#مقالات | غدير العبدلي: “«الأشغال» والطرق… بالصفوف الأولى”
جهود عظيمة أظهرها أبناء الكويت في الصفوف الأولى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أثبتت للجميع معدنهم الأصيل واستعدادهم التام للتضحية في سبيل الوطن والمواطنين، سواء كانوا من الكادر الطبي أو رجال وزارات الصحة والداخلية والدفاع والحرس الوطني وغيرهم ممن وقفوا جميعا صفا واحدا في مواجهة جائحة «كورونا».
ولكن تزامنا مع ذلك، ظهر لنا على الساحة جنود آخرون عملوا جاهدين أيضا، وسهروا ليالي في سبيل خدمة الوطن والمواطنين، ولكن بشكل مختلف، وهم منتسبو وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري بقيادة الوزيرة النشيطة الدكتورة رنا الفارس.
بعد انتهاء فترة الحظر الكلي في البلاد بنهاية شهر مايو الماضي، والانتقال إلى الحظر الجزئي، فوجئت والكثير من المواطنين والمقيمين بعد الخروج مرة أخرى لقضاء الأمور الضرورية والسير في الشوارع مدى التغيير الكبير الذي طرأ على الشوارع، سواء داخل المناطق السكنية أو على مستوى الطرق السريعة.
الكثير من الطرق التي كانت تعاني من التكسير والحصى والتهالك وعدم الصيانة لفترات طويلة، تبدل حالها، وأصبحت تليق بالكويت. وتيرة سريعة جدا لعملية الإصلاح لم نشهدها من قبل بمشاريع الطرق في البلاد.
إصرار واضح على تنفيذ توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، باستغلال فترات الحظر في صيانة وتطوير الطرق.
وقد واكب عملية تطوير الطرق وصيانتها، متابعة حثيثة اتضحت للعيان للوزيرة المجتهدة د. رنا الفارس، التي أعلم مدى اجتهادها وجديتها فيما يسند إليها من مهام، وعدد من القيادات في الوزارة وحرصهم على عمل زيارات ميدانية للمشاريع الجاري تنفيذها في مختلف الأوقات، والاستمرار في العمل دون كلل أو ملل وتطوير وصيانة أكبر قدر ممكن من الطرق.
لا شك أن الطفرة التي حدثت في الطرق وصيانتها في الفترة الماضية قد أثلجت صدور المواطنين بعد الحالة غير المرضية التي كانت تعاني منها الطرق في الكويت، ولكن السؤال الأهم الذي يشغل ذهني حاليا، وأعتقد أنه يدور في خاطر الكثير من المواطنين، هو: ما مدى جودة ومتانة ومطابقة المواد المستخدمة في هذه المشاريع للمواصفات؟، فالكل بلا شك يريد سرعة الإصلاح والتطوير، ولكننا لا نريد أن يؤثر ذلك على جودة ومتانة هذه الطرق في المستقبل.
ختاما: أرى أن جهود وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق والنقل البري، جهود محمودة وعظيمة، ولكن أتمنى من المسؤولين في الوزارة التدقيق الشديد على مطابقة المواد والخلطات المستخدمة في فرش الأسفلت وتطوير الطرق في مختلف المناطق للمعايير المطلوبة، وأن تكون أيضا المتابعة والصيانة الدورية لهذه الطرق بعد الانتهاء من تطويرها بحيث تتم وفق آلية وقائية تضمن تفعيلها بالشكل الصحيح، حتى لا يذهب كل هذا المجهود هباء منثورا، وتضيع كل هذه الجهود المبذولة.