موجة جديدة من الجرحى تتدفق على مستشفيات غزة المنهكة
أسفرت الساعات الأولى من انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس عن مقتل العشرات وإصابة مئات أخرين في قطاع غزة المحاصر.
استغاث رجل يحمل صبياً مصاباً في رأسه الذي ينزف طالباً المساعدة في مستشفى ناصر بجنوب غزة.
وكان صبي آخر مصاباً بجرح في وجنته والدموع في عينيه يرقد تحت بطانية. وانتظر صبي ثالث ووجهه مغطى بالدماء العلاج في حالة من الذهول.
وبعد ساعتين من انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعاً، قالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن “109 قتلوا بالفعل في القصف الإسرائيلي”.
وأظهرت لقطات من مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة، تدفقاً متواصلاً من الجرحى من الأطفال والبالغين بينما يقف آخرون في الخارج ينتحبون بجانب جثث ذويهم الذين فارقوا الحياة في الغارات.
وتقول منظمات إغاثة والأمم المتحدة إنه لم يعد يعمل سوى عدد قليل من المنشآت الصحية في القطاع الذي دكه القصف، وإنها ليست في وضع يمكنها من التعامل مع موجة جديدة من الإصابات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس: “تفتقر المستشفيات في جميع أنحاء غزة إلى الإمدادات الأساسية والأطقم الطبية والوقود لتقديم الرعاية الصحية الأولية على النطاق المطلوب، ناهيك عن معالجة الحالات المستعجلة”.
وكان عدد سكان غزة 2.3 مليون نسمة قبل أن تبدأ إسرائيل القصف والغزو البري رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) الذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص واقتياد 240 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية التي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوق بها إن أكثر من 15 ألفاً من سكان غزة قد تأكد مقتلهم، كما أن آلافاً آخرين مفقودون ويعتقد أنهم تحت الأنقاض. وتقول الأمم المتحدة إن “نحو 80% من السكان ربما فروا من ديارهم”.
وذكر ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبركورن، أن “أعمال القتال الدائرة أصابت النظام الصحي في غزة بالشلل”.
وقال للصحفيين عبر رابط فيديو: “لا تتحمل فقدان مستشفيات أو أسرة مستشفيات أخرى … نحن قلقون بشدة من استئناف العنف”.
وذكر كبير مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية روب هولدن، في نفس الإفادة الصحفية أنه زار المستشفى الأهلي في مدينة غزة صباح الجمعة.
وقال: “الطريقة الوحيدة لوصف (الوضع) عندما تدخل إلى هناك هو أنه مثل فيلم رعب”، مضيفاً أنه كان هناك “مرضى على الأرض يعانون من أشد الإصابات التي يمكن أن تتخيلها”.
ويقول مسؤولون في مجال العمل الإنساني إن هناك حاجة ماسة للوقود لاستمرار عمل المستشفيات، ووصفت الأمم المتحدة الأعمال القتالية اليوم الجمعة بأنها “أمر كارثي”.
وبعد أن استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية، الجمعة، توقف دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى غزة عبر معبر رفح من مصر.
وزادت كمية المساعدات للقطاع خلال الهدنة رغم تصريحات مسؤولي الإغاثة بأنها لا تزال أقل بكثير من المطلوب.