ما هي أسباب سرطان الدماغ؟
سرطان الدماغ هو كتلة أو نموٌّ للخلايا الشاذة الخبيثة في الدماغ. وهناك أنواع متعدِّدة منه، وقد يبدا نمو السرطان في الدماغ، أو في أماكن أخرى من الجسم وينتشر إلى الدماغ. وتختلف سرعة نموِّ السرطان بصورة كبيرة. ويُحدِّد معدَّل النمو وكذلك موضع الوَرَم مدى تأثيره على وظيفة جهازكَ العصبي. وتعتمد خيارات العلاج على نوع الوَرَم فضلًا عن حجمه وموقعه.
أعراض سرطان الدماغ
تختلف أعراض سرطان الدماغ بشكل كبير، وتعتمد على حجم السرطان وموقعه ومعدل نموه. وقد تتضمن أعراض سرطان الدماغ ما يلي:
– بداية إصابة جديدة بنوبات صداع أو حدوث تغيُّر في نمطها.
– نوبات صداع تصبح تدريجيًا أشد وأكثر تكررًا.
– القيء أو الغثيان غير المبرر.
– مشاكل بالرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية المحيطية.
– فقد الإحساس أو الحركة في ذراع أو ساق تدريجيًا.
– صعوبة في الاتزان.
– صعوبات في الكلام.
– الشعور بالتشوش في الأمور اليومية.
– تغيُّرات في الشخصية أو السلوك.
– التشنجات، وخاصة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ للإصابة بنوبات.
– مشاكل في السمع.
أسباب سرطان الدماغ
أولا: سرطان الدماغ الأولي
تنشأ سرطانات الدماغ الأولية في الدماغ نفسه أو في الأنسجة القريبة منه، كما هو الحال في الأغشية التي تُغَطِّي المخ (السحايا)، أو الأعصاب المخية، أو الغدة النخامية، أو الغدة الصنوبرية.
وتحدث السرطانات الأولية عندما تصاب الخلايا الطبيعية بأخطاء (طفرات) في الحمض النووي الخاص بها. تتسبَّب تلك الطفرات في نمو الخلية وانقسامها بسرعة أكبر، والاستمرار في العيش رغم موت الخلايا الطبيعية. تكون النتيجة تكتُّلًا من الخلايا غير الطبيعية، يؤدي إلى تكوين وَرَم خبيث.
ثانيا: سرطان الدماغ الثانوي
يحدث هذا النوع عندما تنتشر نقائل سرطانية من سرطان موجود في مكان آخر في الجسم إلى الدماغ. وتَحدث الإصابة بسرطان الدماغ الثانوي في أغلب الأحيان لمن لديهم تاريخ مرضي بالسرطان. ولكن في حالات نادرة، يُمكن أن تَكون نقائل الدماغ علامة أولية للإصابة بالسرطان في مكان آخر في جسمك.
ويُمكن لأي سرطان أن يَنتقل إلى الدماغ، ولكن تَشمل الأنواع الأكثر شيوعًا:
– سرطان الثدي.
– سرطان القولون.
– سرطان الكلى.
– سرطان الرئة.
– الورم الميلانيني.
* عوامل خطورة الإصابة بسرطان الدماغ
– التعرُّض للإشعاع.
– تاريخ عائلي من أورام الدماغ.
تشخيص سرطان الدماغ
– فحص عَصَبي
قد يشمل الفحص العصبي اختبار البصر، والسمع والتوازن، والتنسيق، وردود الفعل المنعكسة إلى جانب فحوصات أخرى. فقد يوفِّر وجود مشكلات في إحدى هذه المناطق مؤشرات عن المنطقة التي تأثَّرت بالسرطان في الدماغ.
– اختبارات التصوير
يشيع استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للمساعدة على تشخيص أورام الدماغ. وفي بعض الأحيان، قد تُحقَن صبغة عبر أحد أوردة الذراع قبل إجراء الرنين المغناطيسي. وفي بعض الأحيان قد يُوصَى بإجراء فحوصات تصويرية أخرى، بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب (CT). أو قد يُستخدَم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لتصوير الدماغ، لكنه لا يفيد على وجه العموم في تكوين صُور لسرطان الدماغ كما في أنواع السرطان الأخرى.
– فحوصات للكشف عن وجود السرطان في مناطق أخرى من الجسم
إذا كانت هناك شكوك بأن سرطان الدماغ الذي أصابك قد نشأ عن سرطان انتقل من منطقة أخرى بجسدك، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات وعمليات لتحديد موضع نشأة السرطان.
– الخزعة
يُمكن أخذ الخزعة أثناء إجراء جراحة استئصال سرطان الدماغ، أو باستخدام إبرة.
علاج سرطان الدماغ
يعتمد علاج أورام الدماغ على نوعه وحجمه وموقعه بالإضافة إلى تفضيلاتك وحالتك الصحية بشكل عام.
1- الجراحة
إذا كان ورم الدماغ يقع في مكان يسهُل الوصول إليه لإجراء عملية، فسيعمل الجراح على إزالة أكبر قدر ممكن منه. وفي بعض الحالات، يكون حجم السرطان صغيرا وسهل الفصل عن النسيج المحيط للمخ؛ مما يجعل إجراء استئصال جراحي كامل أمرًا ممكنًا. وفي حالات أخرى، لا يمكن فصل الكتلة السرطانية عن النسيج المحيط بها أو قد تقع بالقرب من مناطق حساسة في المخ، مما يجعل إجراء العملية الجراحية أمرًا خطيرًا. ويستأصل الطبيب المختص في هذه الحالات أكبر قدر ممكن من السرطان محافظًا على سلامة المريض في المقام الأول.
إذ حتى مجرد إزالة جزء من سرطان الدماغ يمكنه المساعدة على تقليل العلامات والأعراض. وتتضمن جراحة إزالة سرطان الدماغ مخاطر مثل العدوى والنزيف. وقد تعتمد المخاطر الأخرى على الجزء الدماغي الذي يقع فيه السرطان. فعلى سبيل المثال، قد تتضمن جراحة الورم الذي يقع بجوار الأعصاب المتصلة بالعَيْن خطر فقدان البصر.
2- العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعةً عالية الطاقة، مثل أشعة أكس، أو البروتونية؛ لقتل الخلايا السرطانية. ويمكن للعلاج الإشعاعي أن يأتيَ من آلة خارج جسدك (وميض إشعاعي خارجي)، أو في حالات شديدة الندرة، يمكن أن يوضع الإشعاع داخل جسدك بالقرب من السرطان.
ويمكن للوميض الإشعاعي الخارجي التركيز فقط على منطقة من المخ المتواجد بها الورم، أو يمكن تطبيقه على كامل الدماغ. ويستخدم الإشعاع الدماغي الكامل غالبًا لعلاج السرطان الذي ينتشر إلى الدماغ من جزء آخر من الجسم، ويشكِّل أوراما متعددة في الدماغ.
وتجرى حاليًا دراسة شكل أحدث من العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة البروتون، فبالنسبة للأورام القريبة جدًّا من المناطق الحساسة في الدماغ، قد يقلل العلاج بالبروتون من خطر الآثار الجانبية المرتبطة بالإشعاع. لكن العلاج بالبروتونات لم يثبت أنه أكثر فعالية من العلاج الإشعاعي القياسي مع الأشعة السينية.
والآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي تتوقف على نوع وجرعة الإشعاع التي تتلقاها. تشمل الآثار الجانبية الشائعة أثناء الإشعاع أو بعده مباشرة التعب الشديد، والصداع، وفقدان الذاكرة، وتهيُّج فروة الرأس.
3- الجراحة الإشعاعية
جراحة المخ الإشعاعية المجسّمة ليست جراحة بالمفهوم التقليدي. عِوَضًا عن ذلك، تَستخدِم الجراحة الإشعاعية حُزَمًا من الإشعاع لإعطاء نوع من العلاج الإشعاعي المركَّز؛ لقتل خلايا الوَرَم في مِنطقة متناهية الصغر. ليسَتْ كل حُزْمة من الإشعاع قوية بدرجة كبرى، لكن النقطة التي تتجمَّع فيها كل الإشعاعات عند وَرَم المخ تتلقَّى جرعة كبيرة جدًّا من الإشعاع لقتل خلايا الوَرَم.
وهناك أنواع مختلفة من التقنيات تُسْتَخْدَم في الجراحة الإشعاعية لإيصال الإشعاع لمعالجة أورام المخ، مثل الغامانايف وجهاز المعالج الخطِّي. وتُجرَى الجراحة الإشعاعية نموذجيًّا في جلسة علاج واحدة، وفي أغلب الحالات يُمكنكَ الرجوع إلى المنزل في نفس اليوم.
4- العلاج الكيميائي
يَستخدِم العلاج الكيميائي العقاقير لقتل الخلايا السرطانية. ويُمكن تَنَاوُل عقاقير العلاج الكيميائي عن طريق الفم في شكل أقراص أو عن طريق الحَقْنِ الوريدي. والعقار الكيميائي المستخدَم في أغلب الأحيان لعلاج أورام المخ هو التيموزولامَيد (تيمودار)، الذي يُؤخَذ في هيئة أقراص. ويتوفَّر العديد من عقاقير العلاج الكيميائي الأخرى، وقد تُستخدَم بِناءً على نوع السرطان.
وتَعتَمِد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على نوع العقار والجرعة التي تَتَنَاوَلُها. يُمْكِن أن يتسبَّب العلاج الكيميائي في الشعور بالغثيان، والتقيُّؤ، وسقوط الشعر.
5- العلاج الدوائي الموجه
تُركز المعالجات الدوائية المستهدفة على حالات شذوذ محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية. من خلال تقييد هذه الشذوذ، يمكن أن تتسبب المعالجات الدوائية المستهدفة في قتل الخلايا السرطانية. وتَتوفر أدوية العلاج الموجه لأنواع معينة من أورام المخ، والعديد منها قيد الدراسة في التجارب السريرية.
المصدر: صحتك