منسق الأمم المتحدة : الكويت حافظت على الحد من النقص في الأغذية وإبقاء سلاسل الإمداد حية رغم أزمة كورونا
قام مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الكويت بالتعاون مع المكتب الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن التابع لمنظمة الأغذية والزراعة وبالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلميKFAS ، والهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية PAAF بتنظيم جلسة الندوة الإلكترونية لسلسلة التوريد الثالثة حول “الزراعة البيئية الخاضعة للرقابة، ولوجستيات سلسلة التبريد الغذائي والتكنولوجيات الرقمية”.
وقد تسببت جائحة “كوفيد-19” في حدوث اضطرابات عالمية في سلاسل الإمدادات الغذائية، مما يسلط الضوء على القلق العالمي بشأن الأمن الغذائي. حافظت دولة الكويت على الحد من النقص في الأغذية الذي تم ضمانه وإبقاء سلاسل الإمداد حية قدر الإمكان نظراً للظروف غير المتوقعة.
وقد أكد الدكتور طارق الشيخ، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم لدى دولة الكويت، على أهمية استمرارالنقاش في هذا المجال من أجل ايجاد حلول وطرح أمثلة من امكانية استعمال التكنولوجية في التصدي بشكل فعال للتحديات في سلاسل إمدادات الأغذية. كما تهدف الندوة إلى المساهمة في التعاون بين حكومة دولة الكويت والأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة بصفتها الوكالة المكلفة بدور رائد في دعم وضع استراتيجية وطنية للأمن الغذائي والتغذية.
وأضاف الدكتور طارق الشيخ أن جائحة “كوفيد-19” كشفت عن هشاشة النظم الغذائية، وأهمية أن تكون دولة الكويت أكثر حرصاً بالأمن الغذائي وأن تلقى قضايا الإنتاج المحلي، وفقدان الأغذية والهدر، وزيادة الوزن والسمنة، والأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي اهتماماً أكبر بكثير. كما تواجه الكويت، مع هيمنة المناخ الجاف وندرة الأراضي والمياه العذبة، قيوداً في توسيع القدرة الزراعية. والتحديات كثيرة؛ هناك حاجة إلى تكنولوجيات وحلول زراعية مبتكرة لتوسيع الإنتاج والتوزيع والتسويق.
أعرب سعادة الممثل الدائم لدولة الكويت لدى المنظمة الدكتور يوسف جحيل عن اهتمامه الكبير بهذه الأولوية الوطنية الهامة ويعمل عن كثب مع الأمم المتحدة والسلطات الحكومية على المستوى الوطني لضمان إنشاء مكتب لمنظمة الأغدية في دولة الكويت لتمكين الخبرة التقنية المباشرة وتوفير التقنيات والموارد الدولية الحديثة لدعم استراتيجيات المؤسسات الحكومية المكلفة والمبادرات الوطنية للنهوض بعملية الزراعة وتربية الأحياء المائية ، باعتبارها ثروة طبيعية مهمة لدولة الكويت ، وخاصة في هاته الأوقات العصيبة المترتبة خلاف الازمة ومعالجة العقبات والتأثير السلبي لجائحة وباء COVID19.
وقد أكد الدكتور دينو فرانشيسكوتي، المنسق الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن وممثل منظمة الأغذية والزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن استدامة الموارد الطبيعية، بما في ذلك استخدام المياه، من بين قيود أخرى، تشكل تحدى لدولة الكويت في البحث عن خيارات استراتيجية مختلفة لإنتاج الغذاء المستدام لحماية البيئة وزيادة الأمن الغذائي وتعزيز التغذية. وفي هذه الجهود، يعد استخدام تكنولوجيات الابتكار أمراً بالغ الأهمية؛ ولا سيما استخدام تلك التي تستهدف زيادة إنتاجية المياه مثل الجيل الجديد من (Greenhouses) ، ونظم الزراعة وتربية الأحياء المائية، وغيرها. والآن، فإن التقدم التكنولوجي والابتكار، من خلال الزراعة البيئية الخاضعة للرقابة، يسمحان بإنتاج منتجات عالية الجودة وغنية بالمغذيات بشكل مستدام في كل مكان تقريبا، بما في ذلك في الصحراء والمناطق القاحلة.
وذكر الدكتور بسام الفيلي مدير ادارة الشركات والابتكار في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي استمرارً لدورها كممكن ومشجع للحلول التكنولوجية دعت المؤسسة في شهر ابريل الماضي لتقديم مقترحات لحلول تطبيقية تعالج تحديات الامن الغذائي الوطني وتعطل سلاسل التوريد في ظل جائحة “كوفيد-19”. حيث ان الهدف من هذه المبادرة هو تشجيع وتسريع تبني الحلول التكنولوجية الجديدة او تكييف بعض التكنولوجيات التي اثبتت جدارتها في دول اخري على ظروف الكويت من خلال تمويل مشترك لمشاريع تجريبية ومن ثم عرض نتائج التجارب على الجهات المعنية للاستفادة منها.
وأوضح الدكتور فرانشيسكوتي أن تطوير سلاسل توريد أغذية أقصر من خلال تحسين الخدمات اللوجستية لسلسلة التبريد الغذائية بحيث تصبح المنصات الرقمية، التي تربط المزارعين والمنتجين بالأسواق، أدوات مهمة. وهي توفر فرصة فريدة لتمديد العمر الافتراضي للإنتاج ومن الإنتاج إلى الأسواق، وتحقيق المزيد من الكفاءة والشفافية وإمكانية التتبع لتبادل القيمة المضافة والمعلومات في قطاع الأغذية الزراعية.
وقد حضر الندوة عددًا جيدًا من الشركاء من جميع القطاعات بما فيها الحكومية والمنظمات النفع العام والقطاع الخاص ومؤسسات البحث والأفراد المهتمين من الجمهور العام الذين تبادلوا الأمثلة ودراسات التي حققت الهدف المرجو من الندوة في تبادل المعرفة مع الأمم المتحدة عامة ومنظمة الأغذية والزراعة خاصة حول الخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بالمواضيع التي تمت مناقشتها. وسيساهم ذلك في إعداد تقرير مشترك عن السياسات العامة حول “إدارة سلسلة التوريد المعطلة في سياق COVID-19 في الكويت”، وفي إجراء حوار مستمر حول السياسات في مجال الزراعة المستدامة والأمن الغذائي والتغذية. وتأتي هذه الندوة بالتزامن مع تقرير منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية ؛ عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2020،و تحويل النظم الغذائية من أجل اتباع أنظمة غذائية صحية بأسعار معقولة. هذا المنشور الرئيسي هو جزء من سلسلة تقرير حالة دول العالم لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.