أخبار العالم

منظمة الصحة العالمية تعلن إنشاء مؤسسة جديدة تهدف لتوسيع قاعدة التمويل للاستثمار الصحي العالمي

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، إنشاء مؤسسة جديدة بهدف جلب التمويل للمنظمة وشركائها من خلال مصادر غير تقليدية، بما في ذلك الجمهور.

وستكون “مؤسسة منظمة الصحة العالمية،” وهي جسم مستقل، جزءا لا يتجزأ من استراتيجية تعبئة الموارد التابعة لوكالة الصحة الأممية لتوسيع قاعدة الجهات المانحة.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمره الصحفي الدوري من جنيف، إن الفكرة جاءت من أحد الموظفين استجابة لدعوة وجهت قبل نحو ثلاث سنوات لتقديم اقتراحات لتغيير المنظمة.

وقال: “منذ شباط/فبراير 2018، عملنا بجد لدعم إنشاء مؤسسة منظمة الصحة العالمية، بعد العمل الشاق لمدة عامين يسعدنا للغاية إطلاقها رسميا.”

وقال الدكتور تيدروس إن “أحد أكبر التهديدات لنجاح منظمة الصحة العالمية هو حقيقة أن أقل من 20% من ميزانيتنا تأتي في شكل اشتراكات مقررة مرنة من الدول الأعضاء، في حين أن أكثر من 80% هي مساهمات طوعية من الدول الأعضاء والجهات المانحة الأخرى، والتي عادة ما تكون مخصصة بإحكام لبرامج محددة.”

وهذا يعني، بحسب المسؤول الأممي، أن “منظمة الصحة العالمية لديها سلطة تقديرية محدودة على الطريقة التي تنفق بها ما يقرب من 80% من أموالها”.

إنشاء المؤسسة الجديدة لا علاقة له بقضايا التمويل الأخيرة

وستقوم مؤسسة منظمة الصحة العالمية، المنفصلة قانونيا عن منظمة الصحة العالمية، بتسهيل المساهمات من الجمهور، والأفراد المانحين الرئيسيين والشركات. وستدعم هذه المنح جهود منظمة الصحة العالمية للتصدي للتحديات الصحية العالمية الملحة، والتي تشمل توسيع التغطية الصحية الشاملة إلى مليار شخص.

وأضاف الدكتور تيدروس أن إنشاء مؤسسة منظمة الصحة العالمية “لا علاقة له بقضايا التمويل الأخيرة.” ففي الشهر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة إيقاف مساهماتها لمنظمة الصحة العالمية في انتظار مراجعة استجابتها لبداية تفشي كوفيد-19.

وقال الدكتور تيدروس: “هذا شيء بدأ بالتحول الذي يمكن أن يساعد المنظمة على تحسين نوعية التمويل، وزيادة حجمه، لخدمة الناس الذين نخدمهم بطريقة أفضل”.

World Bank/Simone D. McCourtie
باحث يقوم بفحص اختبارات في أحد المختبرات

 

تعزيز صندوق الاستجابة للتضامن

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه وخلال شهرين ونصف فقط، جمع صندوق الاستجابة للتضامن من أجل مكافحة فيروس كورونا أكثر من 214 مليون دولار بمساهمات من أكثر من 400 ألف فرد وشركة، بما في ذلك 55 مليون دولار من الحفل الافتراضي الذي أقيم تحت عنوان “عالم واحد: معا في المنزل”. وتم إنفاق هذه الأموال على شراء التشخيصات المخبرية ومعدات الحماية الشخصية وتمويل عمليات البحث والتطوير، بما في ذلك اللقاحات.

ومن أجل تعزيز صندوق الاستجابة للتضامن، عقدت منظمة الصحة العالمية شراكة مع استوديو للرسوم المتحركة، لإطلاق إعلان للخدمة العامة، اليوم، والذي يستهدف فيه الأطفال من خلال الاستعانة بشخصيات كرتونية محبوبة “Minions and Gru”، والذي أدى صوته الممثل ستيف كاريل، للترويج لطرق الحفاظ على سلامة الأشخاص من فيروس كورونا.

وسيستمر صندوق الاستجابة للتضامن في تلقي التبرعات لدعم عمل منظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا، بينما ستساعد مؤسسة منظمة الصحة العالمية في تمويل جميع عناصر عمل منظمة الصحة العالمية.

دعوة إلى انتهاز فرصة كوفيد-19 للحفاظ على خضرة وصحة الكوكب

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى انتهاز فرصة جائحة كوفيد-19 للتوجه إلى عالم أكثر خضرة وصحة ونظافة والاستمرار في تلك الإجراءات “الجريئة” للحد من تغيّر المناخ وتلوث الهواءحتى بعد القضاء على كوفيد-19.

وقال الدكتور تيدروس إن 40 مليون من خبراء الصحة بعثوا برسالة  يوم أمس الثلاثاء إلى قادة دول مجموعة العشرين يدعون فيها إلى التعافي الصحي والأخضر من كـوفيد-19، مشيرا إلى تأييده لما جاء في الرسالة.

وقال الدكتور تيدروس: “إن التكلفة البشرية لكوفيد-19 كانت مدمرة، وإجراءات الإغلاق قلبت حياة الناس رأسا على عقب، إلا أن الجائحة منحتنا لمحة على ما سيكون عليه العالم إذا اتخذنا الإجراءات الجريئة اللازمة التي نحتاج إليها للحد من تغيّر المناخ وتلوث الهواء“.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت أمس بيانا بشأن طرق التعافي الأخضر والصحي من كوفيد-19، ويركز البيان على حماية الطبيعة التي هي مصدر الهواء والماء والغذاء والذي تعتمد عليها صحة الإنسان.

هل سنعود إلى الطريقة التي كانت تسير بها الأمور، أم أننا سنتعلم من دروس الجائحة عن علاقتنا بالكوكب؟ — مدير عام منظمة الصحة

كما دعا البيان إلى ضمان حصول المنازل والمرافق الصحية على الماء والصرف الصحي، والحصول على طاقة نظيفة وموثوقة ومقاوِمة لتغيّر المناخ، وإلى الاستثمار في الانتقال السريع للطاقة النظيفة التي من شأنها تقليل تلوث الهواء.

وأشار البيان إلى أهمية تعزيز النظم الغذائية الصحية والمستدامة، لمنح الناس الوصول إلى الغذاء الصحي والميسور التكلفة، وبناء مدن تدمج الصحة بجميع جوانب التخطيط الحضري من أنظمة النقل المستدامة إلى الإسكان الصحي، والتوقف عن دعم الوقود الأحفوري الذي يسبب التلوث ويتسبب بتغيّر المناخ.

وأضاف الدكتور تيدروس قائلا: “بينما تبدأ بعض البلدان في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها، فإن السؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو ما إذا كنا سنعود للتو إلى الطريقة التي كانت تسير بها الأمور، أم أننا سنتعلم من دروس الجائحة عن علاقتنا بالكوكب“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى