منصة Matter.. بيئة مثالية تسهل ربط الأجهزة الذكية
انتشرت الأجهزة المنزلية الذكية على مستوى العالم بشكل واسع خلال السنوات الخمس الماضية، إذ من المتوقع أن يفوق حجم السوق العالمي للأجهزة المنزلية الذكية حاجز 79 مليار دولار خلال العام الجاري، على أن يصل إلى أكثر من نصف تريليون دولار بحلول 2030.
ويصاب مستخدمو الأجهزة المنزلية الذكية بالحيرة كل مرة يقررون فيها اختيار الأجهزة المفضلة لديهم، سواء بسبب الإمكانيات أو الأسعار.
ولكن المشكلة الأكثر تعقيدا هي القدرة على اختيار أجهزتهم الجديدة على أساس مدى توافقها للعمل مع تلك الأجهزة المتوفرة لديهم بالفعل في منازلهم.
وذلك باعتبار أن كل شركة من الشركات الصانعة لتلك الأجهزة تستخدم بروتوكولات ومعايير تقنية خاصة بها ولا تتوافق مع معايير منافسيها.
ولكن الأمر تغير منذ 2020، عندما أعلمت مجموعة من الشركات التقنية العملاقة عملها على تطوير منصة تقنية جديدة من المعايير تسهل توافق مختلف أجهزتها الذكية للعمل معًا بشكل متناغم وسلس.
وكان ذلك تحت مشروع تجريبي يسمى Project CHIP، وقد تم إطلاقه هذا العام بشكل رسمي تحت مسمى منصة Matter.
ما منصة Matter؟
منصة “ماتر” تم تطويرها من قبل 200 من كبريات الشركات التقنية والمتخصصين العاملين في قطاع الأجهزة المنزلية الذكية.
وكان الهدف منها ضمان توفير توافق مختلف الأجهزة الذكية معا، وذلك بالاعتماد على تقنيات موجودة بالفعل، مثل: البلوتوث، والاتصال اللاسلكي “واي فاي”.
ولعل ما يجعل منصة “ماتر” تمثل بارقة أمل لتطوير وتحسين بيئة الأنظمة المنزلية الذكية، هو مشاركة عدد كبير من الشركات التقنية في تطويرها، مثل: أبل، وسامسونغ، وأمازون، ومايكروسوفت، وجوجل، وهواوي، وأيضًا إشراف اتحاد CSA لمعايير الاتصالات.
وتعد “ماتر” خطوة مميزة لتوسيع نطاق جمهور الأجهزة الذكية، وذلك نظرًا لاعتمادها على تقنية تعتبر جزءًا أصيلًا من اتصال العالم بالإنترنت، وهي الرقم التعريفي للأجهزة على الإنترنت IP Address، وهو الرقم المميز الذي يحصل عليه كل جهاز فور اتصاله بشبكة الإنترنت؛ ما يجعل عملية تعريف وتمييز كل جهاز أمرًا يسيرًا، ويدعم تواصل الأجهزة معًا، بغض النظر عن شركتها المصنعة.
وباعتبار أن الأساس التقني لتشغيل منصة Matter يتمثل في تقنية IP Address بشكل رئيس، فإن الأنظمة المنزلية الذكية تعمل بشكل مثالي مع مختلف أجهزتها، حتى في حال انقطاعها بالكامل عن شبكة الإنترنت، لأن عمل المنصة الجديدة لا يحتاج إلى اتصال أجهزتها بخوادم الشركات المطورة.
التوافق التام
من أهم مزايا المنصة الجديدة سهولة تحكم المستخدم في أجهزة منزله الذكية بواسطة الأوامر الصوتية، وكأنه يعطي أوامر إلى مدير بشري لمنزله.
فمع تكنولوجيا “ماتر”، سيتمكن مستخدم عائلة الأجهزة المنزلية المتوافقة مع منصة أبل HomeKit أن يتحكم فيها باستخدام جهاز مثل Google Home الذي يعمل بمساعد جوجل الشخصي “أسيستانت”.
والعكس هنا صحيح، فيمكن لمستخدم منتجات Nest، المملوكة لغوغل، أن يتحكم فيها بواسطة الأوامر الصوتية إلى مساعد أبل “سيري” عبر جهازها للمساعدة المنزلية HomePod.
وبالتالي لن يضع المستخدم عقبة توافق التشغيل Compatibility أمامه عند اتخاذ قرار شراء جهاز منزلي ذكي، ولكن سيفكر من الآن فصاعدًا في مسائل أكثر أهمية، مثل: السعر، والإمكانيات، وتفضيلاته الشخصية المختلفة، ليصبح تشغيل الأجهزة الذكية بنفس سهولة تشغيل أي جهاز كهربائي عبر توصيله في مخرج الكهرباء.
منتجات جديدة
وبالتأكيد، لا فائدة من منصة “ماتر” إذا لم تطلق الشركات التقنية أجهزة منزلية جديدة تتوافق للعمل معها، وهذا تمامًا ما بدأت شركات غوغل وأبل وسامسونج في تنفيذه.
وشهد شهر أكتوبر الحالي، قيام أبل بإطلاق دعم موسع لمنصة “ماتر” على هواتف أيفون وأجهزة أيباد وجهازها للمساعدة المنزلية HomePod وأيضًا ساعاتها الذكية، وذلك من خلال تحديثات برمجية iOS 16.1 وiPadOS 16.1 وwatch OS 9.3.
كما قامت سامسونغ بدعم المنصة الجديدة على متن تطبيقها للموبايل SmartThings، بحيث يمكن للمستخدم التفاعل مع مختلف الأجهزة الداعمة للمنصة من خلال تطبيقها، دون الحاجة لتحميل تطبيقات منفصلة من مختلف الشركات المصنعة لتلك الأجهزة.
وتعاونت الشركة الكورية الجنوبية مع جوجل لتقديم ميزة Multi-Admin والتي تسمح للمستخدم بالتحكم في مختلف الأجهزة المتوافقة مع “ماتر” وذلك من خلال منصات وتطبيقات مختلفة.
كذلك تعمل جوجل حاليًّا على تحديث منتجاتها المنزلية الذكية تحت علامة Nest التجارية لتتوافق مع “ماتر”.
وهناك مئات الشركات الأخرى أيضًا التي تعمل حاليًّا على الدفع بتحديثات برمجية تدعم منتجاتها المنزلية بالدخول تحت مظلة “ماتر” الواسعة.
تعليق واحد