آراءهاشتاقات بلس

#مقالات | منيفة العازمي: “إهتزاز صورة”

عندما تضع في مخيلتك صورة ذات موقع كبير في نفسك وتضعها في مكان عميق من قلبك فهي بلا شك تعني الكثير ، وهي لابد أن تكون ذات وقع لا يتكرر ولذلك عندما تهتز الصورة أو يحدث لها أي تغيير فإن ذلك يعني أن أمراً كبيراً قد حدث .

مواضع الضعف كثيرة ولكنها عندما تطال أناساً معروفين بالشخصية القوية والصبر الكبير فإن ذلك يزلزل أركان المعنيين به وغيرهم ، أن ترى صورة قد رسمت لها قدراً كبيراً من الود والاحترام والكثير من النظرة التي لا تخطئ ثم يتحول هذا كله بين ليلة وضحاها بسبب موقف او حدث وحيد فهذا بلا ريب تغير جذري هائل .

مررت بتجربة مماثلة فقد رأيت أحد الشخصيات التي أراها كبيرة في قدرها وشخصيتها ومقامها ، ولكنها منذ مدة وهي تتخبط في موضوع أقلق الجميع فليست كل الامور تحتاج منا الصراخ بها حتى تلقى صدى مجيباً أو حلاً سريعاً لها ولكن من الحكمة أن تدار الأمور بروية وحذر وفهم عميق لأبعاد الامور .

أن نرى موضوعاً عادياً يتحول الى قضية رأي بينما هو حدث شخصي لا أكثر هو عين التخبط وارادة الفوضى والاستعجال في ادارة الأمور ، التعامل مع الجوانب الملاصقة لأي موقف وتدارك أبعاده هو المراد وهو عين الصواب والحكمة في ادارة الأمور ، فمبدأ الحق المكفول للجميع في إبداء الرأي وطلب الحق مضمون والكل يقف معه ويؤيده ولكن لابد من استنتاج ما يترتب عليه من عواقب حتى لا يقع المحظور ويتسبب فيما لا تحمد عقباه .

فليس كل موقف كبير وليس كل حدث يستحق النظر اليه بعين المجهر فيتم تضخيم المعالجة له أو يتم نقله لعامة الناس ، ومن العبث أن تدار الأمور بيد الضرب بالمثل لا لشيئ سوى القصاص ، فالرحمة مطلوبة والعدالة لازمة والعفو عند المقدرة من شيم الأقوياء ، فلابد من ارادة المصلحة العامة وتقديمها على ما سواها من أي اغراض شخصية أو خلافات فردية .

الحدث المنقول لعامة الناس يعني ارادة الوعي لهم ونقل الصورة الصحيحة بلا أي زيف أو أضافات تغير مجرى العدالة أو تدير دفة تسليط الضوء بلا أي تحيز أو تعتيم يغير لب الموضوع أو يقلل من شأنه ، فلابد من الامانة في النقل ولابد من التعقل في ارادة اشعال الرأي العام ، فالقضية الشعبية لا بد أن تدار من أشخاص ذوو قدر كبير من السياسة ومن الحنكة في طرح الموضوع ليلقى تقبلاً واقبالاً شعبياً كبيرًا .

فالاعلام بجميع وسائله مطالب بالتروي في طرح المواضيع ذات المساس بشريحة كبيرة من أفراد المجتمع حتى يتحقق المراد وهو الوعي التام بأبعاد أي قضية تطرح ، فليست كافة القضايا مهمة وليست عامة المواضيع تستحق الاستجابة لها ، فلابد من وعي المتلقي فيما يطرح له وفيما يعرض له من أحداث ومواقف تأخذ أبعاداً تخالف قوانين أي دولة أو تزعزع أمنه واستقراره .

 

منيفة العازمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى