#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “فاطمة.. ضحية الجاهلية الحديثة”
صعق أهل الكويت خلال اليومين الماضيين بجريمة في غاية القسوة ، تمثلت في إقدام مواطن بإطلاق النار بسلاحه على شقيقته المتزوجة والحامل في منطقة سلوى، وتم نقلها إلى المستشفى لعلاجها على الفور في الوقت الذي تم خلاله ضبط الجاني!
ولكن الجريمة لم تنتهي عند هذا الحد بل أتى شريك آخر بالجريمة كي يُجهز عليها وعلى جنينها الذي تحمله في بطنها وهي في المستشفى وتحت أعين طاقم الرعاية الطبية!
“جريمة سلوى” كما تداولت منصات التواصل الإجتماعي أحداثها ، جسدت بتفاصيلها وأبعادها التي بينّها أهل زوج القتيلة “فاطمة”، حالة من “العودة إلى الجاهلية”! فحتى لو أغفلنا كسر القانون الوضعي وحيازة السلاح نرى أن مبررات الإقدام على جريمة بهذه القسوة، من زاوية “المتهمين” تتمثل في خلافات! بسبب زواجها وهي ذات الأصل “البدوي” وبرضا والدها.. من رجل “حضري”!
حينما نسمع مثل ذلك المبرر الصاعق، الذي كشف بعض “التافهين” ممن أخذوا يبحثون عن اسباب الجريمة من باب “اللقافة” وأخذوا يتسألون: “شمسوية؟”! او من بحثوا لإيجاد مبررات إقدام إخوتها على الإتيان بجريمتهم! بأن أكيد الموضوع يتعلق بـ”الشرف”! فعن أي “شرف” جاهلي يتحدثون؟
لا مبرر للقتل! وفي حالة “فاطمة” انتفت جميع المبررات، والقبيلة بحد ذاتها ليست المتهمة! ولا زواجها من خارج القبيلة! فزواجها وفق شرع الله وفي زمن ومجتمع ذابت فيه الفروقات، ولكن رحلت فاطمة و جنينها بسبب عقلية الجاهلية الحديثة! فبأي ذنبٍ قُتلت؟
نسأل الله أن يغفر لتلك النفس التي رحلت عن الدنيا تاركة طفلاً يتيم الأم و زوجاً كان ينتظر طفله الثاني الذي راح ضحية غدر الأخوال!
يوسف كاظم عباس
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات