محقق رباعي الأرجل..كلب بوليسي مدرب للكشف عن قضايا «الافتراس الجنسي»
أطلقت سلطات ولاية مينيسوتا الأميركية العنان لـ محقق رباعي الأرجل مدرب خصيصاً لشم الأدوات والأجهزة الإلكترونية الرقمية التي يشيع استخدامها بين المفترسين الجنسيين في استغلال الأطفال، وغيرهم من الضحايا.
يحمل هذا الحيوان المميز اسم «كي – 9 سوتا» وهو كلبة من نوع لابرادور بريطاني قدمها قسم السلامة العامة في الولاية في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي للجمهور كأول كلبة مدربة لإنفاذ القانون في مينيسوتا تتمتع بقدرة على رصد الهواتف الخلوية وغيرها من الأدوات المخزنة للبيانات كشرائح الـUSB وبطاقات الميكرو SD التي قد تخفي أدلة مهمة تساعد المحققين في ملاحقتهم وتحديدهم لهوية مرتكبي الجرائم الجنسية.
يشير قسم السلامة العامة إلى أن توظيف الكلاب التي تملك مهارات كـ«سوتا» ليست فكرة قديمة، حيث إن عددها لم يتجاوز الثلاثة في الولايات المتحدة في السنتين الماضيتين، إلا أن هذا الرقم ارتفع أخيراً إلى حوالي ثلاثين.
تملك هذه الكلاب قدرة على التعرف على مادة «أكسيد ثلاثي فينيل الفوسفين» الشهيرة بـTPPO، وهي الطبقة الكيميائية التي تغلف رقائق الذاكرة التخزينية. وكشف درو إيفانز، مشرف مكتب الاعتقال الجنائي في مينيسوتا أن «كي – 9 سوتا مدربة للمساعدة في العثور على قطع صغيرة من البلاستيك قد تحتوي على أدلة مهمة في الكثير من القضايا».
قدم إيفانز مؤتمراً صحافيا إلى جانب الكلبة المميزة حاملاً رقاقة ذاكرة تخزينية وتحدث عن تفاصيل سيناريو حصل معهم في أحد التحقيقات الأخيرة.
وأوضح درو أنه «في حال أخذ المجرم واحدة من هذه القطع البلاستيكية الصغيرة ورماها في العشب وهرب من المنزل أثناء وجود الشرطة فيه، سيصعب على المحققين العثور عليها بينما ستنجح «سوتا» في إيجادها وإحضارها إليهم بسرعة».
منذ أن بدأت عملها في مايو (أيار) الفائت، شاركت سوتا في عشرة تحقيقات شملت جرائم افتراس وقتل وارتكابات مالية وغيرها من القضايا التي تعتمد على أجهزة تخزين المعلومات الرقمية.
وكشف إيفانز أن هذه الكلبة المدربة حددت مكان وجود 21 دليلا إلكترونيا محتملا أبرزها هاتف خلوي مخفي في إحدى جرائم القتل.
تعمل سوتا كشريكة للوكاس مونكيلفيتز، المحقق الخاص في قسم جرائم الافتراس التابع لمكتب الاعتقال الجنائي، والذي كشف أن «محققي القسم يمسحون مسارح الجريمة بحثاً عن الأدلة الظاهرة أولاً ومن ثم يرسلون الكلبة».
من جهته، شدد إيفانز على أن أنوف الكلاب تستطيع العثور على ما تفشل حواس البشر الخمس غالباً في رصده خلال عمليات المسح هذه.
ويضيف «قبل سنوات، عندما كانت الأجهزة الإلكترونية في بداية انتشارها، كانت الكومبيوترات كبيرة جداً وكنا نعرف أين هي.
ولكن مع انتقالنا جميعاً إلى حمل الهواتف الذكية التي تحتوي على أدلة صغيرة، انتقل المجرمون أيضاً إليها وبرعوا في استخدامها. يعي هؤلاء جيداً أننا نبحث عن هذه الأدلة. ستساعدنا هذه الكلبة على التقدم سنوات إلى الأمام لأن أنفها أدق وأبرع من الأنوف البشرية».
حصل مكتب التوقيف الجنائي على سوتا بمنحة من منظمة «أوبريشن أندر غراوند ريل رود» غير الربحية المعنية بمكافحة الاتجار الجنسي. ودفعت هذه المنظمة ومركزها كاليفورنيا حوالي 15000 دولار لشراء الكلبة وتدريبها، بينما يتولى المكتب تغطية تكاليف تربيتها وطعامها ومعدات عملها.