آراءرياضة

#مقالات | نايف هادي العنزي “هيكتور كاسترو.. بين الدراما الحزينة وتحقيق الحلم”

حكايته تعتبر من الحكايات الممتعة وقصة جميلة ورواية رائعة فهذا ماحدث عام 1930، وعندما يتعمق أحد ما في القصة ربما وجد لها وقعا وآثار يفوق بعض أفلام السينما لوجد لها أصداءا جميلة تفوق ذلك لانها جمعت بين الدراما الحزينة وتحقيق الحلم، وكذلك الظروف التي مر بها هذا اللاعب الاوروغواياني، حيث كان الجميع ينتقد المدرب لاختياره ضمن التشكيله الأساسية المشاركة في بطولة المونديال التي أقيمت عام 1930 في مونتفيدو.

ومن النادر في ملاعب كرة القدم أن نشاهد لاعباً مصابا باحدى الإعاقات يمثل فريقه على أعلى مستوى، بل ويتفوق على أقرانه الأصحاء لكن نجمنا اليوم تفوق على نفسه واعاقته انه الأرجوياني هيكتور كاسترو، فقد خسر نجمنا ذراعه اليمنى أثناء استخدامه المنشارالكهربائي في عام 1917 و كان عمره 13 عاماً، لكن إرادة الله سبحانه فوق أي إرادة فكانت إرادته سبحانه باسعاده وتعويضه فبعد 13 عاماً أخرى وبالتحديد في مونديال 1930.

كان الاكتع كاسترو كما يطلق عليه البعض يلعب مهاجما لمنتخب الأورغواي، وهو صاحب هدف الفوز لفريقه على البيرو في افتتاح البطولة كما أنه صاحب أخر هدف لها في مونديال 1930 عندما هز شباك الأرجنتين في النهائي الذي فاز فيه فريقه 4-2.

وهنا عزيزي القارى، نستنتج ونستخلص العبر والدروس بانه لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، فإن كانت هناك روح الإصرار والعزيمة، سيتحقق الهدف او الاهداف المؤمل تحقيقها، ورغم كل الظروف وقسوتها وصعوبتها.

وهذه القصة لاشك أن لها أيضا مضامين أخرى، لعل اهمها انها رسالة واضحة بان الإعاقة ليست اعاقة جسد، بقدر ما أن الإعاقة الحقيقة هي تثبيط العزائم والهمم و الشعور بالعجز عن تحقيق الأهداف، باصطناع الحجج والأعذار الواهية، وتغذية العقل الباطن بذلك، لتظهر ردود الأفعال والسلوكيات تبعا لذلك، فتثبط همة الانسان وعزيمته، فيصبح إنسان لا وجود له ولا اثر في الحياة ، لذلك يشدد علماء النفس والتنمية البشرية على أنه لاشيء صعب أو مستحيل، وعلينا دائما أن نقول نعم نحن نستطيع، ولاشيء مستحيل.

نأسف لحال بعض شبابنا ممن يركنون للراحة وعدم مواجهة الصعاب والتحدي، فهم لا يريدون التعب والاجتهاد في العمل، بادعاء انه لا يوجد دعم من قبل البعض، وان هناك محاباة ومحسوبية، سواء اجتهدت أم لم تجتهد، وربما تكون كلمة حق يراد بها باطل.

ورحم الله الإمام الخليفة الراشد علي بن ابي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – حيث يقول: الهمة قمة، وبالهمم تعلو الأمم ونحن كمسلمين علينا امتثال قول الله وقول رسوله والسلف الصالح من الأمة، وعلينا جميعا أن نمتثل للآية الكريمة: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) – سورة التوبة.

نايف هادي العنزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى