دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيسا الوزراء السابقان فؤاد السنيورة وتمام سلام، الإثنين، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يلتزم بتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، معتبرين أن لبنان يمر بأوضاع دقيقة مع استمرار التأزم السياسي والانهيار.
وصدر عن رؤساء الوزراء الثلاثة بيان بعد اجتماع عقدوه مساء الإثنين، في منزل ميقاتي، جاء فيه أنه تم بحث الأوضاع الراهنة في البلاد من جوانبها كافة، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لميقاتي.
واعتبروا أن “لبنان يمر بأوضاع دقيقة لجهة استمرار حالات التأزم الوطني والسياسي، وحالات الانهيار المؤسساتي والاقتصادي والمالي والمعيشي التي تعصف به مع استمرار الاستعصاء المزمن على الإصلاح، والمحاولات المستمرة للهيمنة على قرار الدولة اللبنانية، بما أصبح يقوض دورها وسلطتها، ويتعثر خلالها إنجاز عملية انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية”.
ورأوا أن هذه الأوضاع الخطيرة تستدعي القيام بخطوات سريعة وجذرية للتقدم على مسارات الإنقاذ الوطني الحقيقي، أولها “وجوب أن تتضافر كل الجهود الخيرة والصادقة لدى نواب الأمة ولدى السياسيين المعنيين لإجراء الانتخابات الرئاسية لانتخاب الرئيس الجديد، القوي بحكمته وتبصره واحتضانه لجميع اللبنانيين على حد سواء”.
ولفتوا إلى أن الرئيس اللبناني الجديد “يفترض أن يتمتع ويحظى بثقة ودعم جميع اللبنانيين، ولا يقتصر فقط على ثقة فريق منهم ودعمه، وأن يؤْمن الرئيس العتيد ويلتزم ويسهم مع المؤسسات الدستورية في التمسك بحسن تطبيق وثيقة الوفاق الوطني والعمل الدؤوب على استكمال تطبيقها”.
وشددوا على وجوب “التزام الاحترام الكامل للدستور ولقيم السيادة والجمهورية، وللنظام الديمقراطي البرلماني اللبناني، ولمبدأ فصل السلطات ولتوازنها وتعاونها، ولاستعادة الدولة لدورها ولهيبتها وسلطتها الكاملة على أراضيها ومؤسساتها ومرافقها”.
ودعو إلى “احترام استقلالية القضاء والالتزام بقواعد الشفافية والكفاءة والجدارة في إيكال المسؤوليات الحكومية والإدارية لمن هم كفؤ لها، بعيداً عن المحاصصة والزبائنية، وكذلك التأكيد على مبدأ المحاسبة المؤسساتية على أساس الأداء، والحرص على احترام مبادئ وقرارات الشرعيتين العربية والدولية”.
واعتبروا أن “اعتماد هذه المبادئ والقواعد يشكّل الضمانة الحقيقية والوحيدة لجميع اللبنانيين أفراداً وجماعات في يومهم وغدهم”.
وأشاروا إلى “وجوب أن ينبثق عن ذلك حكومة جديدة، تتمتع هي ورئيسها وأعضاؤها بالرؤية والإرادة والقيادية والشجاعة والصدقية من أجل أن يستعيد اللبنانيون الثقة بدولتهم، ونظامهم الديمقراطي البرلماني ونظامهم الاقتصادي الحر، ويستعيد لبنان بالتالي ثقة الأشقاء والأصدقاء به وبمستقبله، بما يمكن البدء بوقف الانهيار واستعادة النهوض المنشود”.
وشدد المجتمعون “على ضرورة وقف الخطاب المعيب بكل المقاييس وحملات الكراهية التي تشن لبث الفتن والفرقة بين اللبنانيين، وعلى أهمية تحلي الجميع بالروح الوطنية العالية في هذه المرحلة المصيرية، واعتبار وحدة لبنان وأبنائه وأولوية إنقاذه ومصلحة المواطنين اللبنانيين هي طريق الخلاص، وهي التي تسمو على كل اعتبار آخر”.
وثمن الرؤساء “المبادرة الطيبة التي قامت بها المملكة العربية السعودية عبر سفيرها وليد البخاري في الدعوة للمؤتمر الحاشد الذي عقد في قاعة الأونيسكو يوم السبت في الخامس من هذا الشهر لمناسبة مرور 33 عاماً على اتفاق الطائف، وهي الدولة الشقيقة التي رعت ودعمت التوصل إلى هذا الاتفاق”.