منوعات

هل الأرز المعاد تسخينه مصدر قلق؟

ضجت منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، بمخاوف متعلقة بالأرز المعاد تسخينه، وارتباطه المحتمل بحالات التسمم الغذائي الشديدة.

وزيادة القلق بشأن ما يسمى “متلازمة الأرز المعاد تسخينه” دفعت الكثيرين للتساؤل عما إذا كانت بقايا الطعام المفضلة لديهم تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياتهم.

وفي عصر تنتشر فيه المعلومات بسرعة عبر الإنترنت، يصبح من الأهمية بمكان فك رموز الحقائق من الادعاءات المثيرة، بحسب تقرير نشره موقع “mashable” المختص بتقييم ومراجعة حقائق الإعلام الرقمي.

مقالات ذات صلة

ودقت ناقوس الخطر طالبة الطب في السنة الثانية والمؤثرة على “تيك توك”، جاني جارسيا، بعد أن انتشر مقطع فيديو خاص بها عن الأرز في الميكرويف، مع تسمية توضيحية تقول: “كونك طالبًا في الطب يعني عدم القدرة على إعادة تسخين الأرز بشكل مريح مرة أخرى“.

ومع ادعاء جارسيا بأن كوادر المستشفى شهدوا بعضًا من أسوأ حالات التسمم الغذائي المرتبطة بالأرز المعاد تسخينه، سرعان ما اكتسب الفيديو زخمًا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

إن السبب المزعوم وراء “متلازمة الأرز المعاد تسخينه” هو العصوية الشمعية، وهي بكتيريا مقاومة للحرارة تطلق السموم في البيئات الدافئة والرطبة، وهو وصف يناسب الأرز المعاد تسخينه.

ولفهم المخاطر المحتملة المرتبطة بالأرز المعاد تسخينه، استشار موقع “mashable” خبراء سلامة الأغذية، ومنهم الأستاذ بجامعة فلوريدا، كيث شنايدر.

وأوضح شنايدر أنه في حين أن بقايا الطعام في الميكرويف تقتل معظم البكتيريا بشكل عام، إلا أن العصوية الشمعية مرنة وتنجو من الحرارة، كما أنها تنمو بين درجة حرارة 39 و118 فهرنهايت، ما يجعل من الضروري التعامل مع الأرز بشكل صحيح لمنع تلوثه.

وللتخفيف من خطر “متلازمة الأرز المعاد تسخينه”، يوصي الخبراء باتباع خطوات محددة، تشمل طهي الأرز جيدًا وتبريده على الفور لإعاقة نمو البكتيريا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن جعل الأرز أكثر حمضية يمكن أن يمنع تلوثه بالعصوية الشمعية، وهو نهج مدعوم بإضافة خل الأرز إلى أرز السوشي.

ورغم المناقشات المقلقة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الخبراء يؤكدون أن العواقب الوخيمة الناجمة عن التسمم الغذائي بالعصوية الشمعية نادرة.

وقال الأستاذ في جامعة ولاية ميشيغان، إليوت رايسر، إن دخول المستشفى والوفيات بسبب هذا التسمم الغذائي أمر غير شائع، إلا أن الفئات السكانية الضعيفة مثل صغار وكبار السن والذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة.

وتشير بيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أنه، في الفترة بين عامي 2000 و2008، تم الإبلاغ عن 20 حالة دخول إلى المستشفى فقط، ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات من بين 63000 حالة تسمم غذائي بالبكتيريا العصوية الشمعية.

ووثقت دراسة أحدث أجريت في الصين، خلال الأعوام 2010 إلى 2020، أكثر من 2000 حالة دخول إلى المستشفى، لكنها سجلت 5 وفيات فقط.

وفي حين أثارت “متلازمة الأرز المعاد تسخينه” القلق عبر الإنترنت، يؤكد الخبراء أهمية التعامل السليم مع الطعام وتخزينه لتقليل أي مخاطر محتملة، ومن خلال اتباع الإرشادات والبقاء يقظين، يمكن للأفراد الاستمرار في الاستمتاع ببقايا الأرز دون القلق غير المبرر على صحتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى