نتفليكس ومنافساتها تواجه مشكلة جديدة مع العملاء
نشرت صحيفة وول ستريت تقريراً عن معاناة جديدة تواجهها شركات خدمات البث، مثل نتفليكس وهولو وHBO Max، وغيرها التي شهدت تراجعاً وسط احتدام التنافس بين الشركات.
وتتمثل المشكلة الجديدة التي تواجهها الشركات زيادة أعداد المشتركين غير الثابتين الذين يشتركون لفترة، ثم يلغون اشتراكهم، ويتنقلون بين شبكات البث، ومنهم من يمتنع عن الاشتراك مع أكثر من شركة في نفس الوقت، من أجل توفير المال.
وتحدث التقرير عن سيدة تُدعى كيت بايجل، وهي من العملاء الذين يسببون إحباطاً لشركات البث، حيث تتناوب هي وزوجها على كُبرى خدمات البث ويلغون اشتراكاً لدى واحدة والتسجيل لدى واحدة أُخرى، من وقت لآخر، حسب ما تحتويه كل واحدة من عروض وبرامج يرغبان في مشاهدتها، وبدأ الزوجان بهذا قبل حوالي عام من الآن لتوفير المال.
وقالت بايجل: «عليك أن توفر النفقات. هذا أشبه بالنظام الغذائي، كما تعلم – تقلل سعرتين حراريتين من هناك وهناك. لماذا أعطيهم المال إن لم أكن أشاهد؟».
وبدأ الأمر يزداد صعوبة بشكل تدريجي بالنسبة لشركات البث لتحتفظ بمشتركيها، وأصبح المشتركون الذين لديهم خيارات كثيرة ووفيرة يتخلصون من الخدمات التي لا يحتاجونها في أي وقت من الأوقات.
وألغى 19% من المشتركين في الخدمات الممتازة التي تشمل نتفليكس، وهولو، وأبل تي في، وديزني، وغيرها، ثلاث اشتراكات أو أكثر خلال عامين حتى يونيو الماضي، وفقاً لبيانات جديدة من شركة أنتينا لإحصائيات المشتركين. وكانت النسبة 6% خلال السنتين اللتين سبقتا يونيو 2020.
وبلغ متوسط معدل انسحاب العملاء شهرياً من الخدمات الممتازة في الولايات المتحدة 5.4% خلال يوليو الماضي، حيث ارتفعت من 4.46% قبل عام من الآن، علماً بأن النسبة كانت 4.05% في يوليو 2020، وفقاً لبيانات أنتينا.
واشتركت الكثير من الأُسر في خدمات بث متعددة لعدة سنوات مضت، حيث كانت الخيارات متعددة والأسعار منخفضة، وقد زادت جائحة كورونا من الطلب على الترفيه المنزلي.
وألغى بعض المشتركين اشتراكاتهم عندما أنهوا مسلسلاً كان يتم عرضه على إحدى الشبكات، ثم انتقلوا إلى شبكة أُخرى لديها شيء آخر ملفت. ومن بين الأشخاص الذين ألغوا اشتراكهم لدى خدمات متعددة، هناك قسم كبير يقوم بالاشتراك والمشاهدة والإلغاء والذهاب، حسبما قال جوناثان كارسون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمؤسسة أنتينا.
وهناك من يفقدون اهتمامهم عندما لا يصبح محتواهم المفضل متوفراً على إحدى المنصات، أو ببساطة عندما يريدون اختصار النفقات على الترفيه، حسبما قال المحللون.
مع ذلك، تبقى الشهية على خدمات البث مرتفعة، حيث ازداد عدد الاشتراكات لكل شخص في الولايات المتحدة وفقاً لأنتينا. لكنه هناك تنافساً أعلى بين الشركات على العملاء الجدد، خصوصاً في السوق الأمريكية المليئة بالشركات.
وتعتبر انسحابات المشتركين سبباً رئيسياً للصعوبات التي تواجهها بعض الشركات، مثل نتفليكس وديزني لتوسيع قواعد عملائها. وقد فقدت نتفليكس مليون مشترك تقريباً آخر ربع لها.
وقد تراجع عدد مشتركي نتفليكس الذين اشتركوا في الخدمة خلال يناير الماضي، وظلوا مشتركين بعد مرور ستة أشهر إلى 55% في 2022، مقارنة بنسبة 62% في نفس الفترة من عام 2021 و71% في نفس الفترة من 2020، حسبما قالت أنتينا.
وانخفض ولاء العملاء طويلي الأمد أيضاً، حيث شكلت نسبة المشتركين الذي احتفظوا باشتراك متواصل لفترة من عامين إلى 4 أعوام 18% من الإلغاءات في الربع الثاني، بعد أن كانت 13% قبل عامين.