هي امرأة ذات إرادة قوية لها من اسمها النصيب الأوفر “شروق” فهي كشمس مشرقة تحيط بمن حولها بالدفء والحنان، تمتاز بالعفوية تتوهج بالفرح وترسم الابتسامة على كل من ترافقه، خفيفة الروح، لطيفة الكلمة، وحبيبة وقريبة من القلوب.
هي ذات سنوات قاربت الثلاثين ولكنك حين الاجتماع بها تكاد تجزم بأنها عبرت دروب السنين بخبرتها فهي تتحدث بمنطق العقل الصافي وتحتج بالتجربة الثرية التي تمتلكها، وتناقش بلسان الحجة القوية التي تمتاز بها، عرفتها امرأة ذات قلب كبير وعزيمة قوية وارادة متجددة.
“شروق” هي امرأة ذات مرض عاصرته منذ أن كان عمرها العشر سنوات، تعايشت معه صاحبته وكبرت معه عاماً بعد عام، لم تيأس ولم تركن لتعبها ومرضها بل ناضلته ورافقته وتعلمت منه وعلمته معنى الصبر وتحمل الألم ومرافقة الأدوية والمكوث في المستشفيات، كانت ذات طفولة مختلفة ومراهقة جديدة ونضج مميز.
عندما تتحدث عن تجربتها وتستمع لكلماتها كلما روت قصتها يقع في قلبك أنك تعرفها منذ سنين وتكاد تميز ذاك الصوت وتلك النبرة وتعرف تلك الكلمات، هي قريبة جداً من القلب بما تملكه من شفافية راقية وروح عالية وعزيمة قوية، هي امرأة رافقت المرض حتى صارت تعرفه حق المعرفة وتصفه وكأنها تراه، وتتحدث عنه وكأنها تتحدث به.
” شروق” لم تقف حياتها حين الاصابة بهذا المرض ولكنها ابتدأت صفحة جديدة وولجت الى عالم آخر واستقلت عن بقية البشر بمرض لازمها منذ طفولتها فجاهدته وعالجته وعرفت تفاصيله عبر السنين، هي ليست امرأة ذات خوف يقعدها عن الخوض في غمار هذه الحياة ولكنها على العكس تماماً، هي امرأة تتزين بالشجاعة وتتباهى بالكبرياء وتوصف بالخجل الجميل.
هي امرأة كانت وما زالت تنشر الفرحة وتسعى لتعميم الفائدة وتحلم بانتشار الخير والصحة للجميع، تضع نفسها دائماً في المقدمة وهي المستحقة لذلك في محاربة المرض وفي مواجهة الجهل وفي محو الحواجز التي تقف في وجه المرضى والمصابين بذات المرض، هي المتواضعة في احساسها بالفخر حين التطرق لحكايتها وهي البسيطة في شرح معاناتها، القليلة الكلمات والبعيدة المعاني، والمتحدثة بلسان الكل بصدر رحب وروح مناضلة.
عرفتها وكأني أتحدث لأخت رافقتها منذ سنين، أحببت تواضعها، وأفخر وأعتز بصداقتها، وأخجل من مواجهتها لتقلبات الحياة وأوجاع المرض بعزم كبير ، قلت لها يومًا سأكتب عنك كلمات واذا بهذه الأسطر تكتبني وتتسابق في الظهور عبر الورق وخلال الحبر ومن القلب، “شروق” ألتمس منك العذر في التقصير في وصفك والثناء عليك فأنت كبيرة القدر وكثيرة التأثير الايجابي وثقي بذلك، فلك مني كل التقدير وعظيم الامتنان.