#نبني_وطن | يوسف كاظم عباس: “كيف خدع صدام حسين العرب؟”
بعد مرور 30 عام على كارثة الغزو العراقي لدولة الكويت وتحديداً في 2 أغسطس 1990، ترجع الذكريات لتتجدد في شريط مؤلم لأزمة عصفت بمجتمع صغير في عدده وتعدت ذلك إلى نخر كامل في مفاهيم سادت إلى ذاك التاريخ، وتولدت معها مفاهيم و أيدلوجيات جديدة غيّرت من شكل و هوية العالم العربي، بسبب جريمة نظام غبي سعى بكل همجية لطمس دولة من خريطة العالم.
ما إقترفه النظام العراقي بقيادة المقبور صدام حسين، جسد خدعة كبيرة ضحك بها على شعوب لا تزال إلى هذا اليوم وهي تُخلد إسمه الملعون، وهو الذي لعب وتر قومية كاذبة ساق من خلالها دول عربية صفقت له أنظمتها و شعوبها وخلفت حالة من الكراهية والبغضاء التي إستشرت في جسد الأمة العربية، وإمتد أثرها لسنوات تلت، ولعلها كانت لعنة على رموز وقادة دول منهم من ولوا إلى مزبلة التاريخ، ومنهم من أزيحوا خلال عاصفة الربيع العربي ، ومنهم من ينتظر..
العدالة التي حملتها حرقة أهل الكويت بسبب مواقف هؤلاء من الغزو العراقي للكويت، تجلت فيما حدث لأولئك المؤيدين لشيطان العرب صدام حسين كلعنة ستلاحقهم ومن سار في نهجهم، وستبقى عدالة رب السماء تتبعهم.
للأسف الشديد، في مثل هذه الذكرى المؤلمة في قلب كل كويتي و كويتية، يرقص بعض السذج على جراح الكويتيين بذكر إسم الملعون صدام حسين و التغني به بل و بكتابة الأشعار فيه – ومنهم من أبناء شعوب خليجنا الذي كنا نتغنى أنه جمع مصائرنا معاً – ولكننا قد لا نلومهم في الغيبوبة التي هم بها، لكون من الألم لا يشعر به إلا صاحبه، ولذلك فأهل الكويت لم و لن ينسوا.
حجم الشرخ الذي تركه الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990 على مستوى الأمة العربية، حديث يطول الخوض به، ولكنه يحمل حقيقة أن العالم العربي قبل الغزو لم يعد كما كان بعده، وحتى المنظومة السياسية العربية التي تتمثل في جامعة الدول العربية لم تعُد في مثل ما كانت عليه في ذلك الزمن.
ذكرى الغزو العراقي – والتي لا يزال كل كويتي أصيل يرفض بأي تسمية أخرى لها – تفرض علينا ككويتيين إستذكار تضحيات شعبٍ وقف في وجه العدوان والظلم وقدم النفيس لإعادة حقه وأرضه من أيدي الغزاة المحتلين، ولا يسعنا إلا أن نتوجه بالدعاء الخالص لوجه البارئ عز وجل بأن يرحم شهدائنا الأبرار، الذين جسدوا لوحة من الوفاء لهذه الأرض التي إرتوت بدماءهم الطاهرة لتخرج نجاسة الملعون صدام حسين.
يوسف كاظم عباس
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات