مصر: تحركات برلمانية لإنقاذ ثروة الدواجن وسط شكاوى المواطنين
على وقع قرارات حكومية بتقليص بنود الاستيراد لتقليل الطلب على الدولار الشحيح في مصر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديوهات لأصحاب مزارع دواجن يعدمون الكتاكيت بسبب نقص الأعلاف المستوردة، في وقت ارتفعت أسعار الدواجن والبيض إلى أرقام قياسية الأمر دفع العديد من المواطنين للشكوى من ارتفاع الأسعار، وتعالت المطالب بتدخل حكومي عاجل، بينما بدأ نواب في البرلمان أمس الأحد، تحركاتهم لإنقاذ القطاع الحيوي من الانهيار.
وبدأت الأزمة ككرة الثلج منذ عدة أسابيع مع قرارات وقف الاستيراد، وحجز الأعلاف في الجمارك لحين توفير الدولار للإفراج عنها، إذ يوجد حاليا نحو 1.5 مليون طن ذرة و500 ألف طن صويا محجوزة في الموانئ، وتستورد مصر نحو 90 بالمئة منهما، يتم استيراد معظمها من روسيا وأوكرانيا، وهما دولتان في حالة حرب، ومع قلة المعروض ارتفع سعر طن فول الصويا (أبرز مكونات الأعلاف) لـ 20 ألف جنيه.
ولا تستقبل السوق المصرية حاليا أكثر من 20 بالمئة من خامات الأعلاف، ومع استهلاك أصحاب مزارع الدواجن للكميات المتوفرة في السوق المحلية خلال الأسابيع الماضية، ظهرت الأزمة جلية مع عدم وجود أعلاف كافية لأصحاب المزارع، ما دفعهم للبدء في الشكوى علنية من عدم قدرتهم على الاستمرار، كما بدأ البعض منهم إعدام الكتاكيت لعدم وجود الأعلاف.
وبينما تقدم عضو مجلس النواب عمرو درويش، ببيان عاجل موجه للحكومة للكشف عن خطتها لمواجهة أزمة الأعلاف، أعلن رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، النائب هشام الحصري، في تصريح للمحررين البرلمانيين أمس الأحد، أن اللجنة البرلمانية بدأت التنسيق مع الحكومة لحل أزمة مزارع الدواجن، والعمل على توفير الذرة الصفراء في أسرع وقت، وأن الاتصالات جارية مع الحكومة للتوصل إلى حل يحقق المصلحة العامة للدولة، إذ تسعى الأخيرة جاهدة لحل الأزمة سريعا.
وشدد الحصري على أن صناعة الدواجن مهمة للاقتصاد المصري إذ تصل استثماراتها لـ 100 مليار جنيه (نحو 5.5 مليارات دولار)، وهي محل اهتمام الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتابع: «لذا تحركنا في البرلمان لحل تلك الأزمة، فتواصلنا مع وزير الزراعة ورئيس مجلس الوزراء، لدعم المربين جميعا، وزيادة فتح الاعتمادات المستندية بالبنوك مراعاة لتلك المشكلة».
من جهته، قال نقيب الفلاحين المصريين حسين أبوصدام، لـ «الجريدة»، إن أزمة الأعلاف هي السبب في معاناة قطاع الدواجن في مصر، وأن النظر إلى أزمة مربي الدواجن على أنها أزمة خاصة لن يؤدي إلى حل المشكلة، لأن بداية حل الأزمة هو في توفير الأعلاف بالسوق في أسرع وقت ممكن لمنع انهيار قطاع تربية الدواجن في مصر.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن «الزعم بأن وقف استيراد الأعلاف سيساعد في توفير الدولار غير صحيح، لأن إقدام أصحاب مزارع تربية الدواجن على إعدام الكتاكيت بسبب نقص الأعلاف، يعني ارتفاع سعر الفراخ والبيض في الأسواق مباشرة، فضلا عن انهيار ثروة مصر من الدواجن، ما يعني التوجه إلى استيراد لحوم بيضاء لسد العجز المتوقع في السوق المحلية، أي المزيد من استنزاف الدولار».