#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “الحظر الكلي هو الحل؟”
الأوضاع تتأجج بين إرتفاع عدد الإصابات “المعلنة” رسمياً بفيروس كورونا المستجد من قبل وزارة الصحة، وبين المطالبات المتزايدة بتطبيق فرض “الحظر الكلي” احترازياً من اجل تفادي تفاقم الأوضاع خاصة في ظل “إرهاق” العاملين والكوادر والأجهزة الطبية والصحية بشكل مقلق نتيجة لـ”غياب الوعي” الذي راهنت عليه السلطات الصحية.
يبدو ان المشكلة لم تكن واضحة بشكل كبير لدى صفوف المواطنين الكويتيين في بداية الأزمة بسبب قلة عدد الاصابات بالفيروس، وهذا ما خلق حالة من الثقة في رهان السلطات الصحية على “الوعي المجتمعي” في تحقيق “التباعد الجسدي الاجتماعي” ولكنه لم ينجح كما كان متوقعاً، وإن كنت ارى – شخصياً – ان “التساهل” و “الملل” وغياب “الحزم” وامور أخرى قد تمثل عوامل أثرّت بالمعادلة.
الحجر الطبي المؤسسي.. الحظر الجزئي.. الدعوة الى الإلتزام بالحجر الذاتي.. التباعد الوظيفي.. التباعد الاجتماعي.. التباعد الجسدي.. الحجر المنزلي.. زيادة وقت الحظر! كلها حلول و مطالبات لم تحقق المطلوب بسبب تساهل المواطنين! وهو ما عزز فكرة التوجه للحظر الكلي!.
في المقابل فإن حجم وعدد الإصابات العالي لدى الوافدين المقيمين بالكويت خاصة من الجاليات الآسيوية يفسّر بكل بساطة بإنتشار “اللا وعي”! فلا إهتمام نراه منهم على الإطلاق! بل وكيف كنا نتوقع ذلك منهم وهم على ما هم عليه.. عُمال قليلي التعلم وبسطاء الإمكانيات وبدخل محدود بل ومعدوم! ناهيك عن أوضاع قانونية “مشبوهة”!
إختلاط المقيمين اليومي وغياب مفهوم التباعد الاجتماعي لا يمكن تطبيقه في اوساطهم! بسبب طبيعة سكنهم المشترك وعدم شعورهم بحجم الخطر او الأثر من تنامي عدد الإصابات لذلك فالحظر الجزئي او حتى العزل لم يحقق المطلوب، وهذا الأمر ينسحب على جل العمالة الوافدة الهامشية التي “استشرت” في البلد واستوطنت لسنوات!
والأمر لا يعني العمال الآسيويين فقط بل حتى الجاليات العربية الضخمة مثل الجالية المصرية “من العمالة تحديداً” بسبب عدم قدرتهم على تحقيق هذا التباعد لظروفهم وكذلك حالة “السخط” من إهمال حكومة بلادهم لهم مما دفعهم وبتوجيهات من بعض المؤججين المأجورين لـ”الشغب” مثلما رأينا في محجر إيواء چبد، والذي مثل نقطة مفصلية في وضع الخط الأحمر من قبل معالي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية انس الصالح في الحد من “عبث” هؤلاء المشاغبين وإيقافهم عن تماديهم!
فالسؤال؟ هل الحظر الكلي هو الحل؟ ربما! لا يمكن الجزم بالنتائج ولا يجب ان نتوقع ان نكون “تايوان” بين ليلة و ضحاها! ونعلم ان الامر سيكون محفوف بمخاطر على عدة اصعدة! لكن في ظل هذه الظروف.. “بعض الحلول القاسية قد تكون كافية”.
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات