منوعات

ما هي مخاطر الزئبق في مستحضرات التجميل؟

بلغت قيمة السوق العالمية للمواد الحافظة لمستحضرات التجميل نحو 383 مليون دولار أمريكي في 2021، وستصل إلى 562 مليون دولار بحلول 2027 بمعدل نمو سنوي قدره 5.27% من 2022 إلى 2027.

وتُستخدم هذه المواد لمنع التغيرات الكيميائية غير المرغوب بها، وتجنب الفساد الناجم عن النمو الميكروبي، لكنها في الوقت نفسه قد تحتوي على مواد ضارة.

وتلقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تقارير عن آثار جانبية خطيرة بسبب استخدام الهيدروكينون الموجود في كريمات تفتيح البشرة مثل الطفح الجلدي وتورم الوجه، وتغير لون الجلد بشكل دائم.

وكذلك الأمر بالنسبة للزئبق الذي يُعد معدنًا شديد السمية، وقد يلحق الضرر بالجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة، والرئتين والكلى والجلد والعينين.

وبدأت بعض الدراسات تدق ناقوس الخطر حول احتواء بعض المنتجات التجميلية على نسب غير آمنة من الزئبق، ومواد أخرى محظورة، خصوصًا مع انتشار ظاهرة بيع المنتجات التجميلية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وأجرى باحثون من قسم السموم بكلية الصيدلة بالتعاون مع قسم الطب المخبري، بجامعة “بياليستوك الطبية” في بولندا دراسة لمعرفة نسبة الزئبق في مواد التجميل.

ويُعد الجلد أحد الطرق التي يتعرض بها الجسم للعناصر السامة، بما في ذلك الزئبق (Hg)، فيما تعد كريمات اليدين من المستحضرات التجميلية التي يجب أن تكون آمنة نظرًا لاحتمالية استخدامها على البشرة المتهيجة، ما يزيد امتصاص مكوناتها.

وشملت الدراسة التي نُشرت نتائجها في الفترة الأخيرة 184 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 19 و34 سنة، و140 كريمًا لليدين، وتم قياس نسبة الزئبق في الكريمات عن طريق مطياف الامتصاص الذري بتقنية الاندماج، حيث بلغ متوسط تركيز هذا العنصر السام 4.067 ميكروجرام/ كجم.

وخلصت الدراسة إلى أنّ الكريمات المختبرة آمنة، لكن يجب الإشارة إلى وجود الزئبق في أكثر من 99% من العينات المشمولة بالدراسة، ما يستدعي أبحاث مستقبلية أكثر دقة.

كما تعد أكثر الخصائص المرغوبة في مواد التجميل هي أن تكون ناعمة ورغوية ومقاومة للماء، لكنّ الشركات المصنعة تستخدم أحيانًا المكونات التي تحتوي على الفلور بما فيها البيروفلوروألكيل (PFAS) للوصول إلى تلك الخصائص.

وأظهر الباحثون في الجمعية الكيميائية الأمريكية أن بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، تحتوي أيضًا على ”PFAS“، بغض النظر عن كونها مدرجة ضمن النشرة الدوائية المرفقة أم لا.

ورغم أن مادة ”PFAS“ الأكثر ضررا لم تعد تُستخدم في العديد من منتجات التجميل، لكن تم استبدالها بأنواع أخرى من ”PFAS“، التي تحمل تأثيرات صحية وبيئية غير معروفة.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في الفترة الأخيرة، أنّ العديد من مستحضرات التجميل في الولايات المتحدة وكندا لا تزال تحتوي على هذه المواد.

وقال الباحثون المشرفون على الدراسة، ”كانت المستويات الموجودة في منتجات العناية الشخصية أقل بشكل عام منها في مستحضرات التجميل، بينما المنتجات التي كُتب عليها مقاوم للماء، احتوت مستويات أعلى من PFAS“.

ويوصي الأطباء بعدم استخدام أي كريم جلدي أو منتج تجميلي دون وصفة طبية، والامتناع عن شراء أي منتج غير مرفق بنشرة دوائية توضح المحتويات بدقة، وضرورة شراء المنتجات الطبية والتجميلية من الصيدليات المرخصة حصرًا، وليس من مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى