ما السبب العلمي وراء قرار إعفاء المطعمين بالكامل من ارتداء الأقنعة؟
قالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن مجموعة جديدة من البيانات من دراسة كبيرة للعاملين في مجال الرعاية الصحية بجميع أنحاء البلاد ساعدت على القول إن الأشخاص الملقحين بالكامل يمكنهم التخلي عن ارتداء الأقنعة في معظم الظروف، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وجدت الدراسة أن الاستخدام الواقعي للقاحي «موديرنا» و«فايزر» وفر حماية بنسبة 94 في المائة للعاملين في الخطوط الأمامية الذين تم تطعيمهم في بداية إطلاق اللقاحات. أفاد الفريق الذي تقوده مراكز السيطرة على الأمراض في التقرير الأسبوعي للوكالة، أن جرعة واحدة وفرت حماية بنسبة 82 في المائة.
وقالت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن نتائج الدراسة الجديدة، علاوة على الدراسات السابقة، هي التي دفعتهم إلى اتخاذ قرار بشأن تعديل الإرشادات حول من يحتاج إلى ارتداء قناع ومتى.
وأوضحت والينسكي في بيان: «قدم هذا التقرير المعلومات الأكثر إقناعًا حتى الآن بأن لقاحات (كورونا) تعمل بالفعل كما هو متوقع في العالم الحقيقي».
وقالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض: «اللقاحات فعالة في الوقاية من مرض (كوفيد – 19)، وخاصةً الأعراض الشديدة والوفاة»، وأن «لقاحات (كوفيد – 19) تقلل من خطر انتشار الفيروس».
وبعد أسابيع من إخبار الناس أنه حتى الأشخاص الملقحين بالكامل قد يحملون الفيروس في أنوفهم أو أفواههم أو حلقهم ويتنفسون ويصيبون الآخرين، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأدلة تظهر أن ذلك غير مرجح.
والسبب يكمن في الحمل الفيروسي. أظهرت ثلاث دراسات رئيسية على الأقل أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ليس من المرجح أن تكون نتيجة اختبار فيروس «كورونا» الخاصة بهم إيجابية، مما يشير إلى أنهم لا يحملون الفيروس في أجسامهم، سواء ظهرت عليهم أعراض أم لا.
في 29 مارس (آذار) الماضي، أصدرت شبكة من الباحثين دراسة عبر مراكز السيطرة على الأمراض تضمنت ما يقرب من 4 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين اختبروا أنفسهم أسبوعيا. هذه هي الطريقة الحقيقية الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الناس قد أصيبوا بالفيروس دون ظهور أعراض.
*انخفاض الحمل الفيروسي
بعد تطعيم حوالي 63 في المائة منهم، وجد فريق البحث في ذلك الوقت أن حوالي 11 في المائة فقط أصيبوا بعدوى بدون أعراض. أولئك الذين حصلوا على جرعتين من لقاح «فايزر – بيونتك» أو لقاح «موديرنا» كانوا أقل عرضة بنسبة 90 في المائة للحصول على اختبار إيجابي وأولئك الذين حصلوا على جرعة واحدة فقط لديهم حماية بنسبة 80 في المائة.
وجدت دراسة مماثلة من إسرائيل، نشرت في نفس اليوم في مجلة «نيتشر ماديسين»، أن الأشخاص الملقحين الذين أصيبوا بالعدوى لديهم حمولة فيروسية أقل بأربعة أضعاف من الأشخاص غير المحصنين.
وقال روي كيشوني من المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا وزملاؤه: «في هذا التحليل لمجموعة بيانات في العالم الحقيقي لنتائج اختبار فيروس كورونا، وجدنا أنه بعد تناول لقاح (فايزر)، انخفض الحمل الفيروسي بشكل كبير بالنسبة للعدوى التي تحدث بعد 12 إلى 37 يومًا من الجرعة الأولى من اللقاح، مما يساهم بشكل أكبر في تعزيز تأثير اللقاح على انتشار الفيروس».
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض: «هذا التقييم، الذي تم إجراؤه في شبكة دراسة مختلفة مع عينة أكبر من منطقة جغرافية أوسع من التجارب السريرية، يؤكد بشكل مستقل نتائج فعالية اللقاحات الأميركية بين العاملين في مجال الرعاية الصحية التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في 29 مارس (آذار)».
وأضافت: «هذه الدراسة، التي أضيفت إلى العديد من الدراسات التي سبقتها، كانت محورية في تغيير التوصيات لأولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد الفيروس».
وشملت الدراسة أكثر من 1800 عامل وقارنت الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بأولئك الذين كانت نتائجهم سلبية.
وجاء في التقرير أن العاملين في مجال الرعاية الصحية معرضون لخطر الإصابة بـ«كورونا». وأضاف أن «التوزيع المبكر للقاحات (إم آر إن إيه) في مجال الرعاية الصحية قد وفر فرصة لفحص فعالية اللقاح في بيئة حقيقية».
*بيانات الحياة الواقعية تظهر خطرًا ضئيلًا
وجدت أول دراسة لفعالية اللقاح في الولايات المتحدة بين موظفي الرعاية الصحية أن جرعة واحدة من لقاحات «فايزر» و«موديرنا» فعالة بنسبة 82 في المائة ضد أعراض «كورونا» وتناول الجرعتين يوفر حماية بنسبة 94 في المائة.
وقال الدكتور بيتر هوتز، خبير اللقاحات في كلية بايلور للطب في هيوستن، إنه مع تلقيح المزيد من الأميركيين، فإن خطر الإصابة بالعدوى ينخفض.
ووفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تلقى ما يقرب من 47 في المائة من سكان الولايات المتحدة جرعة واحدة على الأقل من لقاح «كورونا» وحوالي 36 في المائة من سكان البلاد قد تم تطعيمهم بالكامل.
وأشار هوتز إلى أن «معدلات انتشار الفيروس تتراجع كثيرًا».