آراءمجالس

#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “كيف بدأت الفرعيات؟”

الكثير من الأشخاص ممن لا يرجعون إلى التاريخ ، أو من (لا) يريدون الرجوع إليه، لديهم جهل فيما يتعلق بوقائع الأمور، وهذه حقيقة نلمسها اليوم عند من يهاجمون وينتقدون “التشاوريات” التي نظمتها و ستنظمها بعض القبائل الكويتية!

فإذا رجعنا إلى أصل هذه العملية نرى أنها “تصفية” ظهرت أول ما ظهرت في الكويت مع بداية الحياة السياسية البرلمانية من خلال عملية تزكية أفراد من مجاميع و فئات “حضرية” وليسوا من أبناء القبائل!

وآلية هذه “الفرعيات” تجسدت في قيام بعض الأسر من أهل الكويت من طبقة التجار وبعض العوائل التي فضّلت أن يكون هناك “إتفاق” فيما بينها حول من يمثلهم كفئة في بعض المناطق الإنتخابية ، وللعلم! قد تم نقل تلك الوقائع وتوثيقها ويستذكرها بعض الباحثين – ولا يزال بالإمكان الرجوع لتلك المعلومات في جريدة (القبس) على سبيل المثال لا للحصر-! فتم تزكية مرشحين اثنين على أساس “طائفي” من قبل بعض الأسر في دائرة “الدعية” في عام 1981، وظلت هذه العملية تستمر وإن كانت تقام تحت مسميات كانت مقبولة في ذلك الحين بسبب رغبة أهالي الدائرة من تلك الفئات في وصول “من يمثلهم” وبالتالي كانت دواوينهم و تجمعاتهم وسراديبهم مقراً للإنتخابات الفرعية – التي لم تُجرم – بل كانت بمثابة تصفية فئوية مقبولة اجتماعياً لأنها ضمنت صوتاً لهم بالمجلس!

وهذا الأمر انسحب على التيارات والمجاميع السياسية التي كانت ولا تزال تُزكي ممثليها في كُل انتخابات! منذ بداية العمل السياسي في الكويت وحتى في هذه الإنتخابات المقبلة! ولم ينتقد أحد ذلك لأنها عملية انتقاء افضل من ترى الجماعة السياسية من يُمثلها و يمكنه حمل برنامج عملها إلى قبة البرلمان.

وحتى على الصعيد الديني، فالجماعات السياسية الإسلامية بمختلف التيارات والخطوط العقائدية وبشتى أفكارها و توجهاتها الطائفية تُزكي مع قدوم كُل موسم إنتخابي من يُمثلها، بل أن حتى المجاميع غير الدينية تفخر بإنتقاء من يمثلها و من ستدعم في الإنتخابات!

فهل هناك مشكلة في تصفية من تختاره أي جماعة؟ نعم و لا! نعم ان المشكلة تكمن في طريقة “تفصال” البعض لحقيقة أنها ممارسة ليست مُجرمة أو محرمة قانونياً ولا سياسياً بل ربما تكون “مُعيبة” من ناحية اختيار ذو الحظوة والدعم والتزكية على الكفاءات الحقيقية في داخل الجماعة، وهذا في الواقع أصل ممارسة العمل الإنتخابي لأننا ننتخب (الأقوى) في حضوره و من يُمثل ، بينما الـ(لا) في أن ممارسة “الفرعيات” باتت مجرمة بحكم القانون، ومتى ما أتى القانون بتجريم “الفرعيات” فيجب الإلتزام بالقانون.!

موضوع التشاوريات في هذا الموسم الإنتخابي يقع في توقيت “ذكي” قبيل مرسوم الدعوة للإنتخابات و هذا “باب” يخوض به القانونيين الدستوريين اذا ما كانت تندرج ضمن ما جرمه القانون.. ولكن لنعود للبداية ونتذكر! كيف بدأت الفرعيات؟ فلا يحق رمي قبائل الكويت بالجهل والتعصب دون أن أن نتذكر ذلك التاريخ!

يوسف كاظم عباس

رئيس تحرير جريدة هاشتاقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى