منير الزعبي: أسعى للموازنة بين الشكل والمضمون
يخوض المخرج منير الزعبي السباق الدرامي الرمضاني بمسلسلين، هما «الروح والريّة» الذي انهى تصويره قبل فترة، و«كف ودفوف»، الذي يباشر تنفيذه حاليا في مملكة البحرين، ليقدم نموذجين مختلفين من الدراما، احدهما تقع احداثه خلال فترة التسعينات والآخر يتكتم على تفاصيله.
الزعبي أعرب في تصريحات خاصة لـ«القبس» عن حرصه على تحقيق المعادلة الصعبة، بين جمالية الصورة وتقديم مضمون يلامس اهتمامات الجمهور ويطرح موضوعات متشعبة، وأبان عن سعادته بردود الأفعال التي واكبت عرض مسلسل «ورود ملونة» قبل فترة، رغم ما واكب تصويره من صعوبات.
بداية يقول منير عن مدى تأثر صناعة الدراما بأزمة كورونا «بالطبع تأثرنا كثيرا، على سبيل المثال واجهنا صعوبات في اختيار مواقع التصوير لاسيما مع تخوف الناس من فتح الباب امامنا للتصوير، وهذا حقهم، الجائحة اثارت الذعر وأجبرت الجميع على تغيير نمط حياته، لذلك نحاول ايجاد حلول لبعض المواقع التي يصعب التصوير فيها من بناء ديكورات او استحداث مواقع تصوير اخرى».
للزعبي مدرسته الخاصة في الإخراج التلفزيوني، ووجهة نظر كوّنها على مدار سنوات من العمل خلف الكاميرات ويقول «حريص على تحقيق المعادلة الصعبة ما بين الفرجة وجماليات الصورة، واختيار موضوعات مهمة تلامس الجمهور وتمسهم بصورة مباشرة.
بطولة شبابية توقفنا مع منير عند تجربة مسلسل «الروح والريّة» من تأليف أنفال الدويسان وإخراج الزعبي نفسه، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، منهم ريم أرحمة، هبة الدري، عبدالله التركماني، فهد البناي، محمد الدوسري، شيماء علي، يعقوب عبدالله، صمود المؤمن، فاطمة الحوسني، نواف العلي، جنى الفيلكاوي، أحمد بن حسين والزين بوراشد وغيرهم.
ويقول الزعبي عن المسلسل الذي انهى تصويره أخيرا «الاسم معبر ويعكس مدى تقارب شخوص العمل وابطاله، إذ يصف كل منهم علاقته مع الآخر بالروح والرئة التي تمثل مصدر الحياة لتلك الروح».
ويستطرد «يمتاز العمل بأنه بطولة شبابية، يلم شمل نخبة من الممثلين، بعضهم سبق أن تعاونت معهم وآخرون للمرة الأولى، وكان أداء بعض العناصر مفاجئا بالنسبة لي، ما يؤكد ان ثقتي في محلها، ويبقى أن النص كان يتطلب ممثلين يدركون أبعاده ولديهم رؤية وحس فني، لذلك انتقينا الابطال بعناية ووفقنا في ذلك، وكل ممثل يبذل قصارى جهده».
رسالة للمجتمع ويضيف «دائما ما أبحث عن النص الذي يحمل رسالة للمجتمع، وأنفال الدويسان صاغت الأحداث بدقة، ويحمل العمل رسائل اجتماعية مهمة للأزواج والابناء ولمحيطنا الاجتماعي عموما، ونطرح العديد من الموضوعات من بينها التعامل مع الطلاب، وما يميز المسلسل أيضا ان احداثه تدور في حقبة غير مستغلة وتحديدا بين عامي 1994 و 1995 لذلك وظفنا بعض الأغنيات التي تعود بالمشاهدين إلى تلك الفترة الجميلة، التي مازالت عالقة في أذهان من عاصرها، انا انتمي لهذا الجيل حيث عشت فترة المراهقة والشباب خلال التسعينات، وأدرك جيدا مدى اشتياق الجمهور لتلك الفترة.
وحول حرصهم على الديكورات والازياء يوضح «حرصنا على الديكور والازياء واعتبرهما من أهم ابطال العمل، الجميع اجتهد ونراهن على المسلسل في سباق رمضان المقبل».
ظروف عصيبة على صعيد آخر، بدأ منير تصوير مسلسل «كف ودفوف» من تأليف الكاتب الدكتور حمد شملان الرومي، وإنتاج إيغل فيلمز وبطولة الفنانة هدى حسين إلى جانب نخبة من النجوم، بينهم هبة الدري وحمد اشكناني.
وبدأ تصوير العمل قبل فترة قليلة في البحرين، ومن المقرر ان يرى النور خلال شهر رمضان المقبل ليخوض الزعبي منافسة الموسم الأشرس بمسلسلين. من جهة اخرى، أعرب الزعبي عن سعادته بردود الأفعال التي واكبت عرض مسلسل «ورود ملونة» خلال الفترة الماضية، وقال: المسلسل مر بظروف عصيبة بسبب فيروس كورونا، ولكن فريق العمل كان على قلب واحد وواجه الأمر الواقع بتحد ورغبة حقيقية في تجاوز هذا العائق حتى لا نخيب ظن المشاهدين بنا، ولله الحمد خرج «ورود ملونة» إلى النور.
وأنتهز الفرصة لأشكر المنتج جمال الدين مصطفى والكاتبة علياء الكاظمي وفريق الإخراج والإنتاج وجميع العاملين بالمسلسل، ولمدير إدارة الإنتاج أحمد العويني، ولمدير التصوير والإضاءة طارق حمودة المبدع، وكل الشكر للمايسترو حسام يسري.
واستطرد «رغم أن المسلسل عرض خارج موسم رمضان فان النتائج كانت جميلة والكاتبة علياء الكاظمي من المؤلفات اللاتي يعرفن ماذا يريد الجمهور وتقدم موضوعات تلامس المجتمع».
حقبة التسعينات تدور قصّة «الروح والريّة» في حقبة التسعينات حيث تأخذنا «آمنة»، وهي الشخصية الرئيسية في العمل، إلى العديد من الأحداث التي وقعت لأفراد أسرتها، أحداث كانت فاصلة في حياتهم تتفاوت بين السعادة والحزن، إذ تجبر الظروف بعضهم لتحمل المسؤولية مبكراً فيتخلى عن أحلامه الشخصية وطموحاته في سبيل إسعاد غيره، بينما يتصرف البعض الآخر بكل أنانية ويستمر في ارتكاب الأخطاء غير عابئ بما يترتب على أفعاله من تعقيدات تؤثر في حياة الآخرين.
«الروح والريّة» قصة اجتماعية واقعية تتناول العلاقات الإنسانية بين الأبناء وآبائهم والإخوة ومشكلاتهم، والعلاقات الزوجية ومنغّصاتها والصعوبات التي تواجه الأهل في تربية الأطفال والمراهقين، حيث نعيش مع شخصيات العمل صراعاتهم اليومية وقراراتهم المصيرية التي قد نوافقهم عليها وقد نعارضها، في جو أسري حميم فيه التسلية والعبرة.
المصدر: القبس الإلكتروني