منوعات

هذه التمارين سوف تخلصك من سيطرة الأفكار السلبية على تفكيرك

هل نمتلك خيار التحكم بهذا العدد الكبير من الأفكار، وعدم السماح لها بتحديد هويتنا أو مزاجنا أثناء اليوم؟ إنه أمر محير، فعندما نكون قلقين أو غير راضين، فإن معظمنا مستعد للقيام بأي أمر للتخلص من هذه المشاعر، وعوضاً عن ذلك؛ فإننا نبحث عن أي شيء يشتت انتباهنا أو يهدئنا أو يحل مشاكلنا؛ للتخلص من هذه الأفكار السلبية.

يعتمد علاج القبول والالتزام (ACT) طريقة مختلفة في مواجهة هذه الأفكار، فهو يركز على تنمية المرونة النفسية؛ حتى نتمكن من التعايش مع الأمور غير السّارة وعدم السماح لها بالتحكم في حياتنا وإدارتها.

وفي هذا الإطار يقول “ستيفن هايز”، أستاذ علم النفس بجامعة نيفادا وجامعات أخرى، مؤسس وباحث رائد في مجال (ACT): “إن تغيير علاقتنا بأفكارنا ومشاعرنا بدلاً من محاولة تغيير محتواها هو مفتاح أساسي للتعافي وبداية الطريق لتحقيق إمكاناتنا الحقيقية”.

مقالات ذات صلة

تشعر بالفشل؟.. هكذا تتخلص من الأفكار السلبية:

إن نظرية “ستيفن هايز”، في الأطر العلائقية هي محاولة لتقديم تفسير لماذا نحن قادرون على صنع الارتباطات المختلفة بين اللغة والواقع، والتي تؤثر على كل من العمليات التواصلية والإدراكية، ومن ثم فهي نظرية تستكشف وتحاول شرح اللغة والإدراك والعلاقة بينهما.

ولقد توصل “هايز” وزملاؤه، إلى أن المرونة النفسية تتكون من ست مهارات أساسية، وأطلقوا على إحداها “defusion”، وهو مصطلح في علم النفس، ويعني فصل الحافز المثير للمشاعر عن الاستجابة العاطفية غير المرغوب فيها كجزء من عملية علاجية، بنفس الطريقة التي يتم بها نزع فتيل القنبلة..
والمصطلح يعني حرفياً “نزع الفتيل”، وفي ما يلي يوضح البروفسيور “هايز” ماهية هذا العلاج، وكيف يمكننا أن نتعلم الاعتماد عليه.

الخضوع لأفكارك السلبية يجعل منك قنبلة موقوتة

يعيش أغلبية الناس في معظم الوقت في ظل حالة اندماج إدراكي كامل، تجعلهم غارقين بأفكارهم لدرجة يسمحوا لها بالتحكم وتوجيه أفعالهم وخياراتهم، وهذا يحدث لأننا مبرمجون لرؤية أن العالم يتحرك حسب أفكارنا، ولكننا نفتقد حقيقة أننا من يقوم بالتفكير بهذه الأفكار.

أما الجانب الآخر من نظرية “نزع الفتيل” فهي عندما ندرك حقيقة أفكارنا، التي غالباً ما تكون عبارة عن محاولات مستمرة لإعطاء العالم من حولنا معنى، وأننا نركز قوتنا على الأفكار بالدرجة التي تساعدنا حقاً؛ لأننا قادرون على التحكم بأفكارنا دون التمعن أو الغوص فيها، وأطلقنا على عملية ملاحظة هذه الأفكار تسمية “نزع الفتيل”.

وفي هذا السياق، يعد فهم الشغف الذي يدفعنا إلى التحدث عن الهوس الذاتي وحل المشكلات من الخطوات المفيدة في استيعاب نظرية “نزع الفتيل”، كما يعد هذا الشغف إلى الربط المنطقي وإدراك التنافر العقلي من الرغبات الطبيعية للإنسان، الذي يشعر بالضعف عندما لا تتوافق أفكاره مع بعضها، خاصةً إذا كانت متناقضة.

تتمثل الخطوة الأولى في إبعاد محور تفكيرنا عن تصديق الأفكار التلقائية في إدراك مدى تعقيد عمليات التفكير، وأول خطوة في هذا الإطار ترتكز على تحرير العقل من جميع الأفكار لمدة دقائق ثم كتابة سلسلة الأفكار التي تطرأ على ذهننا.

فعلى سبيل المثال، كتب البروفسيور “هايز”، مجموعة من الأفكار كتطبيق لهذا التمرين عند استيقاظه ذات صباح:

“إنه وقت الاستيقاظ، لا.. إنها السادسة صباحاً، وأنا نائم منذ سبع ساعات وأنا أحتاج إلى ثماني، أشعر أنني اكتسبت بعض الوزن الزائد، كعكة عيد الميلاد، يجب أن أتناول من كعكة عيد ميلاد ابني، ولكن ربما ليس قطعة كبيرة، أعتقد أن وزني أصبح 196 باونداً، ربما يجب أن أمارس بعض التمارين الرياضية، يجب أن أركز على كتابة فصل كامل من الكتاب لأني تأخرت، من الأفضل العودة للنوم، ربما يجب علي مغادرة السرير، ولكنها السادسة وخمس عشرة دقيقة، أحتاج إلى ثماني ساعات من النوم…”.

