أخبار العالم

مسؤولي الأمم المتحدة يحثون مجلس الأمن الدولي على استخدام نفوذه لإنهاء الصراع في اليمن وإيقاف تعرض ملايين الناس لتهديد المجاعة

حث ثلاثة من كبار مسؤولي الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي على استخدام نفوذه لإنهاء الصراع في اليمن، حيث يتعرض ملايين الناس لتهديد المجاعة.

ففي الجلسة التي عقدت مساء الجمعة، تحدث فيها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، ومبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن مارتن غريفيثس.

وفي كلمته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، الذي اختتم للتو زيارة لمدة ثلاثة أيام إلى اليمن، لأعضاء المجلس:

“الكلمات الناعمة لن تقدم وصفا منصفا عن حقيقة ما يحدث للأمهات والآباء والأطفال في هذا البلد بسبب الحرب والكارثة الإنسانية الناتجة عنها… على المجتمع الدولي أن يستخدم كل قوته لإنهاء الحرب وإنقاذ اقتصاد اليمن. فهذا البلد البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة يعاني منذ سنوات، لكنه الآن على شفا كارثة.” 

وأضاف أن المجاعة قد تضرب في أي وقت إذا لم تتغير الظروف على الفور.

ووصف السيد بيزلي مشاهداته على الأرض في زيارته لليمن بأنها من شاكلة “الكوابيس”، وقال “ما شاهدته في اليمن هذا الأسبوع هو كوابيس ورعب وحرمان وبؤس، ونحن – كل البشرية – فقط من يلام.”

معظم الوفيات تحدث قبل الإعلان عن وقوع المجاعة

وكانت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بشأن المجاعة قد أصدرت إنذارا جديدا مفاده أن “اليمن يواجه أكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم، وتتطلب الأحوال الإنسانية المتفاقمة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من احتمال وقوع خسائر كبيرة في الأرواح،” كما قال منسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك.

وأكد لوكوك أنه، بحسب الإنذار، تعاني حالة الأمن الغذائي في اليمن من “تدهور كارثي”، بما ينذر بأن ” الملايين من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد في اليمن يواجهون فجوات كبيرة في الاستهلاك الغذائي تؤدي إلى زيادات في معدل وفيات البشر”.

وأردف منسق الإغاثة الطارئة أن المجاعتين اللتين أعلن عنهما هذا القرن، الصومال في عام 2011 وجنوب السودان في عام 2017، قد لقنتا العالم درسا مؤلما للغاية، وهو أن “معظم الوفيات تحدث قبل الإعلان عن وقوع المجاعة”.

وفي تقييم السيد لوكوك، نجح اليمن في تفادي المجاعة حتى الآن لسببين فقط. هما كما قال:

“أولا، تقوم الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية بتنفيذ أكبر عملية مساعدات في العالم، حيث تصل إلى ما يقرب من 8 ملايين يمني في جميع أنحاء البلاد كل شهر. ثانيا، اتخذت الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الرئيسيون الآخرون إجراءات عندما ازداد خطر المجاعة في الماضي.” 

ومن بين هذه الإجراءات على سبيل المثال، العمل معا على رفع الحصار المؤقت العام الماضي، وتوفير تمويل سخي مطلع هذا العام.

من جانبه، رحب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيثس بالانخفاض في الأعمال القتالية، وتمنى أن يستغل جميع أصحاب المصلحة هذه الفرصة لإنهاء هذا الصراع.

“الصراع محتدم والحديدة هي مركز ثقل الحرب. ولهذا السبب، نرحب بالتقارير الأخيرة عن الانخفاض في وتيرة العنف… ولكن يجب أن يستمر الأمر.”

 وأكد غريفيثس أنه مقتنع بأن الحوار بين المتحاربين أمر ممكن. وقال إنه يعتزم السفر إلى الحديدة الأسبوع المقبل مع ليز غراند، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، للتأكيد على الحاجة إلى هدنة.

وأعرب المبعوث الخاص عن تفاؤله حيال النداءات الأخيرة من قبل جميع الأطراف، سواء كانت الحكومة اليمنية أو أنصار الله (الحوثيون) أو التحالف الذي تقوده السعودية، لكي تتدخل الأمم المتحدة، مشيرا إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة.

“مع تزايد الاهتمام الدولي، التزمت الأطراف اليمنية مرة أخرى بالسعي إلى حل سياسي. أرحب بالإعلان الذي أعلنه الرئيس هادي للتحرك بسرعة نحو حل سياسي. وأعرف من اتصالاتي في صنعاء أن أنصار الله ملتزم أيضا بهذا الاتجاه.”

أسوأ أزمة إنسانية في العالم 

وفي وقت سابق اليوم، عبرت مفوضية شؤون اللاجئين  في جنيف على لسان المتحدثة باسم المنظمة، عن “الحزن الشديد بسبب أنباء عن مقتل تسعة مدنيين في مركز مدينة الجراحي في محافظة الحديدة هذا الأسبوع”.

وقد ورد أن القتلى المدنيين كانوا يحاولون الفرار من مناطق يدور فيها القتال، بحثا عن الأمان.

وقالت شابية مانتو إن “المفوضية لا تزال تشعر بقلق خاص إزاء أحوال المدنيين في اليمن،” وإنها تواصل حث جميع الأطراف على بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، خصوصا النازحين منهم والفارين من أجل سلامتهم.

وأضافت المتحدثة أن “النزاع في اليمن تسبب في خسائر فادحة طالت المدنيين،” وأن على أطراف النزاع “ضمان الالتزام بالتعهدات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى