ميليشيا الحوثي تُجنّد الأطفال الأفارقة للقتال في صفوفها
خصصت ميليشيا الحوثي مراكز لتجنيد الأطفال الأفارقة في العاصمة اليمنية صنعاء، الأمر الذي يسلط الضوء مجدداً على حجم الجرائم التي ترتكبها علناً بحق الطفولة، والتي طالت مؤخراً أطفال اللاجئين الأفارقة، وسط صمت الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة.
ويتخذ المهاجرون الأفارقة من اليمن محطةً للمكوث المؤقت وأحيانًا الدائم، في رحلات التشرّد هرباً من جحيم الحياة والأوضاع المأساوية في بلدانهم، لكنهم ما يلبثوا أن يجدوا أنفسهم في وضع أسوأ وظروف أحلك، عندما يقعون في شراك المؤامرة الحوثية التي تقذف بهم مباشرة إلى فوهة الموت، بحسب ما نقلت وكالة 2 ديسمبر الإخبارية اليمنية.
وبيّنت الوكالة أن المهاجرين الأفارقة بمثابة فريسة سهلة للميليشيا الحوثية، التي لجأت إلى استخدامهم قسراً في تمويل حربها العبثية بالأرواح، وفي بعض الأحيان يعصف بهم شر الانتقام فيُحرقون ببشاعة في مراكز الاحتجاز بدوافع عنصرية، ولرفضهم التجاوب معها لتجنيد أبنائهم كما حصل في العاصمة صنعاء، عندما أشعلت الميليشيا الحوثية النار في مركز احتجاز كان يؤوي نحو 350 مهاجراً، قُتل منهم 60 شخصاً وأُصيب المئات.
وكثفت الميليشيا الحوثية مؤخراً استخدام الأطفال الأفارقة الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرتها، وتستخدمهم كوسيلة لتحقيق أهدافها ومصالحها، في ظل ما يعيشونه من وضع مزرٍ ومأساوي، حيث يتم استغلالهم وتجنيدهم والزج بهم للهلاك ضحايا لأجندتها وطائفيتها.
وأقدمت ميليشيا الحوثي على إلحاق عدد كبير من الأطفال الأفارقة، المتواجدين في صنعاء، في دورات طائفية، بهدف استغلالهم والزج بهم إلى الجبهات للقتال في صفوفها.
وبحسب مصادر محلية يمنية في العاصمة صنعاء من قِبل الميليشيا، فإن الأخيرة تستخدم جامع الشهداء في باب اليمن وسط العاصمة، كمركز لتجنيد وتدريب الأطفال الأفارقة.
وأشارت المصادر إلى أن معظم هؤلاء الضحايا الأطفال من اللاجئين الصوماليين والإثيوبيين، ممن يتعرضون قسرًا لغسيل أدمغة ويتم تلغيمهم بشعارات وأفكار المشروع الحوثي ذي النزعة الدموية المتطرفة.
وقالت المصادر إن الميليشيا الحوثية تستغل حالة الفقر والحاجة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال وعائلاتهم، وتوهمهم بأنها تقدم لهم فرصة للتعلم والحصول على راتب شهري، في حين تستخدمهم كعناصر قتالية بلا مقابل في جبهاتها.
وسبق أن اتهمت منظمات حقوقية دولية ميليشيا الحوثي بانتهاك حقوق الإنسان والطفولة، وارتكاب جرائم حرب، بسبب تجنيدها لآلاف الأطفال اليمنيين والأفارقة، وإجبارهم على حمل السلاح والانخراط في الحرب.