أخبار العالم

السيد حسن نصرالله يتوسط للتهدئة بين مقتدى الصدر و إيران وحلفائها

حاول زعيم حزب الله اللبناني سيد حسن نصرالله التوسط بين الزعيم الشيعي العراقي النافذ مقتدى الصدر من جهة وإيران وحلفائها العراقيين من الجهة الأخرى، بينما شنّ وزير الصدر هجوماً لاذعاً على ائتلاف المالكي بعد تلويح الأخير بعقد جلسة للبرلمان.

أكد مصدر في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، أنه بعد رفض زعيم التيارالصدري في العراق مقتدى الصدر، عدة مرات آخرها خلال التطورات الأخيرة، لقاء قائد الفيلق اللواء اسماعيل قآني أو السفير الإيراني لدى بغداد، طلب قآني من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، الذي تجمعه بالصدر علاقة شخصية متينة، التوسط للتهدئة بين الصدر من جهة وإيران وحلفائها العراقيين في «الإطار التنسيقي» من الجهة الأخرى.

وأشار المصدر، إلى أن نصرالله نجح باقناع الصدر، خلال اتصال هاتفي بينهما، أمس الأول، بتلقي اتصال من قآني الذي كان موجوداً في مدينة النجف.

وكشف المصدر أن قآني أبلغ الصدر خلال الاتصال، أنه عبر مقارنة وثائق وصور وأفلام قديمة واخرى خلال الاضطرابات التي حدثت في العراق في الأيام القليلة الماضية، توصلت طهران الى استنتاج مفاده بأن بعض البعثيين وعناصر تابعة لـ «داعش» استغلوا الاحتجاجات السلمية للتيار الصدري لتاجيج الفتنة وإثارة حرب شيعية.

وقال المصدر إنه بعد أن تسلم الصدر بعض هذه الوثائق، قرر أن يطلب من اتباعه الانسحاب فوراً من التظاهرات والاعتصامات ورفع الغطاء عن أي «مندسين».

وبحسب المصدر، فقد تم خلال اتصالي نصرالله وقآني بالصدر، الاتفاق على التحضير لاجتماع يضم جميع الأطياف السياسية الشيعية العراقية، من المرجح أن يعقد بعد إحياء مناسبة «أربعين الحسين» للتوصل الى تفاهمات حول كيفية حل الازمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي.

وتابع أن نصرالله وقآني شددا خلال الاتصالين على أن الأحداث الأخيرة والمخاطر المرتبطة يجب ان تعيد فتح الباب أمام إمكانية تسمية رئيس وزراء توافقي.

ومع عودة الأمور الى مجرياتها فأجا ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي التيار الصدري باعلانه عن جلسة مهمة للبرلمان الاسبوع المقبل لانتخاب رئيس للبلاد وتمرير ترشيح مرشح الائتلاف لرئاسة الحكومة محمد السوداني.

وفي بيان شديد اللهجة، دعا وزير زعيم التيار الصدري محمد العراقي إيران إلى «كبح جماح بعيرها في العراق، وإلا فلاتَ حينَ مَندم»، مشدداً على أنه «لم يستغرب ولا طرفة عين من مواقف الإطار التنسيقي الوقح، ولا من ميليشياته الوقحة حينما يعلنون بكل وقاحة، متحدين الشعب برمته وبمرجعيته وطوائفه، بأنهم ماضون في عقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة، وما زال دم المعدومين غدرا من المتظاهرين السلميين وبطلقات ميليشياتهم القذرة لم يجف».

وقال العراقي: «كأن المقتول إرهابي أو صهيوني ولا يمتُّ الى المذهب أو الوطن بصِلة، نعم تلك وقاحة ما بعدها وقاحة، فلا دين لهم ولا أخلاق، ولا يتحلّون بقليل من شرف الخصومة، فيا له من ثالوث وقح لا يعرف معنى الإصلاح ولا الثورة ولا السلمية، ولا معاناة الناس على الإطلاق».

وأضاف وزير الصدر: «تلك ثلّة عشقت الفساد والمال والرذيلة، وتغذّت عليها كالدابة التي تغذت على العذرة، فما عادت صالحة حتى للأكل، عَشِقت الفساد الذي تتغذى وتنمو قوتها منه، ولم تحاول ولو لمرة واحدة كشف ملف فساد واحد، وكأنهم معصومون».

ولفت العراقي إلى أنهم «لا يعشقون الفساد فحسب، بل إنهم يبغضون الإصلاح والمصلحين ويرقصون على شهدائهم مرة وعلى انسحابهم من البرلمان مرة ومن التظاهرات مرة أخرى، وكأن الشهداء والمنسحبين من جنسية ليست عراقية ومن أقلية لا تملك الملايين من المحبين والمنتمين في هذا الوطن، إنها الوقاحة يا سادة».

واعتبر أن ما يحدث هو «صراع الوجود، وجودهم في السلطة والطغمة الفاسدة المقيتة التي حانت بشائر زوالها»، متابعاً: «لتعلموا أنني لم ولن أتردد في كتابة هذه المقالة، فإنها وإن كانت شديدة او يعتبرها البعض خارجة عن سياقات السياسة، إلا أنها الحقيقة المرّة التي يجب أن ينطق بها الناطقون ويلهج بها اللاهجون، وإلا كان الساكت شيطاناً أخرس لا يحب الوطن».

وقبل أن يعلن البرلمان الحداد على الضحايا من المتظاهرين والقوات الأمنية، أردف وزير الصدر: «ومن هنا إذا لم يعلنوا الحداد، فليعتبروني والتيار من اليوم عدوّهم الأول بكل السبل المتاحة، وبعيداً عن العنف والاغتيالات التي قرر الفاسدون أن يصفّوا خصومهم بها، هذا ندائي للجارة إيران أن تكبح جماح بعيرها في العراق، وإلّا فلاتَ حين مَندم».

وفي اشارة الى المالكي، قال وزير الصدر في تغريدة اخرى، «من اراد قصف قبة حرم أمير المؤمنين الا يقتل المتظاهرين بدم بارد؟» واضاف:» من امر بقتل الشرطة والجيش في النجف الأشرف أيام الانتفاضة الا يقتل أبناء جلدته وعقيدته؟»، وتابع:»من يتبجح بقتل السنة والشيعة الا يقتل الثوار ون تسبب بمقتل 1700 في معسكر سبايكر الا يقتل ثوار الإصلاح؟» وختم بالقول «فكيف تريدنا يا شيخ الاطار (في اشارة الى هادي العامري) ان يجمعنا الحسين وهو لم يرض بالاجتماع مع يزيد؟ فمن الآن لن يجمعنا أي شيئ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى