مساع لتمديد جديد للهدنة في غزة
تتفاوض إسرائيل وحماس عبر وسطاء اليوم الأربعاء على تمديد محتمل آخر للهدنة في غزة مع بقاء ساعات فحسب أمامهم للتوصل إلى اتفاق قبل استئناف القتال بعد توقف دام ستة أيام.
وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن عائلات رهائن أُبلغوا الأربعاء بأسماء المقرر إطلاق سراحهم لاحقا اليوم، وهم المجموعة الأخيرة التي سيفرج عنها بموجب الهدنة ما لم ينجح المفاوضون في تمديدها.
ونشرت حركة حماس قائمة بأسماء 15 امرأة و15 قاصرًا سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية في المقابل. ولأول مرة منذ بدء الهدنة، شملت القائمة مواطنين فلسطينيين من إسرائيل، بالإضافة إلى سكان من الأراضي المحتلة.
وقال مسؤول فلسطيني لرويترز إن الجانبين لديهما رغبة في إطالة أمد الهدنة لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد. وأضاف المسؤول أن المناقشات ما زالت جارية مع وسطاء مصر وقطر.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن إسرائيل ستدرس أي اقتراح جدي، لكنه أحجم عن تقديم المزيد من التفاصيل.
وأضاف ليفي في تصريحات للصحفيين في تل أبيب: “إننا نبذل كل ما في وسعنا من أجل إخراج هؤلاء الرهائن… إننا نتحدث عن مفاوضات حساسة للغاية حياة البشر فيها على المحك”.
وتابع أنه بمجرد انتهاء إطلاق سراح الرهائن، سيستأنف القتال وأن “هذه الحرب ستنتهي بنهاية حماس”.
وأفرجت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة حتى الآن عن 60 امرأة وطفلاً من الإسرائيليين بين 240 رهينة احتجزتهم في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وجاء ذلك بموجب الاتفاق الذي حقق أول هدنة في الحرب.
وأٌطلق سراح 21 أجنبياً أيضاً، معظمهم من عمال المزارع التايلانديين، بموجب اتفاقات موازية منفصلة. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 180 فلسطينياً محتجزين لأسباب أمنية، جميعهم من النساء والقصر.
وشمل الإفراج الثلاثاء للمرة الأولى رهائن تحتجزهم حركة الجهاد المتحالفة مع حماس، وأيضاً من المحتجزين لدى حماس نفسها. وكانت قدرة حماس على تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم فصائل أخرى مشكلة في محادثات سابقة.
وجرى تمديد أجل هدنة الأيام الأربعة الأولية لمدة 48 ساعة أخرى بدءاً من الثلاثاء، وعبرت إسرائيل عن استعدادها لتمديد الهدنة ما دامت حماس تفرج عن عشر رهائن يومياً. لكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال المحتجزين، فقد يعني هذا الموافقة على شروط تحكم إطلاق سراح بعض الإسرائيليين الرجال على الأقل لأول مرة.
أول فترة راحة
وفرت الهدنة أول فترة راحة من الحرب التي شنتها إسرائيل للقضاء على حماس رداً على هجوم مسلحي الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص في يوم عطلة يهودية، وفقا لإحصاء إسرائيلي.
وأدى القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين إلى تحويل جزء كبير من غزة إلى أنقاض.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، التي تعتبرها الأمم المتحدة مصدراً موثوقاً به، إنه تأكد مقتل أكثر من 15 ألف شخص، 40% منهم أطفال.
ويُخشى من وجود عدد كبير من القتلى تحت الأنقاض. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه تم انتشال 160 جثة أخرى من تحت الأنقاض خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من الهدنة، ولا يزال 6500 شخص تقريباً في عداد المفقودين.
واستضافت قطر، التي تتوسط في المفاوضات، الثلاثاء مديري جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه).
وقال مصدر مطلع إن المسؤولين ناقشوا المعايير المحتملة لمرحلة جديدة من اتفاق الهدنة بما يشمل إطلاق حماس سراح رهائن من الرجال أو الجنود الإسرائيليين. كما بحثوا ما قد يكون ضروريا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يدوم أكثر من بضعة أيام.
وذكر المصدر أن قطر تحدثت مع حماس قبل الاجتماع لمعرفة ما الذي يمكن أن توافق عليه الحركة، وأن الطرفين المتحاربين يناقشان داخلياً الآن الأفكار التي طرحت في الاجتماع.
ولم ترد أنباء بعد عما إذا كانت المجموعة الأخيرة التي سيطلق سراحها اليوم الأربعاء ستشمل أصغر الرهائن، وهو الرضيع كفير بيباس البالغ من العمر عشرة أشهر والمحتجز مع شقيقه البالغ من العمر أربع سنوات ووالديهما. وتقدم أقاربهم بمناشدة خاصة بعد حذفهم من المجموعة قبل الأخيرة التي أطلق سراحها الثلاثاء.
وصمدت الهدنة طوال الأيام الستة رغم التقارير الواردة من الجانبين عن انتهاكات محدودة النطاق نسبياًَ وتصريحاتهما بأنهما مستعدان لاستئناف الحرب بقوة كاملة بمجرد انتهاء الهدنة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهدنة ما زالت صامدة حتى اليوم الأربعاء.
واتهم الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بإطلاق النار من البحر على منازل قريبة من الشاطئ في خان يونس، وبإطلاق النار في بيت حانون بشمال غزة.