو الصحة النفسية بعدم اللجوء إلى العلاجات الدوائية أولاً بل اتباع بعض الممارسات الصحية مثل تنظيم ساعات العمل وجعلها ضمن الحد المعقول وبالتالي الحدّ من القلق والتوتر، وأيضاً ينصح بجلسات العلاج النفسي إن كان متاحاً، وأخذ استراحة الغداء كاملة دون التنازل عنها لمتابعة العمل، بالإضافة إلى الخروج لاستنشاق الهواء النقي في الخارج لوقتٍ كافٍ وتجنب أحاديث العمل في تلك الأثناء.

أما عن العلاج الدوائي فهو مخصص لحالات الإدمان المرضي على العمل لدرجة يصنفها الأطباء بما يشبه الهوس والاكتئاب، ووجدوا أن علاجها يتطلب جرعات مدروسة من المهدئات ومضادات الاكتئاب التي يحددها حصراً الطبيب المختص.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى