ميلوني تواجه «عقدة سالفيني» وتوتراً مبكراً مع فرنسا
ثارت تكهنات واسعة في إيطاليا حول الشخصيات التي يتوقع أن تتولى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، التي يفترض أن تترأسها جورجيا ميلوني زعيمة حزب «فراتيللي ديتاليا“ (إخوة إيطاليا) القومي اليميني ذي الجذور الفاشية. ويقول مراقبون إن ماتيو سالفيني، زعيم حزب «ليغا «(الرابطة) اليمني المتشدد المعادي للمهاجرين، أحد أبرز حلفاء رئيسة الوزراء المتوقعة جورجيا ميلوني، قد يُترك خالي الوفاض.
وبحسب تقارير لصحيفتي «لا ريبوبليكا»، و«إل كورييري ديلا سيرا» الإيطاليتين، الصادرتين امس، فإنه ليس من المرجح أن يعود سالفيني إلى منصبه السابق كوزير للداخلية، لأنه يجب أن يمثل أمام المحكمة بسبب الاحتجاز غير القانوني، وإساءة استخدام السلطة في قضية سفينة الإنقاذ «أوبن آرمز».
وتقول «لاريبوبليكا» إن الرئيس سيرجيو ماتاريلا ربما يعترض على توزير سالفيني.
إلى ذلك، ظهرت بوادر توتر مبكر بين ميلوني وفرنسا. فقد أعرب وزير المالية الفرنسي برونو لومير عن أمله في أن تمضي الحكومة الإيطالية المقبلة قدماً في تنفيذ الإصلاحات التي بدأها رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي. وجرى بكثافة في الساعات الأخيرة تداول شريط مصور يعود لسنوات، وهي تتهم الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون بـ «النفاق» في موضوع المهاجرين، متهمة فرنسا بالمسؤولية عن ترك الأفارقة بلدانهم واتجاههم إلى أوروبا.
وأمس الأول قال ماكرون إنه يحترم «الاختيار الديموقراطي» للإيطاليين، ودعا الى التعاون، إلا أن رئيسة وزرائه إليزابيث بورن شددت على أن أوروبا ستواصل مراقبة حقوق الإنسان في اي دولة عضو في الاتحاد.
أما وزير النقل كليمان بون، فقد دعا صراحة في تغريدة له على «تويتر» إلى عدم نسيان مصدر «الشعلة التي يحملها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف»، والتي بالنسبة إليه خرجت من «قبر موسوليني»، الرمز الذي اختاره الفاشيون الجدد الإيطاليون بعد الحرب، ولايزال شعار حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن. وميلوني معجبة سابقة بالدكتاتور الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني وهي تقول انها لاتزال حتى اليوم مقتنعة انه حقق إنجازات. وبينما هنأت لوبن بحرارة ميلوني وسالفيني، رفض قادة حزب الجمهوريين المحافظ، النموذج الإيطالي للتحالف مع اليمين المتطرف، لكنهم يتبنون مخاوف الحزب، حيث أعلن النائب في البرلمان الأوروبي عن حزب الجمهوريين، أن الخطر الحقيقي على أوروبا ليس جورجيا ميلوني، بل ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية في إيطاليا.
وفي خطوة تعكس جو التوتر في باريس، ذكرت مجلة ”لوبوان“ الفرنسية أن ميلوني، تخطط لإنشاء ”مهمة عسكرية“ لمواجهة المهاجرين من ليبيا وتونس، تنفذ بالاتفاق مع السلطات الليبي.
وحذر متحدث باسم «منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان» المعنية بالشرق الأوسط من سن قوانين وتشريعات لطرد اللاجئين والمهاجرين الأفارقة أو من جنسيات أخرى من داخل ايطاليا. إلى ذلك، هنّأت رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة ليز تراس أمس ميلوني، زعيمة «فراتيلي ديتاليا» على «نجاح» حزبها، مؤكّدة أنّ بلديهما «حليفان مقرّبان».
وقالت تراس في تغريدة على تويتر «مبروك لجورجيا ميلوني على نجاح حزبها».
وأضافت «من دعم أوكرانيا إلى إدارة التحدّيات الاقتصادية العالمية، المملكة المتّحدة وإيطاليا حليفان مقرّبان». وتتعارض هذه التهنئة الحارّة من جانب تراس مع ردود الفعل الفاترة التي صدرت عن دول أوروبية كبرى أخرى مثل فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا أو حتى عن الاتّحاد الأوروبي.