سعود العصفور: المجلس القادم الأخطر في تاريخ العمل السياسي
قال مرشح الدائرة الخامسة سعود العصفور إنه لا يمكن الحديث عن هذه الانتخابات من دون التطرق إلى خطاب القيادة السياسية الذي جعل الوضع السياسي في الكويت مختلفا اختلافا تاما، والذي لم يكن يتوقع تفاصيله ومضمونه أشد المتفائلين معتبراً أن مجلس الأمة المقبل هو الأخطر في تاريخ العمل السياسي في البلاد.
ورأى العصفور، خلال افتتاح مقره بمنطقة الفحيحيل، أنه عندما تكون تعهدات أكبر سلطة في البلد وهي سلطة الحاكم وعلى لسان ولي العهد أن السلطة لن تحيد عن الدستور ولن تقوم بتعديله ولا تنقيحه ولا تقييده ولا تعطيله ولا تعليقه ولا حتى المساس به، فهذا تطور سياسي عظيم في العلاقة بين أسرة الحكم ودستور 62.
وأضاف العصفور ان الخطاب السامي تضمن رسائل سياسية كثيرة أهمها الوعد بعدم التدخل في الانتخابات، وهذا بحد ذاته إدانة للحكومات السابقة في تدخلاتها، مشيرا الى انه رغم حالة التفاؤل إلا انها مليئة بالحذر والناس تتساءل اليوم، وهم محقون في تساؤلهم ومحقون أيضا في خوفهم.
وتابع العصفور: «نحن أمام مرحلة انتقالية ومفصلية لذلك علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا نريد؟ ما هو شكل الكويت التي نريد تحقيقها في هذه المرحلة الجديدة؟ سألت نفسي هذا السؤال واعرف إجابته جيدا، وأعرف جيدا شكل الكويت التي أريدها، وإذا أردت الاختصار راح أقول الكويت التي اريدها وأسعى لها هي كويت لا تشبه بأي شيء ما كانت عليه خلال العشرين سنة الماضية».
إغلاق الملفات
وبيَّن أن المجلس القادم ستكون عليه مسؤولية غلق الملفات السابقة وعلى رأسها الانتهاء من ملف المهجرين وسجناء الرأي السياسي وقضايا التبرعات الخيرية وإلغاء قانون المسيء والتخلص من ملف الجناسي لأسباب سياسية، مشددا على أنه لا يمكن قبول الاستمرار في حمل هذه الملفات أكثر مما مضى، خصوصا أنها أتت في ظل ظروف سياسية انتهت وزالت أسبابها.
وأعرب عن أمنيته أن يبادر رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد إلى معالجة ملف المهجرين وملف سجناء الرأي وملف الجناسي إلى معالجة قبل الانتخابات، حتى يوفر على الحكومة والمجلس القادم الوقت وتكون مبادرة تحسب له ولحكومته وأرضية جيدة لبدء صفحة جديدة بين المجلس والحكومة القادمين.
وتطرق إلى ضرورة تعديل قانون إنشاء المحكمة الإدارية ببسط سلطة القضاء على مسائل الجنسية، فلا يجوز أن تستمر الجنسية أداة للعقاب، لا يجوز أن تستمر الجنسية أداة للابتزاز والمساومة والتهديد، فالمواطنة يجب أن تكون بعيدة عن كل التجاذبات السياسية، وبعيدة كل البعد عن مزاجية السلطة وحساباتها الضيقة.
تفاؤل حذر
وقال النائب السابق فيصل اليحيى في بداية كلمته، إن سعود العصفور من العناصر الوطنية الجادة المتجردة الصادقة، صاحب سجل مشرف وصفحة بيضاء، فقدم العديد من التضحيات وكان على درجة من السمو والرقي ولذلك شخص مثل سعود يستحق هذا الشكر ويستحق هذا التكريم ويستحق هذا الاحتفاء، وأعتقد أن من الواجب على الأمة وعلى المجتمع أن يحتفي بأبطال أن يحتفي بمن يضحي لأجله وبمن يضحي دفاعا عنه وعن حقوقه، والاحتفاء بهؤلاء هو الذي يخلق لنا أبطالا من أمثال سعود.
وقال اليحيى: لا شك أننا نمر بمرحلة انتقالية صعبة واستثنائية ولا شك أن الخطاب الأميري الأخير بعث الكثير من الأمل في نفوس الجميع، ولا شك بأن الإجراءات الحكومية كذلك قد بعثت بشيء من التفاؤل في أنفسنا ولكن هذا غير كاف، فالخطابات لا تغير الواقع فما يغير الواقع هو الأفعال، والمطلوب أن تؤكد الحكومة صدق نواياها بأفعالها، فهناك قضايا أساسية ورئيسية لا تحتمل التأخير أبرزها وأهمها موضوع العفو عن إخواننا المهجرين الذي لا يزال معلقا إلى الآن، ومن القضايا الأساسية كذلك التي يجب أن تقدم عليها الحكومة والسلطة تعهدات هي قضية الجنسية وسحب الجنسية، ويجب أن يغلق باب هذا الأمر وعدم تركه لمزاج وهوى السلطة.