موكب أهالي دولة الكويت يشارك مع 15 مليون من زوار كربلاء في أربعينية إستشهاد الإمام الحسين “عليه السلام”
أحيت حشود مليونية من المسلمين من شتى بقاع العالم ذكرى اربعينية الامام الحسين بن علي سبط الرسول الأعظم محمد بن عبدالله “صلى الله عليه وآله وسلم” في مدينة كربلاء اليوم وسط أجواء ايمانية مفعمة بحب أهل البيت عليهم السلام.
واكتظت الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء المقدسة بسيول بشرية تنوعت بين زائر وموكب لإحياء ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، راسمة أروع صور الولاء في لوحةٍ تعجز الكلمات عن وصفها.
وكالعادة السنوية، يشارك الموكب الكويتي في عزاء الاربعينية والدخول إلى حرم الإمام الحسين عليه السلام ثم إلى حرم أبي فضل العباس عليه السلام، حيث يشارك في الموكب أعداد هائلة منهم من سار على الأقدام من مدينة النجف إلى كربلاء، ومنهم من ذهب من الكويت لينضموا إلى نحو 15 مليون زائر حسب الاحصاءات الرسمية العراقية من مختلف جنسيات العالم ممن جاءوا لإحياء ليلة أربعين الإمام الحسين.
وأعلن رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العراق والعالم الإسلامي التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ، الحاج رياض نعمة السلمان بأن عدد المواكب العربية والأجنبية المشاركة في زيارة أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السلام) والمسجّلة بشكل رسمي في القسم لهذا العام 1441هـ، بلغ (225) موكباً خدميا وعزائيا من 22 دولةً عربيّةً وأجنبيّة.
من جانبها اعلنت العتبة العبّاسية المقدسة في العراق عن اعداد زائري اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) لهذا العام 1441 هـ حيث بلغ من يوم (6 صفر) ولغاية منتصف ظهر الـ(20) منه (15.229.955) زائراً.
زيارة الأربعين
تعج مدينة كربلاء في هذا الوقت من كل عام، بملايين الشيعة القادمين من جميع أنحاء العالم لإحياء أربعينية مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب “عليهما السلام”، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء
وتعد “أربعينية الحسين” من أبرز المناسبات الدينية لدى أبناء الطائفية الشيعية في العالم، ويحيونها بزيارة ضريح الإمام الحسين، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء، وضريح أخيه أبو فضل العباس المجاور له.
وتعتبر حادثة مقتل الإمام الحسين من المنعطفات في تاريخ الإسلام، حيث قتل مع عدد من أتباعه وأفراد عائلته في مدينة كربلاء عام 680 ميلادية (61 للهجرة)، ودفن فيها حيث أقام المختار بن أبي عبيد الثقفي مقاماً حوله ضريحه عام 65 هجرية، طرأت عليه تطورات وتحديثات خلال الخلافة العباسية وما تلاها.
ويطلق الشيعة على المكان الذي يضم قبر الحسين اسم “الحرمين”، ويعتبر المسجد من تحف الفن المعماري الإسلامي، وتوجد فيه زخارف على جدرانه وقبته، بالإضافة لمئذنته المذهبة، كما يضم مدافن ابنيه علي الأكبر وعلي الأصغر، و 72 من أصحابه الذين قتلوا معه.
وتضم الأربعينية “مواساة السبايا”؛ وهو طقس ديني ضخم يقوم على السير مسافات طويلة من مدن العراق الأخرى، وصولاً إلى كربلاء.
فمن البصرة تنطلق القوافل سيراً على الأقدام قبل عشرين يوماً من الأربعين؛ ومن إيران التي يفد منها بعض الزوار مشياً أيضاً تنطلق المسيرات قبل شهر من الأربعين؛ و كذلك الحال مع الزوار من الكويت الذين ينطلقون قبيل ايام ، أمّا بالنسبة للزوار القادمين من دول أخرى جواً، فيحيون الذكرى بالسير على مدى يومين متواصلين من النجف حيث مقام الإمام علي بن أبي طالب، باتجاه كربلاء.
ويعد السير على الأقدام أشبه بمواساة لأهل بيت الحسين الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام، بعد واقعة الطف (كربلاء)، سبيت زينب أخت الحسين ومن كان معها من أصحابه وأفراد عائلته وأولاده. وفي طريق عودتهم إلى المدينة، مررن بكربلاء لزيارة قبر الحسين.
وعلى مدار زيارة الأربعين يتوافد الكثير من الشيعة من الكويت و لبنان وسوريا والبحرين وإيران وأفغانستان وباكستان عبر حملات منظمة، لزيارة النجف وكربلاء، وقد انتشرت ممارسة هذا التقليد خلال السنوات العشر الماضية بشكل ملحوظ، مع تسهيلات توفرها الحملات المختصة بالزيارة. كما سهّل تبدل الوضع السياسي في العراق بعد سقوط نظام المقبور صدام حسين، من ممارسة الشيعة لطقوسهم.
كما يقوم العراقيون بفتح أبوابهم للزوار خلال زيارة الأربعين، وتتولى العتبة الحسينية تأمين الخدمات اللوجستية، حيث تمتدّ مستوصفات تطوعيّة على طول الطريق من النجف نحو كربلاء (80 كيلومتراً تقريباً)، لمساعدة من قد يعانون من وهن أو يحتاجون إلى إسعاف أو مساعدة.