يمكننا أن نلاحظ أن جميع هذه الأفكار تدور في حلقة واحدة مترابطة ومعظمها يتعلق بالقواعد والعقاب، كما أنها متناقضة للغاية، وربما يبدو هذا النوع من التفكير الذهني مألوفاً لدى معظم الناس الذين يعانون من هذا الجدال بشكل طبيعي ويومي.

ويمكننا في الواقع أن نفهم تلك النسخة القديمة عن أفلام الكرتون، التي رسمت الشيطان على الكتف اليسرى، والملاك على الكتف اليمنى، وقد تمكن حتى الأطفال من فهم هذه الصورة.

تدخل عقولنا في حالة من تدفق الأفكار، عندما نقوم بالتركيز على مهمة واحدة، حيث تتزامن أفكارنا وعواطفنا وأفعالنا بشكل مؤقت، ولكن الحالة الذهنية الاعتيادية تتميز في كثير من الأحيان بمجموعة من التناقضات الفكرية.

ويستطيع الأفراد مراقبة أفكارهم؛ عن طريق معرفة الدوائر الذهنية التي تتدفق خلالها الأفكار التلقائية؛ عبر تصفية الذهن، ثم توجيه الأفكار لمدة دقيقة من الوقت في اتجاه معين من اختياره ثم تتبعها وكتابتها، وتكرار التمرين مرتين بعد ذلك.

وفي الجولة الثانية، يجب أن نتخيل بأن مهمتنا بعد ترك الأفكار تتدفق لمدة دقيقة واحدة، تتمحور حول معرفة إذا كانت كل فكرة صحيحة أو مناسبة، يجب أن نتخيل أن أفكارنا تمتلك أصواتاً لطلاب صغار يتشاجرون في الصف الأول، وأنت تنظر إليهم بدافع الفضول والتسلية، ولكنك لا تفعل شيئاً سوى مراقبتهم.

في الجولة الثالثة، قد يشعر البعض أنه غرق بأفكاره بسرعة وزادت حدتها، كما قد يرتفع لديهم مستوى التركيز على محتواها، وأغلبهم يدخل في حالة جدال ونقاش مع أنفسهم.

وفي الجولة الرابعة، يلاحظ الناس تدفق عام لأفكارهم، حيث غالباً ما يصبح محتوى هذه الأفكار أقل أهمية من الجولة الثانية، وأنه لا يوجد حاجة إلى مناقشها.

يفسر هذا الاختلاف كيف يقوم تمرين “نزع الفتيل” بإضعاف العلاقة بين الأفكار التلقائية والسلوك، وإن قدرتنا على التراجع عن أفكارنا تزداد قوة إذا قمنا بممارسة هذا التمارين بصورة أكبر.

وعندما نتعلم مهارات نظرية “نزع الفتيل”، يمكننا أن نأخذ الطاقة من التاثير العكسي لشغفنا، واستغلاله في توجيه سلوكنا، استناداً إلى التجارب.

5 تمارين تخلصك من الخضوع لأفكارك الهدامة:

أطلق اسماً على عقلك وتحدث إليه بتهذيب
نختار أثناء التحدث مع أشخاص آخرين الاتفاق أو الاختلاف معهم، ولكننا نشعر أننا لا نملك الخيار للاتفاق أو الاختلاف مع أنفسنا.

لذلك، يجب أن نخرج عن هذه القاعدة، حيث أظهرت الأبحاث أن إطلاق أسماء لعقلنا يختلف عن أسمائنا يساعد على تطوير أسلوب تفكيرنا، حيث يجب أن نتحدث مع أنفسنا بتوجيه الكلام لعقلنا باسمه الجديد (الذي نختاره) بطريقة مهذبة، وكأنه شخص غريب تعرفنا عليه بالصدفة.

تثمين العمل الذي يقوم به العقل
يجب في هذا التمرين توجيه الشكر للعقل الذي يبدأ بالعمل على أفكارك عبر تدفق المعلومات بشكل كبير، وذلك لأن العقل سيستمر في إستراتيجية حل المشاكل إذا تم رفض العمل الذي يقوم به.

في حين أن تقبل هذا المجهود والثناء عليه يزيد من مرونة العقل، ويمكن شكره بعبارة مثل (شكراً “الاسم الذي أطلقته عليه” لقد فهمت أنك تحاول أن تكون مفيداً).
الغناء
تعتبر هذه الطريقة فعالة للأفكار المزعجة التي لا تفارق عقلك، حيث يمكن تحويلها إلى جملة، وإضافة إلى بعض الألحان وغنائها بشكل متكرر بسرعة أو ببطء، مما سيجعل الفكرة تختفي أو تصبح غير قابلة للتصديق.

احتفظ دائماً بأفكارك
في هذا التمرين، اكتب على ورقة صغيرة الأفكار المتكررة والحرجة التي قد تكون على سبيل المثال “أنا شخص غبي”، “أنا شخص غير محبوب”، “سأفشل”، ثم امسك الورقة وانظر إليها كأنها جزء من مخطوطة تاريخية ثمينة؛ لأن هذه الكلمات ستكون صدى لتاريخك.

واسأل نفسك إذا كنت مستعداً لتكريم هذا التاريخ، فإذا كانت الإجابة «نعم»؛ فيمكنك وضع الورقة بمحفظتك وحملها معك دائماً؛ لأنها ستكون جزءاً من رحلتك في الحياة، وأنت موافق أنها تعكس شخصيتك الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى