منطقتان في الدماغ مسؤولتان عن السبب وراء التفكير في الانتحار!
كشفت دراسة حديثة أن منطقتين في الدماغ هما المسؤولتان عن الأفكار التي تدفع الإنسان إلى الانتحار، رغم الاعتقاد بأن الاكتئاب وغيره من المشاعر السلبية هي الأسباب الرئيسية للانتحار.
وفي دراسة مثيرة أُجريت بالتعاون مع باحثي جامعات كامبريدج وييل وملبورن، توصل فريق الباحثين إلى منطقتين في الدماغ مسؤولتين عن زيادة خطر الأفكار الانتحارية وحتى محاولات الانتحار نفسها.
ووفقًا لمجلة ”ميديكال إكسبريس“، اعتمدت الدراسة على فحص بيانات 131 بحثًا، شارك فيها أكثر من 12 ألف شخص، وبعد فحوصات عديدة تمكن الباحثون من تحديد منطقتين أو شبكتين مهمتين في الدماغ.
وحسب الدراسة، توجد المنطقة الأولى في الأجزاء الأمامية للدماغ وتُعرف باسم ”القشرة أمام الجبهية البطنية الوسطى والجانبية“، وتساعد في تنظيم المشاعر، بينما تُعرف المنطقة الثانية باسم “ القشرة أمام الجبهية الظهرية ونظام التلفيف الجبهي السفلي“، ونشاطها مسؤول عن كيفية اتخاذ القرارات والتحكم في السلوك.
وتوصل الباحثون إلى أن التغييرات في كلا الشبكتين ترتبط بزيادة خطر الانتحار، حيث لاحظوا أن أي تغيير أو خلل في المنطقة الأولى يؤدي إلى أفكار سلبية مفرطة، فيما وجدوا أن حدوث تغييرات في المنطقة الثانية يزيد من معدل فرص محاولة الانتحار.
ومن خلال النتائج المثيرة للدراسة، يأمل الخبراء أن يساهم ذلك في توفير طرق جديدة ومطورة أكثر للحد من خطر الانتحار.
وقالت الباحثة ”ليان شمَل“: ”إذا استطعنا إيجاد طريقة لتحديد أولئك الشباب الأكثر عرضة لخطر الانتحار، فسيكون لدينا فرصة للتدخل ومساعدتهم“.
وأضافت البروفيسورة ”آن لورا فان هارملين“ وهي باحثة مشاركة أيضًا في الدراسة: ”تخيل وجود مرض يودي بحياة ما يقرب من مليون شخص سنويًا، ربعهم أصغر من سن الثلاثين، ومع ذلك لم يسبق وتوصلنا إلى سببه، فهذا هو الحال مع الانتحار، لا نعلم سوى القليل بشأن ما يحدث في الدماغ يؤدي للانتحار“.
كما أن الدراسة تساعد في فهم التغييرات في بنية الدماغ وعلاقتها بالانتحار، وهذا يعد أحد أبرز أسباب الوفيات في العالم، ويعد السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، حيث إن معدلات انتحار السيدات تزيد على الرجال بـ 3 أضعاف.
يشار إلى أن ما يقارب الـ800 ألف شخص يقدمون في جميع أنحاء العالم على الانتحار سنويًا.