أخبار الكويتهاشتاقات بلس

متخصصون وأكاديميون: الانفتاح الجزئي الحذر في قيود «كورونا» يعيد بهجة الاحتفال بالأعياد الوطنية

رأى متخصصون وأكاديميون كويتيون أن من شأن الانفتاح الجزئي الحذر في قيود مجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) التي استمرت عامين ترك أثر إيجابي واستعادة بهجة الاحتفال بأعياد البلاد الوطنية (الذكرى ال61 ليوم الاستقلال وال31 ليوم التحرير) التي تصادف غدا وبعد غد.

وذكر المتخصصون في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس أن السماح بالاحتفالات بعد عامين من تعليقها إثر تداعيات الجائحة الصحية العالمية سيترك أثرا بالغا في نفوس المواطنين خاصة الأطفال الذين اشتاقوا لأجواء إحياء هذه الذكرى العزيزة على القلوب.

ودعوا إلى الالتزام بتعليمات السلطات الصحية لجهة ارتداء الكمام الطبي وتجنب التجمعات كذلك إرشادات رجال الأمن والحفاظ على المظهر الحضاري الراقي وتجنب رش المياه وبعض المواد التي تسبب في انعدام الرؤية بما يعرض مرتادي الطرق للخطر.

في هذا الصدد، قال مدير منطقة الأحمدي الصحية الدكتور أحمد الشطي ل(كونا) إن البلاد تشهد حاليا انحسارا في مؤشرات الترصد الوبائي فيما يخص الجائحة وانحسار الموجة الرابعة التي شهدت أرقاما غير مسبوقة لمعدل الإصابات وذلك بفضل “ملحمة وطنية” قامت بها السلطات الصحية بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة وأفراد المجتمع كافة.

وأوضح الشطي أن البلاد مرت منذ انتشار الوباء بحالة طوارئ صحية طالت شتى مناحي الحياة إذ تم تطبيق الحظر الجزئي والكلي قبل توفر اللقاحات المضادة للفيروس المستجد في حين فرضت وزارة الصحة حزمة من القيود الصارمة لحماية المجتمع.

ولفت إلى أن الجهود الوقائية والإجراءات الاحترازية التي يتم تطبيقها وفقا للبرامج الأممية مع انحسار الموجة الرابعة تسمح ببعض الانفتاح وإقامة الاحتفالات الوطنية مع تطبيق الاشتراطات الصحية المناسبة مثل لبس الكمام والابتعاد عن الاماكن المزدحمة خصوصا المغلقة منها.

من جانبه، قال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور يوسف الفيلكاوي ل(كونا) إن قيود مجابهة كورونا لاسيما منع إقامة التجمعات حول بوصلة الاحتفالات بالمناسبات الدينية أو الوطنية من الصفة الحضورية إلى الافتراضية من خلال تبادل التهاني عبر شبكات وسائل التواصل الاجتماعي “الأمر المتوقع استمراره”.

وأشار الفيلكاوي إلى لجوء بعض الشركات والمؤسسات إلى الإعلانات ومقاطع الفيديو الدعائية للاحتفال بهكذا مناسبات عوضا عن تنظيم احتفالات تتطلب الحضور نتيجة آثار الجائحة التي لم تنظم خلالها الدولة أي احتفالات عامة.

من جهته، قال أستاذ الأنثروبولوجيا والاجتماع في جامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري في تصريح مماثل ل(كونا) إن الاحتفالات بالأعياد الوطنية لهذا العام تختلف عن سابقاتها خاصة أنها تأتي بعد مرور عامين على فرض قيود كورونا التي طبقتها السلطات الصحية لتتزامن مع انفراجة في تلك القيود جراء الانحسار الملحوظ في حجم الوباء وفعالية برامج التطعيم.

وأضاف الكندري أن هذه الاحتفالات ما هي الا تعبير عن الروح الوطنية وتعزيز لقيم المواطنة والهوية المجتمعية التي تتطلب ممارسة هذه الفرحة بما يتوافق مع هذه القيم والمبادىء الاساسية للمواطنة الصالحة ومنها ما يتعلق بالتعامل مع ما سنته السلطات الصحية من ان تكون المشاركة في الاحتفالات “حذرة” اي بتطبيق بعض الاشتراطات البسيطة كارتداء الكمام والابتعاد عن التجمعات الكبيرة.

ودعا المشاركين حضوريا في أي احتفال وطني إلى الالتزام بتحذيرات السلطات الصحية واتباع الإرشادات خصوصا أن الانفتاح الذي تم إقراره اخيرا هو انفتاح حذر يلقي المسؤولية على عاتق كل فرد بالمجتمع ومن هنا تكون المواطنة الصالحة التي نعززها من خلال الأعياد الوطنية.

من جهته، قال أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور خضر بارون في تصريح مماثل ل(كونا) إن الأشخاص يميلون بطبيعتهم إلى الفرح والاحتفال بمناسبة الأعياد الوطنية هذا العام تأتي بعد سنتين من إغلاقات الجائحة التي خلفت توترات نفسية لاسيما لدى فئة الاطفال والكثير من الأسر التي فقدت أحبائها بسبب الموت.

وأضاف بارون أن تلك التراكمات النفسية تجعل هذه المناسبة الوطنية فرصة للتعبير عن حب الوطن والفرحة والابتهاج داعيا الأهالي إلى إظهار هذه الفرحة من خلال ارتداء الأطفال الملابس التي تحمل علم دولة الكويت أو الشعارات الوطنية لتعزيز الولاء والانطلاق بالفرحة وبث الطاقة الإيجابية.

ودعا إلى الاحتفال والفرح وفقا للأخلاق العامة دون الضرر بالاخرين ووضع الزينة في الشوارع وعلى المباني لتبعث في النفوس الطمأنينة وتجعلها تواقة للفرح كما دعا فئة الشباب والأطفال إلى اتباع السلوك الايجابي واحترام الآخرين وعدم التعدي على حقوقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى