محتجون إيران يستعدون لتحركات واسعة في أربعين مهسا أميني
أكد أحد قادة المحتجين الإيرانيين أنهم بدأوا التحضير لاحتجاجات واسعة الأسبوع المقبل في كل أرجاء البلاد، بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما)، التي توفيت خلال احتجازها من قبل شرطة الآداب، بسبب مخالفة قانون الحجاب الإلزامي، ما أدى الى اندلاع احتجاجات لا تزال مستمرة.
وقال القيادي إن الحراك الشعبي لن يقوم باختيار قيادة موحدة، لأن ذلك سيسهل على السلطة إجهاض الاحتجاجات، لافتا إلى أن هناك مطالب متفرقة يرفعها المحتجون، تتراوح بين الحريات الاجتماعية وحقوق النساء، مرورا بالمعترضين على الفساد وغلاء المعيشة، وصولا الى الأقليات العرقية التي لديها مظالم، وأضاف أن المحتجين يرون أنه من الأفضل الاستمرار في الوضع الحالي حتى تتسع التظاهرات جغرافيا، لإشغال أجهزة الأمن وإنهاكها وتشجيع مزيد من المترددين أو الخائفين على النزول الى الشارع.
ونفى أن يكون المحتجون داخل البلاد مرتبطين بأي جهات خارجية، مبينا أن غالبية كبرى من الناشطين ليست لديها نظرة ايجابية تجاه معارضة الخارج التي يعتبرون أن لديها أجندة خاصة وثأر مع النظام الإسلامي لا علاقة للأجيال الشابة به، وأكد أن هناك فرصة ذهبية أمام تغيير سلمي، والكثير من عناصر الأمن أظهروا تعاطفهم مع مطالب التغيير والإصلاح والتحديث.
إلى ذلك، عادت المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي إلى بلادها، وحظيت باستقبال من مناصرين لموقفها، بعد أن أثارت جدلا بخوضها مسابقة دولية دون حجاب، وكررت تصريحاتها لوسائل إعلام رسمية بأنها لم تتعمد أن تكون دون الحجاب خلال المسابقة. وأظهرت لقطات ركابي (33 عاما) وهي تتسلق جدارا دون حجابها خلال منافسات في كوريا الجنوبية ممثلة لإيران.
وفي تصريحات أدلت بها للتلفزيون الرسمي لدى وصولها إلى طهران، قالت ركابي إنها عادت وهي «بصحة جيدة»، واعتذرت «للشعب الإيراني عما سببته من توتر وقلق»، وتحدثت وشعرها مغطى بقبعة رياضية وقلنسوة.
وأضافت: «المعاناة التي لاقيتها بسبب ارتداء حذائي وتجهيز معداتي أنستني ارتداء الحجاب المناسب كما يجب، وتوجهت إلى الجدار وتسلقت». وهلل حشد من الداعمين لموقفها وصفقوا وصوروا المشهد على هواتفهم المحمولة لدى وصولها إلى المطار وخروجها منه واستقلالها سيارة حسبما ظهر في لقطات متداولة على «تويتر».
وقالت ركابي، في بيان نشرته عبر حسابها على «إنستغرام» أمس الأول، إن سبب خوضها المنافسة دون حجاب هو سوء ترتيب للمسابقات، موضحة أنها استدعيت للتسلق في موعد لم تتوقعه. وفي تعليقات نقلها التلفزيون، نفت ركابي، التي احتلت المركز الرابع في المسابقة، أنها ظلت 48 ساعة لا يمكن التواصل معها، وقالت إن الفريق عاد إلى إيران في الموقع المقرر، وإنها ليست لديها نية لترك الفريق الوطني.
وكانت الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت أمس الأول إن أصدقاء ركابي لم يتمكنوا من التواصل معها، وإن هناك مخاوف على سلامتها، ونفت سفارة إيران في كوريا الجنوبية، في حسابها على «تويتر»، التقارير التي ترددت عن اختفائها بعد المنافسات. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها تحدثت مع ركابي وتلقت تأكيدات من اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية بأنها لن تواجه متاعب.
وأضاف متحدث باسم اللجنة الدولية ان «اجتماعا مشتركا عُقد اليوم بين اللجنة الأولمبية الدولية، واتحاد التسلق الدولي واللجنة الأولمبية الإيرانية، تلقت خلاله اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد التسلق الدولي تأكيدات واضحة بأن ركابي لن تعاني من أي عواقب وستستمر في التدريب والمنافسة»، مبينا أن اجتماعا مشتركا آخر عقد مع ركابي، وستراقب اللجنة الوضع عن كثب في الأيام والأسابيع المقبلة.