منوعات

ناشطون مصريون يدشنون حملة لمقاطعة السجائر.. مواجهة للغلاء أم تشجيعًا على التدخين؟

القاهرة – هاشتاقات الكويت:

دشَّن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حملة لمقاطعة السجائر تحت اسم “خليها في المصنع”.

وتهدف الحملة إلى الإضراب عن شراء السجائر؛ اعتراضًا على أسعارها المرتفعة، ومحاولة الضغط على الشركات من أجل خفض أسعارها مرة أخرى.

والحملة التي تستمر حتى 7 شباط/ فبراير، أثارت الجدل بين أهدافها في محاولة للسيطرة على أسعار السجائر، ودحض أي محاولة قريبة لرفع أسعارها، وبين كونها حال حققت تلك الأهداف مشجّعة على التدخين.

الإنفاق السنوي

وبحسب الأرقام، فإن ما يقرب من 14 مليون مصري يمارسون عادة التدخين، بنسبة بلغت 19.6% من الشعب، ينفقون نحو 18 مليار جنيه سنويًا على شراء السجائر، وفق آخر إحصائية صدرت من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وارتفعت أسعار السجائر في مصر أكثر من مرة مؤخرًا، بداية من حزيران/ يونيو الماضي حين جرى فرض رسوم بقيمة 75 قرشًا على كل علبة سجائر مباعة، سواء أكانت محلية أم أجنبية الإنتاج، على أن تتم زيادتها كل 3 سنوات بقيمة 25 قرشًا أخرى حتى تصل إلى جنيه ونصف الجنيه.

وارتفع سعر بعض أنواع السجائر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما صدر تقرير عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن فيه ارتفاع أسعار السجائر بنسبة 22.4% خلال سبتمبر الماضي، بالمقارنة بأسعارها في أيلول/ سبتمبر 2017.

نتيجة بحث الصور عن حملة لمقاطعة السجائر في مصر

تشاؤم الموطنين

آراء المواطنين تجاه الحملة جاءت سلبية إلى حد كبير، حيث قال أحمد مختار (40 عامًا): إذا نجحت الحملة بخفض أسعار السجائر، ستشجع الناس والأطفال على الإقبال عليها.. وبالتالي مضاعفة أعداد المدخنين”، لافتًا إلى أن الحملة يجب أن تكون للإقلاع عن التدخين.

بينما قالت صفاء رشدي (35 عامًا): “بكل أسف.. هذه الحملة لن تنجح.. لأن المدخنين لا يستطيعون أن يتخلوا عنها أبدًا”، وهو الأمر نفسه الذي أيّده المواطن صفوت السيد (30 عامًا) الذي قال:”لا أعتقد أن هذه الحملة ستنجح أبدًا.. سجائر مكتوب عليها تسبب سرطان، وارتفعت أسعارها أكثر من مرة بشكل جنوني، ولا تأثير على المبيعات، ولو أصبحت بـ100 جنيه، الناس لن تتخلى عنها يومًا”.

الدخل القومي

إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان، نفى حدوث أي تأثير لسوق السجائر في مصر بسبب تلك الحملة، واصفًا إياها بـ”الوهمية”، وأوضح أن سعر السجائر لم يزدد خلال الفترة الأخيرة على الإطلاق، وأن الدولة تنتج 58 مليار سيجارة سنويًا، ورغم ذلك لا تستطيع تغطية احتياجات الاستهلاك المحلية، لكون السوق في حالة تعطش دائم.

وأضاف تصريح لـ”إرم نيوز”: “من أراد التوقف عن التدخين لن ينتظر حملة، الصور السيئة على علب السجائر أفضل دليل لكنها لم توقف أحدًا عن التدخين”، محذرًا من خطورة استجابة الكثيرين لتلك الحملة، قائلًا:”إذا تمت مقاطعة السجائر، ستخسر الدولة أموالًا طائلة، لكونها تعد عنصرًا مؤثرًا بشكل كبير في الدخل القومي والاقتصادي لمصر”.

مبادرة “المش مدخنين

على الجانب الآخر، يرى محمد حسن مؤسس مبادرة “المش مدخنين”، أن الحملة ستفشل في نهايتها دون أن تحقق هدفها، لأنها تحددت بوقت معيّن، وبعدما يمر الوقت المحدد سيرجع المدخنون إلى ما كانوا عليه.

وأضاف خلال تصريح لـ”إرم نيوز” أن مبادرة “المش مدخنين” هدفها أقوى وأسمى من الحملة، فالمبادرة تعمل على التوقف نهائيًا عن التدخين، ومساعدة الأفراد المقبلين على ذلك، كما أنها حققت نتائج إيجابية كبيرة على فترات متقاربة، واستطاع عدد كبير التوقف عن التدخين، متمنيًا أن تكون الحملة هدفها مقاطعة التدخين نظرًا لأضراره، وليس لارتفاع أسعاره.

وأشار “حسن” إلى أن الأمر يحتاج إلى إرادة وعزيمة من قِبل الشخص فقط، حتى لا تتحكم السيجارة في مصير حياته، مؤكدًا أن القضاء على التدخين سيتبعه أيضًا القضاء على المخدرات، وأنّ الحملة الحالية يمكن أن تكون بداية لحملات الإقلاع كليًا عن التدخين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى