مستقبل الإعلام تحديات وفرص.. محاضرة نظمتها اللجنة الثقافية ونادي الإبداع الإعلامي بجامعة الكويت
نظمت اللجنة الثقافية في قسم الإعلام بجامعة الكويت بالتعاون مع نادي الإبداع الإعلامي بإشراف الدكتورة هبة المسلم محاضرة بعنوان “مستقبل الإعلام تحديات وفرص”
وبدأت المحاضرة بكلمة الأستاذ الدكتور مناور الراجحي أستاذ قسم الاعلام بجامعة الكويت الذي شكر اللجنة الثقافية ونادي الابداع على تنظيم المحاضرة المميزة بمشاركة اعلامي مبدع ومتميز الذي صعد السلم من أوله بداية من محرر صحفي حتى وصل إلى رئيس تحرير ومؤسس أول كلية إعلام في جامعة الأمام محمد بن سعود ومؤسس منتدى جسور الرياض الاستراتيجي و محاضر في عدة جامعات عربية وعالمية منها جامعة استربون وجامعة روما وأستاذ زائر في جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية ومحكم في اكثر من مجال علمي له العديد من الندوات والأفكار والآراء وسوف نتعلم من هذه الشخصية المتميزة الأستاذ الدكتور عبد الله محمد الرفاعي من عمله في مجال الصحافة الدولية في كثير من البلدان العربية والعالمية فهو خبير استراتيجي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى
وقال الدكتور الراجحي خلال ادارته المميزة للمحاضرة أن مهنة الصحافة في السابق كانت بيد صاحب المال أي صاحب المؤسسة الإعلامية لكنها اليوم تحولت بيد الإعلامي الناجح وهو من يدير الأمور والذي تحرر من قيود صناع الملوك والصحفي والإعلامي الناجح هو من يملي شروطه على صاحب المؤسسة وليس العكس فكان الصحفي بالسابق يعمل سنة وسنتين بدون مقابل حتى يثبت وجوده ليتعين عندما يثبت جدارته ولكن في وقتنا الحالي أصبح الإعلامي المميز يستطيع أن يعمل في مؤسسة إعلامية في القاهرة أو لندن وواشنطن وهو جالس في الكويت اذا كان مؤثرا على الجمهور .
وأشار الراجحي ان الحكومات العربية اليوم تعي تماما أن أمنها القومي قد يخترق من الاعلام ولا بد لها أن تعزز أمنها بأصحاب التأثير على الجمهور لان الإعلامي اليوم تحرر من أصحاب المال كونه يصنع نفسه وطريقه .
وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبدالله الرفاعي أن الكويت في مطلع الستينيات والسبعينيات و بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت من بلد الثقافة في الوطن العربي و كنا في السابق نبحث عن الصحف الكويتية ونعمل حجز شهري لمجلة العربي ونجمع الصحف الكويتية لنقرآها فكانت تضم العديد من الكتاب المتميزين في الوطن العربي فكان للصحافة الكويتية تاريخ كبير في المجال الثقافي والإعلامي وانطلاقة المملكة العربية السعودية كانت من الكويت والكويت احتضنت عبد العزيز ووالده ونذكر جليا كشك مبارك الذي نطلق عليه كشك مبارك بن عبد العزيز وعلاقتنا بالكويت علاقة مختلفة منذ القدم وكل سعودي يشعر أنه جزء من وجود الكويت خاصة أيام الغزو كانت وقفة السعودية قيادة وحكومة وشعبا مع الحق الكويتي لإعادة أراضية ولله الحمد عادت الكويت وتحررت .
واضح الرفاعي ان أول ضحايا الإعلام الحالي أو ضحايا المشهد الإعلامي الحديث أو ما نطلق عليه السوشال ميديا هي المؤسسة الإعلامية والتي تعتبر انتهت ونهايتها كانت مبكرة وكانت بدايتها في عام 2008 والبداية الحقيقية التي أعلنت أن هناك من يصنع فرص النجاح وأن هذا التغير الذي حدث في العالم قد يكون عزز من مستقبل المهنة الإعلامية والسؤال نحن لا نتحدث عن الصناعة الإعلامية ولكن يبقى أول ضحايا هذا التغير هو المؤسسة الإعلامية التقليدية وكان نهاية الإعلام أو المؤسسة الإعلامية التقليدية مبكرا في عام 2008 بدأ التغير والسؤال لمن يصنع النجاح أو من يصنع الملوك و الإعلام الذي ندرسه اليوم هو إعلام مكونه غربي والغرب هم من أسس هذه المعرفة وحتى عام 2008 كان كان أهم وظيفة بالدولة الأمريكية وهو الرئيس وكان يطلق على الاعلام صانع الملوك وكان الإعلام هو الأساس في فوز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفي 2008 جاء رئيس أمريكي لم يحارب الإعلام ولكن لم يكن للإعلام دور أساسي وفاصل في الانتخابات وهذا حدث مع الرئيس اوباما وهذه التجربة كسرت حاجة هيمنة وسائل الإعلام التي كانت تسمى صانعة الملوك وكذلك كثرة اللوبيات التي كانت توفر الدعم المالي الذي تعتاش عليه وسائل الإعلام كانوا يحكمون من سيأتي رئيسا للولايات المتحدة ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت الرئيس اوباما يتواصل مع جميع فئات المجتمع يشكل عام واستطاع أن يجمع جميع تكاليف الحملة واصبح يتفاوض مع اللوبيات بمنطق القوة واصبح لا يحتاج لمن يساعده في تمويل حملته الانتخابية والاعلانات تضررت وبعيدا عن النظريات والمثاليات اصبح هناك تآمر من أصحاب روؤس الأموال الذين يديرون المؤسسات الإعلامية مع اللوبيات السياسية والاقتصادية الموجودة في أي بلد وفي عام 2008 جاءت أول قنبلة دخانية انفجرت في المشهد السياسي وهي الرئيس ترامب أول رئيس جاك رقم أنوف صانعي الملوك وكانت 99 % من وسائل الاعلام الامريكية ضد الرئيس ترامب ومع هذا فاز ترامب ليتأكد أنه لم يعد الاعلام هو الوحيد الذي يشكل توجهات الناس .
وكشف الدكتور الرفاعي أن الإعلامي تحرر من أصحاب المؤسسات الإعلامية فأصبح من يريد أن يعمل بالإعلام لا يحتاج أن تتبناه مؤسسة الإعلامية وأصبح الاعلام مفتوح في ظل وجود السوشال ميديا لأنه كان ان لم يحصل من يتبناه سوف تموت رغبته وهواياته والاعلام يعتبر من الوظائف الولائية ومهمة واحدة هي تزويد المجتمع بالمعلومات الموثقة والدقيقة في جميع المجالات السياسية والرياضية والاقتصادية وكان مفتاح المستقبل وبناء مستقبل الصحفي الناجح المعلومة الحقيقية والذ لم يعد متوفرا في زمننا الحالي معلومات هائلة ومتدفقة وقد تكون غير دقيقة وغير موثوقة لكنها أثرت على فكر ومزاج المتلقي لها .
وأشار الدكتور الرفاعي أن ليس كل أصحاب المال لهم أهداف تتعارض مع أهدافنا وتوجد مشكلة في الغرب أصحاب الأموال او أصحاب الأملاك هم أصحاب المؤسسات الإعلامية ولم يعد صاحب المؤسسة الإعلامية يملي على الصحفي قضية معينة أصبحت الحرية الإعلامية أكبر وأوسع في زمننا الحالي وتأكد انه لم يعد الإعلام هو الوحيد الذي يشكل اتجاهات والسلوك آيات الناس وهذا متغير حقيقي ومن المميزات العظيمة الذي حدثت عن الاتصال والتحرر من هيمنة المؤسسة الإعلامية قبل السابق لم يجد الموهوب مؤسسة إعلامية تحتضنه سوف يموت في محله أو لا يستطيع العمل في المجال لكن اليوم اختلف الأمر ويستطيع أن يعمل في السوشال ميديا ويوصل رسالته بشكل صحيح والمتضرر الرئيسي هم المستثمرين في قطاع الإعلام وأصبحت المهمة الإعلامية تزويد القارئ بالمعلومات فأصبح الجمهور هو من يأخذ القرار السياسي أو الرياضي أو المحلي و غيره
وطالب الدكتور الرفاعي خريجي قسم الاعلام بضرورة الاهتمام والتمسك بالثقة والمهارة للإعلامي الناجح واليوم المنافسة أصبحت سريعة والمؤسسة الإعلامية كان لها دور كبير في حماية الإعلامي ولكن اليوم نجد ملايين الاعلاميين في السوشال ميديا ويجب أن يكون الإعلامي بدايتها كونه واجهة للأمة والمجتمع وأساس انشاء مهنة الصحافة تأتي بالثقة التي تعبر عن لسان الأمة ونحتاج الى مهارة وفي عام 2008 وفي مؤتمر بالرياض حذرت مما يحدث اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي وقلت أننا نبدأ في انتهاء الصحافة الورقية وكانت في بداية الصحافة الالكترونية وكانت صحيفة سبق الالكترونية في حينها أكلت الجو في سرعة بث الخبر واليوم أهم مؤسسة صحفية بالرياض أعلنت أنها هجرة مبناها لقطاع آخر والشركة السعودية للتوزيع التي أنشأتها المؤسسات الصحفية أعلن مديرها العام أنه لن يوزع أي صحيفة لانهم أصبحوا يوزعوا صحف ولا يشتريها أحد .
وشدد الرفاعي أن مشكلتنا اليوم في البحث عن موثوقية المعلومة فالناس لا تريد كلام والاتجاه للقراءة قل والذي أكل الساحة برنامج تيك توك أصبح تطوير واستثمار للتطبيقات التي نزلت في السوشال ميديا وأصبح العقل البشري لا يتحمل القراءة مجرد بوستات سريعة بعيدا عن القراءة وأصبحت المهاة ضرورية وأصبحت أعظم جامعة في اليوتيوب كل ما تريده تجده فيه وتستطيع الحصول على كورسات لتعليم أي مقرر حتى الدكتوراه تستطيع الحصول عليها منه ومن الآثار السلبية للوضع الحالي ورثتنا الكسل .
وأوصى الدكتور الرفاعي الإدارات الجامعية بضرورة الاهتمام بتدريس مبادئ البرمجة ولم تعد ترف بل مهارات تخدم المتعلم مشيرا أن 70 % من العالم شبابي لا يتحمل يشاهد برودكاست مدته 40 دقيقة فالقيم والجماليات اختلفت وأكبر مثال التيك توك فيه ذكاء كبير في العمل ومؤثر بشكل كبير والتحديات اليوم خلقت فرص كبير والحاجة أصبحت كبيرة للاعلام الجديد وأصبحت أكبر من قدرة الدول والتحدي الأساسي هو العمل في السوشال ميديا وأصبحنا نحتاج للثقة والدقة من أجل النجاح في المجال الإعلامي وأصبحت الرسالة تصل للإنسان البسيط بسهولة ولم توجد حواجز ويجب تطوير مهارة النص والمحتوى.