و بينما كنت كعادتي أتابع مستجدات الأحداث حول العالم عبر “تويتر”، صعقت من مشاهدة تصوير فيديو متداول لإنفجار ضخم إرتفعت فيه سحابة بيضاء هائلة بشكل غير مسبوق للعين! حمل عنوان “انفجار يهز لبنان”! وبسرعة وحتى أتأكد من مدى صدق أو حقيقة ما رأيت من إنفجار كان يحاكي ما تتذكره البشرية من صور علقت في ذاكرة العالم من إنفجار القنبلة النووية في مدينة هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية! وما هي إلا ثوانِ قليلة إلا وتم تأكيد ما رأيت و رأى الجميع.. إنفجارٌ هزّ لبنان!
ما حدث هو جريمة سببها إهمال فظيع! راح ضحيتها عشرات الأبرياء من أبرياء سقطوا بين قتلى و مصابين جراء هذا الإنفجار الذي أدمى العيون المصعوقة على ما وصل إليه الحال في لبنان الجميل!
ووفقاً للسلطات اللبنانية والروايات الرسمية من بيروت المنكوبة فإن الإهمال الذي تسبب في مثل هذا الإنفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، من إنفجار مستودع إحتوى كمية من المواد الكيماوية والمفرقعات التي تمت مصادرتها منذ 2014! ولم يتم إتلافها بعد! يعكس حقيقة أن الإهمال البشري قد يكون أكثر ضرراً من الخطط الإرهابية لأنه قنبلة موقوتة لا يعلم متى تنفجر لتحدث مثل هذا الدمار!
الدمار الذي خلفه مثل هذا الإنفجار يستحق وقفة من السلطة اللبنانية في هذا التوقيت بشكل أكبر من أي وقت مضى لمحاسبة المسؤولين عن الحادثة المفجعة! في وقت يقاتل فيه اللبنانيون على اكثر من جبهة داخلية على صعيد الانقسامات و الخلافات السياسية، ومواجهة للإختناق الإقتصادي الذي “طفش” منه اللبنانيون! و وصولاً لجائحة فيروس كورونا الذي يهدد العالم أجمع بما فيه لبنان وشعبه.
وبكل فخر واعتزاز وكما إعتادت الكويت قيادةً و شعباً فهي من أول دول العالم التي هبّت لنجدة لبنان المتألم ، وليس في ذلك منة بل هو واجب إنساني وعربي جبل عليه أهل بلد الإنسانية، فعزاؤنا لذوي ضحايا هذا الحادث المؤسف ، ودعواتنا القلبية بشفاء المصابين من جراء ما حدث، وأملنا كبير في أن ينهض لبنان كما نهض سابقاً و في مراحل كثيرة من التاريخ من مكبات و صراعات و حوادث هزّه،،، ولكنه لا يسقط، لأنه بلد سيظل كما عهدناه يعود و ينهض لأنه يحتوي شعب يرفض السقوط.
يوسف كاظم عباس
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات