آراءتكنولوجيا

#مقالات | سوسن إبراهيم: “هل أنت مصاب بـ النوموفوبيا؟”

 

نعيش اليوم في طفرة تكنولوجية سريعة ومنتشرة وواسعة الأطراف، ننتظر أحدث الإصدارات التكنولوجية الحديثة بفارغ الصبر بل وأصبح عدد كبير منا يشعر بالانتماء الى ماركات معينة لا يقتني الا من كتالوجاتها ويفتخر بامتلاكه لها وبإنفاقه مبالغ باهظة في سبيلها.

ولكننا اليوم لن نتحدث عن التكنولوجيا وأحدث اصداراتها بل سنغوص بعالم اخر، في سراديبها المظلمة والسوداء، سنتعرض لمشكلة نفسية تأتي يدا بيد مع استخدامها “متلازمة نوموفوبيا” مع مواكبتنا للتكنولوجيا، الامراض كذلك واكبتنا وتطورت بدورها، فأصبح هناك امراض معينة تلازم من يلازم هذه الاجهزة لتصنع علامة فارقة على اسلوب الحياة الذي تبنيناه بلا وعي لآثارها الجانبية والتي اصبحت ممارستها رديفة لممارسة الحياة.

لقد أصبح المعجم يضم مصطلحات خاصة تشخص من لا يفارق اجهزته الحديثة والذي يصاب بأعراض تماما كمن يتعرض لازمة صحية/ نفسية. فأصبحنا نسمع عن متلازمة الابهام ومتلازمة العين الرقمية ومتلازمة دسك الرقبة وغيرها الكثير. ولكن حديثنا اليوم سيتضمن مرضا اخر مرضا معروف مجهول. مصابون به كلنا على حد سواء نعاني منه دون ان ندرك خطورته وحقيقته.

انه النوموفوبيا (No mobile phones phobia) اي الرهاب من فقدان الهواتف الذكية. أو الخوف من التواجد بأماكن معزولة ليس بها تغطية اتصال قوية! بل هو الشعور بالضياع والحزن الشديد اذا ما اكتشفت نسيان هاتفك المحمول اثناء تواجدك بالخارج او الالم النفسي في حال ضياعه.

هل تدركون معنى هذا؟ ان تتعامل مع الهواتف الذكية كشخص حميم أو شيء عزيز تُذرف المقل لفقدانه. أن يتم شخصنة هذا الجهاز ليصبح جزءا لا يتجزأ من حياتك. ألا تستطيع تركه لبرهة من الوقت حتى من اجل استخدام بيوت الراحة (اعزكم الله).

الهواتف مع فوائدها وخياراتها المتعددة التي تسهل على الفرد الكثير والكثير إلا ان الفرد منا لم يستطع الى الآن ادراك خطورتها. لقد اصبحت تدخل الفراش وتفرق بين الناس في الملتقيات الاجتماعية والزيارات العائلية. بل وأصبح البيت الواحد يلتقي عبر منصات افتراضية بدلا من التحاور والنقاش والاجتماع بلا هذه الاجهزة المنفرة الجاذبة.

صحيح انه شر لابد منه ولكن علينا وبكامل وعينا أن نعي جدية وخطورة الإدمان على الاجهزة المحمول وايجاد الحلول المناسبة للإقلال من هذه الظاهرة والمرض الذي يعكس مدى اهمالنا بأنفسنا واستغراقنا بتكنولوجيا هذا العصر.

للأسف نحن مرضى هذا العصر.. مرضى بالنوموفوبيا.

 

سوسن إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى