نمو الطلب على برمجيات الذكاء الاصطناعي بشكل متنام حتى عام 2029
لم يظل هناك أي مجال إلا وبات الذكاء الاصطناعي جزءا منه ومحركا أساسيا له، فخلال الفترة الماضية نما الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل كل القطاعات بما فيها المستهلكون والأفراد، وذلك بسبب محاكاه الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري واعتماده لأداء المهام وجمع المعلومات واستخدامها في روبوتات محادثة الذكاء الاصطناعي لتقديم الخدمات والدعم بشكل أسرع، إلى جانب تحليل المعلومات المهمة من مجموعة كبيرة من البيانات النصية، وتقديم توصيات مؤتمتة، ويتم ذلك عبر قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التفكير الفائق وتحليل البيانات.
ولا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على قطاع الأعمال فقط بل يقوم المستهلكون الأفراد باستخدامه بشكل دائم ودون شعور كثير منهم بذلك، حيث إن جزءا كبيرا من التطبيقات التي يستخدمها المستهلكون في هواتفهم الذكية والشبكات الاجتماعية وخدمات البريد الإلكتروني تعتمد بدورها على الذكاء الاصطناعي، كتطبيقات المراسلة والخرائط والتصوير وغيرها، والأمر ذاته لقطاع الأعمال الذي يعتمدون على تحليل البيانات والتوصيات عبر الذكاء الاصطناعي، وهو ما أدى إلى نمو الطلب على هذه التقنية على مستوى العالم وفي كل القطاعات، حيث من المتوقع أن تيشهد سوق الذكاء الاصطناعي نموا لتصل إلى أكثر من تريليون دولار عام 2029.
وفي عام 2021، بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي 328.34 مليار دولار، من المتوقع أن ينمو حجم السوق من 387.45 مليار دولار عام، 2022 ليصل إلى 1394.30 مليار دولار عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 20.1 في المائة، وذلك نظرا لزيادة الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات من جميع الأحجام عبر الصناعات لاكتساب الزخم في الأعوام العديدة المقبلة.
وبحسب دراسة أعدتها Fortune Business Insights، يتزايد اعتماد أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة بشكل كبير عبر التطبيقات المختلفة، ومع ذلك، فإن ما يعيبها هو ذاكرتها صغيرة الحجم، وبالتالي، يصبح جمع البيانات وتحليلها على الفور عملية معقدة، وقد أدى ذلك إلى تكامل الذكاء الاصطناعي مع تقنية إنترنت الأشياء، وظهور تقنيات AIoT التي تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية لها وتحسين الحلول والخدمات وقابلية تطوير أجهزة إنترنت الأشياء، الأمر الذي مكن قطاعات الأعمال من تطوير أعمالها، وكانت أبرز القطاعات هي قطاع التجزئة، وتصنيع الروبوتات، والسيارات ذاتية القيادة، والرعاية الصحية، والأغذية والمشروبات، والخدمات اللوجستية وغيرها.
ويمثل الأمن السيبراني فئة برامج الذكاء الاصطناعي الأسرع نموا، حيث يشهد استثمارات كبيرة في مجال المراقبة الأمنية في الوقت الفعلي والاستجابة وردع التهديدات المتزايدة للأمن السيبراني، ومع تطور الهجمات الخبيثة، أجبرت الشركات على اعتماد تدابير أمنية إلكترونية مختلفة لحماية المعلومات والبيانات السرية التي تحملها الشبكات، ويمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي المتكاملة للأمن السيبراني اكتشاف البرامج الضارة على الشبكات وتحديد أولويات المخاطر وحماية مصادر البيانات، ويكتشف برنامج الذكاء الاصطناعي التهديدات التي أصبحت صعبة على المحللين البشريين بسبب الكم الهائل من البيانات، وينظر إلى برامج الذكاء الاصطناعي على أنها أداة حيوية في الأمن السيبراني يمكن من خلالها تقييم الأنظمة بسرعة وكفاءة.
وشهدت سوق الذكاء الاصطناعي نموا تصاعديا خلال فترة جائحة كوفيد – 19، حيث انتشر اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، فمقارنة بعام 2019، لوحظت زيادة مذهلة بنسبة 150 في المائة في نمو السوق خلال عام 2020، وأسهمت في معالجة التحديات المتعلقة بالوباء.
وتقود تقنية الذكاء الاصطناعي قطاع صناعة الروبوتات بشكل كبير، حيث شجعت القدرة التنافسية المتزايدة في السوق الشركات على تبني روبوتات مؤتمتة بالكامل يمكنها التفاعل وإدراك البيئة المحيطة، كما يكتسب التعلم العميق والتعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى زخما سريعا في تطوير الروبوتات الآلية في جميع أنحاء العالم.
ويملك الذكاء الاصطناعي طلبا كبير من حيث المستهلكين الذين يعتمدون عليه خصوصا في هواتفهم الذكية في عديد من التطبيقات مثل تطبيقات المساعدة الشخصية والصوتية في الهواتف، إلى جانب عديد من مزايا الأمان التي يعتمد عليها المستخدمون كالتعرف على الوجه والبصمة والأوامر الصوتية وأنظمة الدفع الرقمي والتعرف على النصوص وغيرها كثير.